حضرت إلينا، ليثبت كل سعودي مكانة بلاده، ويجددها، باستقبال حدث عالمي يغبطنا عليه الجميع لقدراتنا التي حبانا الله بها عن غيرنا في وقت كان الحاقدون يتحدثون فيه عن قدراتنا الدولية وأننا في عزلة، فشاء الله عزلهم هم، وهمشهم مع وسائلهم بحضور بهي، وفاعلية سياسية واقتصادية مبهرة لأميرنا في القمة الأخيرة في «سيدة الرياح الطيبة» -بوينس آيرس- كما يسمونها بالإسبانية.
أوصل الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة 20 G رسالة للعالم مفادها أن السعودية من أفضل البيئات الجاذبة للاستثمارات، لدورها القيادي في تحقيق التوازن للاقتصاد العالمي. فثمانون في المائة من إنتاج العالم يجلس في هذه القاعة الكبيرة، ثلثا سكان الكرة الأرضية ينتمون لمجموعة 20 G هذه، و75% من حجم التجارة العالمية يُدار من زعماء هذه القمة التي تُوصف بالقمة المتحركة كل عام، حتى وصلت إلى قلب المملكة مدينة الرياض .
أجل، بها نستعيد في مثل هذه القمم مشهد موازين القوى وتغير شكل طاولة الاقتصاد كي تصبح الطاولة بمنطقتنا – المحرك الأهم لعالم ما بعد القطبين، وبعد العالم الذي تعددت أقطابه وتغيرت فيه موازين القوى لتجد لاعبين جدداً في كل عقد جديد بقمة العشرين، فمن شقيق محب لأشقائه العرب إلى رقم صعب على طاولة القمة التي تناقش ما استجد من صعوبات على الاقتصاد العالمي، الأرقام التي يؤمن بها ويتابعها ولي العهد ساعةً بساعة هي التي تحدد كونك عضواً من عدمه من خلال (رؤية 2030) التغير الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، الذي نأمل أن يسهم في دفع المنطقة بأكملها نحو آفاق أوسع من الازدهار والرفاهية للشعوب، هنا طاولة المصالح المشتركة، ووقت اللقاءات الجانبية التي يظهر أثرها على شاشات الأسهم فوراً في عواصم الدنيا.
والرياض عاصمة الاقتصاد والاستثمار، وأرض الوعد الحالمة لا شريك يستهان به فمن يجيد لغة الأرقام يراها، ومن يتعمق بمقدراتها يجدها ليست فقط عضواً في نادي العشرين لتناقش العقبات وتقترح الحلول، بل تستعد أيضاً لاستضافة الجميع، فلم تعد بعض العواصم تحتكر القمم والمؤتمرات الدولية، لكن صاحب الرؤية سيجعل الأعلام في كل موسم تملأ شوارع الرياض والوفود تملأ الفنادق وشوارع المملكة.
ما يهم هنا أن قلوب كل السعوديين قبل حواسهم كانت وما زالت ترافق رؤيتنا التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وظهوره بهذا الشكل الذي أسر العالم دليل كاف على أن القادة في هذا البلد يولدون قادة، فما بالك بمن تلقى دروس القيادة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ولعل القمة بيننا قرار شجاع أطل من نافذته على العالم كله، فالكبار هم الكبار في منجزاتهم وإخلاصهم ومقارعة أندادهم، وضربة قاسية زلزلت خصوم السعودية والسعوديين، لقنتهم درسًا جديدًا في علم السلوك الاجتماعي والسياسي، وأعادهم لحجمهم متناهي الصغر، وترك لهم الخذلان والذل ليسجلها عليهم التاريخ.