مكة المكرمة ـ البلاد
يستعيد الحاج محمد خان 54 عاما شريط الذكريات، ويتذكر رحلته إلى مشعر عرفات على متن قطار المشاعر في حج العام الماضي، وفي حج هذا العام ينوي خان، استخدام ذات الوسيلة لتنقله بين المشاعر المقدسة بصحبة والديه، ويعد خان واحدا من الملايين الذين سينقلهم قطار المشاعر خلال موسم حج هذا العام.
وإذا نظرنا إلى مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي تشرف عليه هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة نجده شاهدًا على المشاريع العملاقة التي تنفذها المملكة والجهود التي تبذلها لخدمة ضيوف الرحمن وتطوير الخدمات المقدمة لهم بالمشاعر المقدسة.
ويربط مشروع قطار المشاعر الذي انطلقت أولى رحلته العام 1431هـ ، بين جنوب شرق مشعر عرفات وجنوب غرب مشعر منى (منطقة الجمرات)، عبر مشعر مزدلفة بمسار يبلغ حوالي 20 كيلو متراً , في إنشاءات مرتفعة على أعمدة في الجزر الوسطية للطرق.
ويشتمل المشروع على تسع محطات مرتفعة عن الأرض بطول 300 متر لكل محطة، ويتم الوصول إلى أرصفة القطار عن طريق منحدرات ومصاعد وسلالم عادية وكهربائية، وبوابات أوتوماتيكية تفصل بين القطار ومناطق التحميل ومناطق الانتظار، وتتميز بتقنية الاستشعار عن بعد للتعرف على حاملي التذاكر التي تباع للشركات والمؤسسات ، فيما يتم تفويج الحشود إلى المحطات في مسارات محددة إلى مناطق الانتظار أسفل المحطات التي تستوعب أكثر من 3000 حاج.
ويبدأ القطار مساره من محطة الجمرات، ماراً بمشعر منى، ثم إلى مزدلفة، ومنها إلى عرفات، بسرعة تتراوح بين 80-120 كم في الساعة، ويسير دون سائق، بواسطة أنظمة آلية للتشغيل يتم التحكم بها من عن طريق مركز التشغيل والمراقبة، ويصل ارتفاعه عن الأرض إلى 45 متراً عند الجمرات، وتم إنشاؤه بأرقى المواصفات على أعمدة خرسانية في الجزيرة الوسطى للطريق، وبُني بهذه الطريقة لتستغل المساحات الأرضية في نصب خيام الحجاج.
وحصل المشروع على جائزة (فيديك) العالمية، الذي تم اختياره من قبل منظمة الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية من بين أفضل 24 مشروعاً على مستوى العالم خلال الـ 100 عام الماضية، وذلك لتميّز المشروع وإسهامه في تحسين ظروف الحياة، وتخفيف الزحام، والمحافظة على نظافة البيئة من آثار التلوث الناجم عن عوادم السيارات .