مما لاشك فيه أن كل المنتسبين للوسط الرياضي يشعرون بالغبطة والسرور لهذه النقلة النوعية التي تعيشها رياضتنا، وأخص هنا كرة القدم، التي شئنا أم أبينا، باتت حتى على المستوى العالمي تمثل اللعبة التنافسية الأولى. هذه النقلة لم تكن لتحدث ؛ لولا الرؤية الحكيمة والرائعة من أمير الشباب وملهمهم الأمير محمد بن سلمان، الذي كان لمبادرته الكريمة بتسديد كل ديون الأندية الخارجية، الأثر الأكبر والأروع في إحداث هذه الطفرة الرياضية التي نعيشها.
عليه فقد كان لزاماً أن يواكب هذه الرؤية الطموحة، وماتضمنته من دعم مالي غير مسبوق، عمل احترافي مميز على كافة الأصعدة؛ سواء الإدارية منها، أو المالية .
فإن كنا نجحنا، ولو بشكل جزئي ونسبي، في الارتقاء بالعمل الإداري والفني، فإننا، وللأسف الشديد، فشلنا فشلاً ذريعاً في الشق المالي من العمل الاحترافي؛ سواء من ناحية آلية الصرف، أو حتى كذلك المتابعة للحركة المالية في سوق رياضتنا الضخم.
حيث تفننت الأندية في الموسم الماضي في أساليب الهدر المالي، سواء عن طريق التعاقدات المتضخمة التي أبرمتها أو حتى فشلها في إعادة تدوير وتسويق من أحضرته من لاعبين في حال ارتأت فشلهم، والتقييم الفني هنا قصة أخرى، سنعود إليها لاحقاً!! ومانحن عن فضيحة انتقال لاعب الاتحاد ( جاري رودريجيز) لنادي ( فناربخشة ) التركي بالمجان ببعيد، وهو الذي كلف خزينة النادي، وبالتالي الهيئة مبلغ تسعة ملايين يورو، لم يقدم مقابلها أي شيء يذكر. فلك أن تتخيل عزيزي القارئ، أن صاحب هذه الملايين الضخمة من اليوروات، لم يشارك إلا في تسع مباريات فقط، سجل من خلالها هدفا يتيما ضد الفيصلي في مباراة خسرها العميد!! أي أنه استلم مبلغ مليون يورو تقريبا عن كل مباراة لعبها للنادي الغربي !
ليجد نفسه وبعد موسم واحد وهدف وحيد، يسير في شوارع أنقرة محملاً بتلك الملايين !! فإن لم يكن هذا “هدرا ماليا مفزعا” يستحق الوقوف عنده، ومحاسبة المتسبب به، فما عساه أن يكون ؟!
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يجب تقديم الشكر لرئيس الهيئة الأمير الشاب، الذي تفاعل مع ما طُرح حول هذه القضية بشكل سريع ووجه بإرسال خطاب عاجل إلى إدارة نادي الاتحاد لإيضاح حقيقة وملابسات ما حدث في التعاقد، ثم انتقال اللاعب سالف الذكر . وإلى حين اتضاح الرؤية الكاملة، حول ما يمكن تسميته لغز(رودريجيز)
إنا لمنتظرون !!