جدة – مهند قحطان
ما زالت أغلب محلات بيع الطيور في بعض الأسواق الشعبية تمارس عملية بيع وشراء الطيور بكل أريحية، لاسيما في سوق الأهدل، بالرغم من قرار إيقاف بيع الطيور بها الصادر من وزارة البيئة والمياه والزراعة ؛ لمنع انتشار انفلونزا الطيور
بعد أن أنهت الفرق الميدانية بوزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة مكة المكرمة سابقا، إجراءات التخلص الصحي الآمن لأكثر من 6500 طائر، في أكثر من 60 محلاً لبيع الحمام والطيور والدجاج البلدي، والببغاء
إضافه إلى إغلاق حلقة الخضار والفواكه والتمر المجاورة لسوق الأهدل للطيور بجدة
حيث تمت هذه الإجراءات بعد اكتشاف الوزارة العديد من الإصابات بإنفلونزا الطيور خلال الفترة الماضية.
(البلاد) قامت بجولة ميدانية في أحد أسواق بيع الطيور، لتوثيق ممارسة عملية البيع بكل أريحية، وغياب الفرق الميدانية عن مثل هذه المواقع المهمة، التي من الممكن أن تهدد حياة المواطنين، وأيضًا المقيمين.
وقد أكد أحد العمال الهنود، الذي يعمل بأحد محلات بيع الطيور والببغاوات، أن البيع مازال مستمرا، وأن الكثير من البائعين يفتحون بيوتا من خلال هذه التجارة، التي تهدد وتعرض حياتهم للخطر
وأضاف : أسعار الطيور في ازدياد كبير جدا؛ حيث وصل سعر الببغاء المتكلم، الذي يتميز بحجمه الطويل والألوان المختلفة التي تغطي جسده، إلى 8 آلاف ريال، وغير المتكلم وصل سعره إلى 4000 ريال، بالإضافة إلى وجود العديد من الطيور النادرة، التي يتم المتاجرة بها داخل هذا السوق.
من جهة أخرى، أكد سليمان أحمد (بائع) ، أن سوق الأهدل يعتبر خط الإمداد الرئيس للتوريد إلى المحلات الكبرى والراقية في جدة بكافة أنواع الطيور النادرة، التي يصعب وجودها في أي مكان آخر في المدينة؛ إذ إن العديد من هواة تربية الطيور والزواحف لديهم حضانات لإنتاج مثل هذه الأنواع، ما عوض عن منع الاستيراد الذي فرض من قبل الجهات المختصة قبل ذلك.
وأضاف سليمان : إن زبائن السوق متعددون، ولكن غالبيتهم من الطبقة الراقية، وأن الكثير من الشباب يستغل رخص الأسعار في سوق الأهدل، مقارنة بالمحلات التي تصل تقريبا إلى نصف قيمتها، فيقومون بشراء عدد من الحيوانات، ويعرضونها في وسائل التواصل الاجتماعي ، ويحققون منها دخلا ماديا أفضل من البيع عن طريق الوقوف في الأسواق العامة
وواصل : الأسعار مختلفة الآن عما مضى؛ حيث مازالت في ازدياد بالرغم من التحذيرات، وتبعا لنوعية الطيور، وعلى سبيل المثال، فالببغاء الأمريكي يباع بـ5 آلاف ريال والإندونيسي بـ3 آلاف ريال، والأسترالي بـ4 آلاف ريال.
وختم سليمان حديثه أن يوم الجمعة من كل أسبوع، يشهد سوق الأهدل جنوب جدة تجمعا كبيرا لمختلف الحيوانات الأليفة، من ببغاوات وطيور وزواحف وقطط وكلاب وثعابين وغيرها؛ إذ توجد نسبة إقبال كبيرة على الشراء من قطاع عريض من المواطنين والمقيمين على حد سواء، كل حسب ميوله ورغباته.
من جهة أخرى، طالب مهند المطري أحد هواة تربية الطيور بتكثيف الرقابة الميدانية على محلات بيع الطيور بمختلف أنواعها، وتطبيق قرار الإغلاق
لافتًا إلى وجود تخوف لدى مربي الطيور من انتشار الأمراض بين باقي الطيور لديهم؛ بسبب ضعف مستوى النظافة في تلك المحلات، وعدم تطبيقها الاشتراطات الصحية والبيئية.
وأضاف المطري : رغم ما يقال أن الجهات الرقابية قد أغلقت سوق الأهدل المختص ببيع الطيور والأسماك والقطط وغيرها من الفئران الجمالية، إلا أن الواقع مختلف، وها نحن اليوم نراه على مرمى بصرنا مزدحما بشكل كثيف
حيث لا تزال عمليات البيع والشراء متواصلة بشكل كبير، وبأسعار مرتفعة
مضيفا : اشتريت منذ يومين أحد أنواع العصافير، ولكني لا أثق بالبائع من ناحية مستوى النظافة، لذا أفضّل القيام بعملية التطهير والتنظيف بنفسي؛ تفاديًا لانتقال المرض لبعض الطيور التي لديّ في المنزل.
من جهة اخرى، أكد نواف خالد أن أسعار الحيوانات الموجودة بسوق الأهدل رخيصة؛ مقارنة بمثيلاتها في محلات شمال جدة
لافتا إلى تعدد أنواع وأحجام الحيوانات والطيور المباعة به، رغم أنها تعتبر سوقا منسية، بعد إقبال الزبائن على الشراء من محلات شمال جدة التي تشتري بضاعتها من نفس هذا السوق.
وعن محلات السوق وتكلفة الإيجار، فقد تبين من ثنايا حديثنا مع البائعين، أن المحلات في سوق الأهدل تختلف قيمة إيجاراتها تبعا لمساحة المحل، وقربه من مدخل السوق؛ إذ تبدأ الإيجارات من 25 -40 ألف ريال سنويا، وهذه تعتبر إيجارات قليلة مقارنة بالمحلات الأخرى في شمال جدة، لهذا السبب ، نجد أن أسعار الطيور به في متناول الجميع.
لكن يجب على الجهات المعنية مراقبة المحلات الخاصة ببيع الطيور في جنوب جدة؛ كون طرق البيع الموجودة بها عشوائية جدًا
حيث تجد العديد أغلب الحيوانات بقفص واحد، مما يؤدي إلى انتشار الكثير من الأمراض، والعديد من الزبائن لا يعلمون شيئا عن هذا الأمر؛ ما يعرضهم للضرر؛ لذا يجب متابعتها بشكل مستمر.
فيروس إنفلونزا الطيور
رغم أن فيروس إنفلونزا الطيور، عادة لا يصيب البشر- بحسب دراسات علمية- إلا أنه يوجد عدّة حالات من الإصابات البشرية، أبلغ عنها منذ 1997.
ويعتقد أن أكثر حالات عدوى الإنفلونزا الطيرية في البشر، ناتجة من الاتصال المباشر بالدواجن المصابة، أو السطوح الملوثة.
وأنه ما زال هناك الكثير للتعلّم حول كيفية إصابة البشر من قبل الأنواع الفرعية المختلفة لسلالات فيروس الإنفلونزا الطيور، على سبيل المثال لم يدرس تأثير الفرق بين السلالة المسبّب للمرض بصورة عالية للدواجن، والمسببة للمرض بصورة منخفضة على صحة البشر؛ بسبب المخاوف من إمكانية العدوى الواسعة الانتشار بين البشر، وتراقب سلطات الصحة العامة حالات تفشّي المرض الإنساني المرتبطة بسلالات فيروسات الإنفلونزا الطيور، أي المكتشفة منذ 1997 والتي لم تؤدي إلى عدوى بين إنسان وآخر بصورة ثابتة، ولكن لكون فيروسات الإنفلونزا تملك القدرة على التغيير، وكسب المهارة اللازمة للانتشار بسهولة بين البشر، فيجب مراقبة العدوى بين الأفراد بصورة مستمرة.
و على الرغم من أنه يواجه اعتراضات كثيرة من بينها :
1. التحصين لا يمنع من الإصابة بالعثرات الأخرى للفيروس، أو العثرات الشديدة الضراوة HPAI 2.
العثرات الحقلية متوسطة الضراوة MPAI إذا أصابت القطيع قد تتكاثر دون ملاحظتها بالاختبارات السيرولوجية، بل وقد تتحور إلى عثرات جديدة شديدة الضراوة HPAI 3. التحصين لا يمنع إفراز الفيروس في الزرق أو الإفرازات التنفسية للطائر.
2. التحصين لا يمكن من الاكتشاف المبكر للإصابة بالعثرات الحقلية
حيث لا يمكن التفرقة بين الأجسام المضادة الناشئة عن التحصين والأجسام المضادة الناشئة عن الإصابة بالعترة الحقلية بالاختبارات السيرولوجية.
3. القطعان المحصنة قد تساهم في نشر العدوى بين القطعان غير المحصنة
( قابلية الإصابة بالعدوى أقل في القطعان المحصنة والأعراض أقل وضوحا خاصة في حالة الإصابة بالعترة الحقلية متوسطة الضراوة MPAI )
إلا أن التحصين بالعثرات المعزولة من القطعان المصابة أو الناقلة له مميزات كثيرة من بينها :
1. يمنع أو يقلل بدرجة كبيرة إفراز الفيروس.
2. النتائج الحقلية للتحصين أوضحت أنه يساعد كثيرا في برامج التحكم والسيطرة على المرض ومنع انتشاره.
3. يقلل أو يمنع ظهور الأعراض المرضية للإصابة بالمرض.
4. يقلل أو يمنع انخفاض إنتاج البيض.
5. يؤدي لخفض الفقد المادي لصناعة الدواجن.
بدورها تواصلت ” البلاد” مع الجهة المختصة ” أمانة محافظة جدة ” للرد على الاستفسار بوجود مثل هذه المحلات العشوائية ، إلا أنها لم ترد حتى نشر هذا التحقيق.