جدة ــ حماد العبدلي
وأنت تتجول في أسواق الهاتف المحمول في جدة، تشد انتباهك نغمة ” نشاز ” تتصاعد بين محلات بيع الجولات، وتتمثل في قيام العمالة الوافدة بإدارة العمل في هذه المحلات بـ” الرموت كنترول “، حيث تجدهم يجلسون خارج “الدكاكين” ويديرون العمل تحسبا لفرق التفتيش المفاجئ، يحدث هذا السيناريو بالرغم من قرار توطين صيانة أجهرة الهاتف الجوال، واللافت للنظر أنه في حالة حضور زبون للشراء من أحد المحلات فإن العامل الوافد يشير إلى المواطن لإحضار القطعة ومن ثم يقبض الثمن.
ويرى عدد من المواطنين أن مثل هذه السيناريوهات بمثابة ” تحايل “على برامج التوطين، داعين إلى ضرورة، وضع خطط وإستراتيجيات محكمة لإلقاء القبض على العمالة “المتحايلة ”
خصوصا وأن هناك ” عيونا ” ترصد فرق التفتيش وتنشر أخبارهم في الأسواق، بسرعة قياسية ، لافتين إلى أن أغلب العمالة الوافدة التي كانت تعمل في المحلات قبل التوطين تقوم بشراء الهواتف المستعملة من العملاء ومن ثم بيعها للمحلات بربح يصل إلى 200 ريال، وتتفق هذه المحلات معهم على إحضار الهواتف المستعملة.
وقال محمد البركاتي من العاملين في السوق إن ألاعيب العمالة الوافدة كثيرة ومبتكرة لبقائهم في المحلات، منها إيهام العميل وأعضاء اللجنة بأنهم عمال نظافة أو عملاء عاديين، ولا يعملون في المحل
كما أن هناك ” مخبرين ” يقفون على نواصي الشوارع لإبلاغهم، بوجود أعضاء اللجنة في السوق فإما أن يغلقوا المحل أو يتركونه للموظف السعودي
موضحين أن أغلب العمالة الوافدة التي كانت تعمل في المحلات قبل التوطين تقوم بشراء الهواتف المستعملة من العملاء ومن ثم بيعها للمحلات بربح يصل إلى 200 ريال، وتتفق هذه المحلات معهم على إحضار الهواتف المستعملة لديهم .
السوق مزدهرة
من جانيه أوضح مهدي عبدالله “وافد”، يعمل مديرا لأحد المراكز لبيع وصيانة الجولات بجدة، أن عملية توطين سوق أجهزة الهاتف الجوال بصورة كاملة، عملية صعبة، حسب قوله
خصوصا أن الشباب يبحثون عن وظائف، تؤمن لهم دخلا ماديا كبيرا، لذا فإن بعضهم يتركون محلاتهم للعمالة الوافدة، كما أن قلة الخبرة لهؤلاء الشباب تقف عائقا أمامهم للتعرف على أسرار السوق، ورغم ذلك هناك مواطنون يعملون في بيع أجهزة الهاتف الجوال القديمة واصبحوا حاليا أصحاب محلات وتوسعت تجارتهم، فالسوق مزهرة وفيه أرباح كثيرة.
وتابع أن على الجهات المختصة وبمقدمتها وزارة العمل والتنمية الأجتماعية تدريب الأيدي السعودية التي سيتم إلحاقها بالسوق بشكل جيد، حتى يستطيعون العمل بشكل احترافي، خصوصا وأن هناك نسبة كبيرة من العمالة الوافدة لا تملك شهادات ، وإنما لديهم خبرة في السوق.
تحايل كبير
وقال عبدالله الكناني صاحب محل لايمكن الخلاص من المخالفين، خصوصا وأنهم خرجوا من المحلات مع قرار التوطين ولكنهم يتحايلون، ببيع الأجهزة بالجملة على بني جلدتهم وبأسعار مناسبة وكذلك يتواجد بعضهم امام مدخل السوق للبيع والشراء في الاجهزة المستعملة، وهذا التواجد اضر بنا كمستأجرين ويفترض من لجان التوطين التواجد بشكل يومي حتى يطبق القرار بالشكل الصحيح.
جولات مستمرة
من جانبه أوضح حمد الثابتي بقوله ” للأسف الشديد إن بعض رجال الأعمال يفضلون الوافد على ابن الوطن وذلك كونه يعمل في اكثر من عمل حسب مزاجية المستثمر
مطالبا مكاتب العمل بجولات مستمرة من اجل ضمان التوطين ومعاقبة أي صاحب محل لا يلتزم بالقرار ولا يمنح شبابنا فرصة العمل في القطاع الخاص وهو مصدر رزق كبير.
سوق كبير
وفي نفس السياق امتدح الشاب علي القرني سوق الجوالات وقال إنه يعد واحداً من اكبر الاسواق وبها كسب مادي كبير، والدليل على ذلك وجود العمالة الوافدة باعداد كبيرة في هذه المحلات نظرا لحجم الكسب المادي
لافتا إلى ان محلات الجوالات يسيطر عليها وافدون في البيع والصيانة مع وجود الشباب السعودي المؤهل من خريجي كليات الاتصالات والذين لديهم معرفة باصلاح الاجهزة الالكترونية، ولكن العمالة الوافة تحاول وضع العراقيل أمام شبابنا .
ولفت القرني أن هناك اصحاب محلات يتمنون وجود شباب الوطن بدلا من العمالة الوافدة الذين ليس هم الاحق بهذا العمل.
فرصة سانحة
واوضح عبدالرحمن القرني (معلم) أن الفرصة سانحة لإستقطاب الشباب للعمل في القطاع الخاص ، بدلا من سهرهم في مواقع التواصل الإجتماعي ، بشرط أن تكون أرضية السوق جاذبة للعمل وغير منفرة من حيث الراتب والمزايا من أصحاب المحلات وكذلك تدريبهم من قبل الجهات المختصة في مجال اصلاح وصيانة الجولات ، وشبابنا قادرون على سد فراغ الوافدين فقط يحتاجون إلى دعم مكتب العمل في التهيئة وابعاد المخالفين.
خبرة كبيرة
وقال كل من بركات الشريف ومحمد العجلاني إن القطاع الخاص هو مصدر رزق كبير لمن يريد أن يثبت نفسه في هذا المجال خاصة وان لدينا شبابا لديهم الخبرة بالاجهزة الالكترونية مطالبا الجهات المختصة بالتواجد في الأسواق ومتابعة قرارات التوطين لضمان عدم التلاعب والتستر من قبل بعض اصحاب المحلات.
وأضافا أن معظم الشباب من خريجي كليات الاتصالات ولديهم الخبرة الكافية في التعامل مع الاجهزة الالكترونية افضل بكثير من العمالة الوافدة التي تبيع لنا الوهم، مناشدا الجهات ذات العلاقة بالزام القطاع الخاص بتطبيق النظام، فعدم التطبيق هو بلا شك منفر للشباب الباحثين عن فرص عمل في القطاع الخاص.
إستقطاب الشباب
واكد ضيف الله القرني 23 عاماً انه على استعداد للعمل في القطاع الخاص وبالذات محلات الجوالات لعشقه لها. موضحا بقوله ” لدي خبرة في اصلاح الاجهزة وتخرجت من كلية الاتصالات في نفس المجال، داعيا الجهات ذات العلاقة بمنح الشباب المؤهلين قروضا يستطيعون من خلالها التوسع في العمل ليصبح باب رزق لهم.
موضحا أن توطين محلات الجوالات ستقضي على البطالة بشكل تدريجي فمعظم الشباب يعشقون هذه الاجهزة وهي سهلة والعمل في محلاتها يستقطب الشباب، متوقعا ان يكون سوق الجوالات هو بداية رد قوي لمن يشكك في قدرات شباب الوطن وانهم لا يرغبون في العمل.
مزاحمة الشباب
وطالب فيصل بقاسي الجهات المسؤولة عن التوطين، بوضع خطط لضبط المتحايلين على آليات التوطين وإلقاء القبض عليهم، لانهم يزاحمون شباب الوطن في رزقهم
مضيفا بأن على الشباب استغلال الفرصة والانخراط في العمل وفتح محلات خاصة بهم ، وأن المتسوق يصاب بالذهول في هذه المحلات والتي اصبحت مكانا دائما لكافة انواع المخالفات لنظام الاقامة والعمل وكذلك بيع اجهزة مغشوشة على انها ماركات عالمية وهي (صينية الصنع) ويقدم صاحب المحل ضمان الشركة وليس المحل حتى يخرج من الحرج
مضيفا بأن محلات الجوالات بصراحة تحتاج الى حملة من الجهات المسؤولة الجوازات والعمل وكذلك حماية المستهلك للوقوف على ما يحدث ومن ليس له عمل من الوافدين المخالفين يتوجه إلى محلات الجوالات ويعمل في الحال.
كما طالب الجهات المختصة من جوازات ومكتب العمل القيام بجولات على الاسواق بوجه العموم من اجل التهيئة لشباب الوطن للعمل مكانهم وشبابنا قادرون متى ما توفرت لهم الظروف دون مضايقة.
اختلاف الأسعار
واوضح علي احمد الشريف انه قدم إلى محلات الجوالات بغرض شراء جهاز وطرق اكثر من محل ، وفوجئ أن الأسعار تختلف لنفس صنف الجهاز
مشيرا إلى أن المحلات لا تخضع للرقابة منذ سنوات حيث يعج السوق باعداد كبيرة من العمالة المخالفين
مشددا على أن الوضع يحتاج الى اعادة نظر في محلات الجوالات لردع المخالفين وعدم استغلال المواطنين، ومضايقة شباب الوطن الذين فرحوا بالتوطين في سوق الجوالات.
وأضاف ” أن الوضع في سوق الجوالات لايشجع الشباب على العمل فما زال الوافدون يسرحون ويمرحون كيفما اتفق في السوق ، ويعملون في وقت الذروة في مداخل الأسواق والبعض في القطاع الخاص يفضلون الوافد على ابن الوطن وذلك كونه يعمل في اكثر من عمل حسب مزاجية صاحب العمل “.
وطالب الشريف مكتب العمل بتنظيم جولات قوية ومستمرة من اجل التوطين واصدار عقوبة لاي صاحب محل لم يلتزم بالقرار ويمنح شبابنا فرصة اثبات الوجود في القطاع الخاص وهو مصدر رزق كبير.
وضع العراقيل أمام الشباب
أوضح كل من إسماعيل المولد وأحمد العلاوي أن توطين سوق الجوالات، من الأهمية بمكان لأنه يعد واحداً من اكبر الاسواق واكثرها ربحا
لافتا إلى أن وجود العمالة الوافدة بأعداد كبيرة في هذه المحلات دليل على الكسب المادي.
وأضافا أن محلات الجوالات ما زالت مكتظة بالوافدين رغم إستقطاب هذه المحلات للشباب السعودي من خريجي، كليات الاتصالات، لكن توضع امامهم العراقيل في العمل من قبل الوافدين الموجودين في المحلات التي ربما تعود لهم تحت غطاء التستر التجاري، وهذه مشكلة اخرى ونحتاج من الجهات ذات العلاقة القضاء على مثل هذه الظواهر من اجل ايجاد ارضية صالحة لعمل شبابنا في المستقبل وآن الآوان لاحلال شبابنا محل العمالة الوافدة .
وتابعا أن “الشباب فيهم الخير والبركة” وهم يرغبون في العمل ومعظمهم من المؤهلين من كليات الاتصالات ولديهم الخبرة الكافية في التعامل مع الاجهزة الالكترونية افضل بكثير من العمالة الوافدة التي تبيع لنا الوهم
مناشدا الجهات ذات العلاقة بالزام القطاع الخاص بتطبيق النظام والقرارات فعدم التطبيق هو بلا شك منفر للشباب الباحثين عن فرص عمل في القطاع الخاص.