الدولية

خبراء: صفقة إس 400 جاءت لإرضاء غرور أردوغان

البلاد – مها العواودة

أكد مدير الدراسات والأبحاث بمركز الخليج للأبحاث جمال أمين همام، أن صفقة صواريخ إس 400 التي اشترتها تركيا من روسيا وبدأت في استلام الدفعة الأولى منها تثير الكثير من التساؤلات والشكوك، موضحًا أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت على إتمامها بين موسكو وأنقرة، أبرزها شعور تركيا بأنها أصبحت غير مهمة في الحسابات العسكرية الأمريكية والأوروبية، وأنها فقدت دورها الاستراتيجي لحلف الناتو، ومن ثم أرادت أنقرة البحث عن بديل أو حليف آخر، ومن بين هذه المؤشرات : عدم حسم أمر انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي رغم قيامها بتعديل التشريعات بما يتلاءم مع متطلبات الانضمام للاتحاد الأوروبي، ثم جاءت مؤشرات قوية من أمريكا؛ منها رفض واشنطن تسليح أنقرة بصواريخ باترويت منذ عام 2010م، وكذلك عدم تزويدها بطائرات إف 35، وهذا يعني أن تركيا سقطت من حسابات الغرب كحليف تاريخي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومؤخرًا جاءت أزمة تركيا مع الاتحاد الأوروبي على خلفية تنقيب تركيا عن الغاز قبالة سواحل قبرص الدولة العضو في الاتحاد، والاتحاد متضامن مع قبرص وفرض عقوبات مبدئية على أنقرة، بما ينذر بمواجهة بين الجانبين في حال تصاعدت الأزمة.

كما أن هناك خلافات تركية ـ أمريكية حول الوضع في سوريا والعراق والملف الكردي، لذلك سعت أنقرة لترميم علاقتها مع موسكو بعد تجاوز أزمة إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015م، ووثقت علاقتها مع موسكو بما يبدو ظهور تحالف جديد بين تركيا وإيران وروسيا والصين، وهذا ما يقلق الغرب.

ويرى همام، أن تركيا حسمت علاقاتها بالتوجه شرقًا، وإعطاء ظهرها للغرب بعد أن فشلت في الانضمام إليه، ولذلك يبدو أنها تستفز الغرب عبر بوابة روسيا وإيران والصين، وبما ينذر بخروج تركيا من منظومة (الناتو) بعد أن أكدت الدلائل أن أنقرة ليست محل ثقة الغرب بعد أن تزعزعت ثقة الاتحاد الأوروبي في سياسة أردوغان الذي ليس لديه وجه واحد، وليس له توجهات ثابتة.

من جهة أخرى، اعتبر الدكتور وحيد حمزة هاشم أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن تصرفات أردوغان باتت غير واضحة وغير متزنة، حيث إن تركيا ليست في حاجة لمثل هذه المنظومة، التي أوجدت حالة من التوتر في العلاقات الدولية والإقليمية، كون تركيا دولة عضو في الناتو ولديها جيش قوي، لكن أردوغان سعى لهذه الصفقة لإرضاء غروره والتغطية على تدهور الوضع الاقتصادي في بلاده وزيادة معارضيه وخصومه السياسيين وتصدع حزب العدالة والتنمية الحاكم.

وأوضح هاشم، أن لدى اردوغان نزعة عدوانية توسعية، يصاحبها طموح شخصي ليس له سقف، حيث يريد ان يكون زعيمًا إسلاميًا وإقليميًا عبر قيادة جماعة الإخوان المسلمين والتنظيم الدولي للإخوان، الظهير السياسي له، حيث يروج التنظيم الدولي لأردوغان كخليفة للمسلمين، أو السلطان العثماني الجديد، مقابل أن يوفر الرئيس التركي المأوى والدعم وغسيل الأموال لهذه الجماعة الإرهابية المحظورة في جميع البلاد العربية والإسلامية؛ باستثناء قطر وتركيا، حيث تعتبر الدولتان مأوى للجماعات الإرهابية الضالة والمسعورة التي تنهش في جسد بلدانها، ولا تدافع إلا عن تركيا وقطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *