اجتماعية مقالات الكتاب

وصفة للنجاح

كنت في رفقة صديقي الدكتور زيد الفضيل في رحلة الي قاهرة المعز، وهناك كان يشدني حديثه الممتع وهو يؤرخ باسلوب جذاب بعيدا عن الملل، حيث يعيد الي الذاكرة تاريخ ما أهمله التأريخ، الى ان وصل بنا المقام علي ضفاف الفكر الاداري الحديث، وحكي لي،ان له قريبا كان يعمل في شركة عالمية سعودية للمساحيق ومواد التنظيف، وكان هذا الموظف يواصل النهار بالليل في ساعات عمل طوال بشكل شبه يومي،عله يلفت نظر

رؤسائه في العمل فيجد التقدير الوظيفي المحفز والذي يؤهله كي يترقي الي وظيفة اعلي وبالتالي يزداد وجاهة الي جانب زيادة دخله المادي.

إلا ان الموظف فوجئ في احد الايام ان ناداه رئيسه في العمل وكان ممتعضا وغير راض عن ادائه ؟! والسبب انه يواصل الليل بالنهار في العمل، ولا يلتفت الي صحته وتطوير ذاته والاهتمام بعائلته، وسأله الرئيس عن اسباب عمله الساعات الطوال، فاجاب الموظف عن قناعة وثقة بانه يفعل ذلك كي يحصل علي رضاء رؤسائه ويحصد الترقيات، وبالطبع كان للمدير رأي مخالف وقال للموظف، ان في الحياة اولويات تأتي في مقدمتها الصحة،والعائلة،ثم العمل.

عزيزي القارئ، هل صحيح ان ساعات العمل الطويلة تحقق التطور والتقدم الوظيفي لأي موظف؟ !، قناعاتي وخبرتي الادارية تقول لا، والف لا .
شاهدت وعاصرت الكثيرين من الزملاء الذين يعملون ليل نهار بجد وهمة واجتهاد، ولكن لا احد يلتفت اليهم وأراهم يشتكون ويولولون كثيرا ويرمون باللائمة على عدالة رؤسائهم في العمل.

علماء الادارة يقولون ان اقصر الطرق للنجاح في العمل والتطور الوظيفي ينصب علي الموظف نفسه وليس علي ادارته او رؤسائه، وهذه حقيقة، لأننا للأسف لم نتعلم في مدارسنا وجامعاتنا كيف نصنع النجاح في الحياة العملية، ولكي نصل الي الهدف، لا بد ان نحسن استثمار جهدنا ووقتنا وفكرنا الذي نخصصه للعمل والحياة، كما يجب ان تكون لدينا رؤية واضحة المعالم عما نريد تحقيقه في الحياة، وما هي الطرق والاساليب والاستراتيجيات التي يجب ان نتبعها لتحقيق اهدافنا، وان نخضع خطتنا للتقييم المستمر.. وان نكون مستعدين لتعديل المسار عند الضرورة، ويجب ان ندرك ان من يصنع النجاح لنا هو ذواتنا نحن، وليس المدراء او اي انسان آخر.

لذلك يجب علينا ان نعمل ونبحث عما نستطيع ان نتحدث عنه ونقول انها محطات نجاحنا، وان نأخذ او نتقمص دور المستشارين لزملائنا ورؤسائنا، فالناس تقدرك اذا كنت لهم معينا.

علي الموظف ان يحاول ان يكتب تجاربه ومذكراته والأحداث اليومية التي تمر به علي صفحات الجرائد والمجلات ومنصات التواصل الاجتماعي،حتي لو كانت فكرة من سطر واحد.

وأخيرا، ارفع صوتك واظهر في المناسبات والمواقف والأحداث وقدم دورا متميزا يليق بالصورة الذهنية التي تريد ان ترسمها عن نفسك في عيون وعقول الاخرين.
وثق بأن النجاح سيكون حليفك بإذن الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *