المحليات

متحف في غزة يوثق مواقف المملكة المشرفة دفاعا عن فلسطين

فلسطين – مها العواودة

يوجد في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، متحف العقاد الثقافي للتراث والآثار والفنون ، ويحتضن بين جنباته التاريخية قطعًا نقدية وفنية وأواني فخارية وأعمدة صخرية ونقوشًا تعود لآلاف السنين والعصور، تعكس أبعادًا جمالية ثقافية للحضارات القديمة على الأرض العربية الفلسطينية، كما تكشف صفحات مضيئة عن حكايات العرب الذين دافعوا عن فلسطين وأهلها، وفي مقدمتها بطولات السعوديين.

المتجول بين زوايا وأقسام المتحف، يشاهد الحضور القوي للمملكة العربية السعودية في هذا المتحف الفلسطيني، حيث يحتضن في قسم النقود قطع نقدية سعودية قديمة تعود لعام 1279/1278، وفي قسم الأسلحة قطع أسلحة وذخيرة شاركت الدول العربية في حملها والدفاع عن فلسطين من بين هذه الدول المملكة العربية السعودية، التي وقفت دائما في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومناصرتها ورفضت أمام كل التحديات التخلي عن فلسطين وأهلها، كما يضم المتحف أيضا رسالة من الأمير نواف آل سعود، أرسلت لمدير المتحف الباحث والمؤرخ الفلسطيني وليد العقاد جاء فيها: “فلتبقى يامتحف العقاد في مقدمة تاريخ فلسطين عنوانًا ينير طريق الأجيال القادمة”.

بدوره، قال مدير المتحف وليد العقاد: إن المقتنيات السعودية داخل المتحف الفلسطيني على أرض غزة تذكر الأجيال، ولكي لا ننسى التاريخ المشرف لمشاركة الجيش السعودي في الدفاع عن فلسطين جنبا إلى جنب مع القوات المصرية والعربية في التصدي والدفاع عن فلسطين في حرب عام 1948؛ إذ سطروا ملحمة بطولية يشهد لها التاريخ ومن أهم المواقع التي شارك فيها الجيش السعودي في فلسطين غزة ورفح وبيت لاهيا وبيت حانون وأسدود، حيث كان عدد القوات السعودية المشاركة للدفاع عن فلسطين كبيرا، منهم من استشهد ودفن على هذه الأرض الفلسطينية المقدسة فهذه شيم العربي الأصيل الذي يقف دائما بجانب إخوانه في كل مكان.

في السياق، قال الدكتور زهير مطلق أمين عام الاتحاد الوطني للشباب الفلسطيني: مانشاهده في المتحف الفلسطيني يؤكد أن للسعودية جذورا متأصلة في أرض فلسطين، كانت ومازالت المدافع الأول عن الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.
أما الكاتب الفلسطيني د.ناصر اليافاوي فأكد لـ “البلاد”، أن الزائر لمتاحف فلسطين في الضفة والقطاع، ومقتنيات الأسر القديمة في غزة لابد أن يقف أمام آثار بندقية سعودي، أو زيه العربي الأصيل المخضب بدماء الشهادة الزكية.


وأضاف:” يسجل التاريخ مواقف الجيش السعودي ومشاركاته في صد العدوان عن أرض فلسطين منذ حرب عام 1948 ، وهناك العديد من الوثائق التاريخية مزينة بأسماء الجنود والمتطوعين السعوديين الذين فدوا بدمائهم الأراضي الفلسطينية وسطروا بطولات على تلك الأراضي مسلحين بعقيدة وعزيمة ثابتة ونخوة عربية أخوية كبيرة”.

وأضاف :”نحن كباحثين فلسطينيين اطلعنا على قائمة تضم 155 من الشهداء السعوديين ومن عائلاتهم وقبائلهم الأصيلة متوزعين على كافة أركان ومحافظات المملكة الذين قضوا على أرض فلسطين ودفنوا تحت ثراها. الذاكرة الفلسطينية لا تنسى أربعة قادة سعوديين شاركوا في حرب 1948 وهم: اللواء إبراهيم المالك، والراحلان اللواء أحمد المنصور، والعميد مظلي علي والعميد عبدالله الخزي، وحفاظا على الجميل صرخت أرض فلسطين منادية بالوفاء وكانت مدينة طولكرم أول من لبت نداء الأرض والدم السعودي ففي عام 2011 أطلقت بلدية طولكرم في الضفة الغربية، وليس بعيدا عن القدس اسم العسكري السعودي فهد المارك (1910-1978) على مدخلها الجنوبي، والمارك كان قائداً لفوج المجاهدين السعوديين، وغزة لازالت أيضا تحكي وحدة الدم وتشرب من أرض طهور مخضبة بدماء عشرات السعوديين الأبرار”.

من جهته، قال الكاتب كمال الرواغ: السعودية حاضرة دائما في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية، وخصوصا قضية فلسطين المحتلة وشاركت مع الجيوش العربية في التصدي لاحتلال فلسطين، ومازالت تقف مع القضايا المصيرية سياسيا ومعنويا وماديا، ومن هنا من غزة الصامدة ونحن نشاهد المقتنيات السعودية على أرضنا أتوجه بالتحية للمملكة العربية السعودية على مواقفها العربية الإسلامية الأصيلة الشجاعة، وسنبقى أوفياء للشعب السعودي وقيادته الحكيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *