تابعها – حمود الزهراني
“محاكمة” اخترناه عنوانًا لهذه الصفحة، التي نحاكم فيها إدارات أندية دوري المحترفين، والدرجة الأولى، وكذلك بعض البرامج الرياضية المثيرة للجدل؛ ليتضح للقارئ والمتابع ما لهذه الإدارات والبرامج وما عليها.
قُضاتنا مجموعة من الخبراء والمختصين، يمتلك كلٌ منهم تاريخًا كبيرًا، يؤهله ليكون قاضيًا في مجاله.
يقدمون تحليلاً وتقييماً شاملاً لعمل كل إدارة وبرنامج؛ سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك بشفافية مطلقة.
اليوم نحاكم إدارة نادي القادسية ، التي تم تزكيتها برئاسة مساعد الزامل، بعد موسم شهد فيه النادي عدة مصاعب، خاصة في الجانب الفني في الدور الثاني من دوري المحترفين، الذي وصلت فيه الأمور لمرحلة الإحباط .
حاولت الإدارة تدارك الموقف، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن الخسائر المتتالية كان لها تأثير مباشر على هبوط الفريق للدرجة الأولى.. فإلى التفاصيل:
إدارياً :
أكد محمد الصالح عضو مجلس إدارة القادسية، أن الموسم الماضي كانت البداية طيبة للغاية، ولم تكن توجد أي مشاكل إدارية تعوق عملنا.
الرواتب والمكافآت كانت تصرف بانتظام ولم تتأخر أبدا والتمويل والمعسكرات الخارجية كانت الأفضل، وكان وضع الفريق خلال الدور الأول طيبا إلى درجة كبيرة.
ولكن للأسف الشديد مع بداية الدور الثاني، بدأت المشاكل الفنية من خلال اختيار اللاعبين الأجانب، الذي لم يكن موفقا، بالإضافة إلى إصابة أبرز نجوم الفريق، وهو الأمر الذي أثر على وضع الفريق وبالتالي على المستوى الفني، وكذلك الإيقافات التي كان لها دور في تراجع مستويات ونتائج الفريق؛ حتى وصلنا إلى موقف لانحسد عليه.
أما من جانب ادارة النادي برئاسة مساعد الزامل ومعاونيه، فحقيقة لم يقصروا، فقد وفروا رعايات من شركات كبيرة، ساهمت في تحسن الوضع الاستثماري للفريق، ولكن كما ذكرت الوضع الفني وتغيير المدربين هو ما دفعنا ثمنه في النهاية بالهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.
فنيا :
المدرب الوطني الكابتن بندر باصريح مدرب القادسية السابق، أكد من خلال رأيه الفني أن الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية، بدأ الموسم الماضي بداية جيدة نوعا ما من حيث المستويات والنتائج الطيبة، ولكن للأسف سرعان ماهوى وتراجع بصورة كبيرة، ومن وجهه نظري فإن هناك أسبابا ومسببات لهذا التراجع الحاد، من أهمها اختيار العنصر الأجنبي الذي للأسف لم يحدث الفارق الفنيحيث كان غائبا وغير مؤثر تماما
بالإضافة إلى أن تغييرات المدربين خلال الموسم، كانت للأسوأ وزادت الطين بلة، ناهيك أن الاستقطابات المحلية والاختيارات الفنية الأجنبية في الشتوية كانت سيئة للغاية حتى أصبح الفريق يسير دون هوية.
هنا تتحمل الإدارة الجزء الأكبرمنه، وهذا عمل لم توفق فيه منذ البداية؛ لذا لابد أن تكون النهاية كما رأيناها جميعا؛عطفا على ماذكرت، فكانت النتيجة المؤلمة والتي صدمت القدساويين هي الهبوط للدرجة الأولى.
إعلاميا :
قال الإعلامي طلال الغامدي، مذيع برنامج صدى الملاعب في المنطقة الشرقية : إن إدارة القادسية قدمت الكثير في الموسم الماضي، ولكن كانت هناك بعض الأخطاء المشتركة من اللاعبين والإدارة، تسببت في هبوط الفريق لعل هذه الأسباب تكون درسا مستفادا في القادم، لتصحيح الأخطاء والعودة مجددا إلى دوري الأضواء.
الكل يتفق على صعوبة دوري الدرجة الاولى، وهذا الأمر قد يصعب من العودة مره أخرى، والتي لن تتحقق إلا بالعمل الجاد، والضخ المالي وهذه الأمور اعتقد أنها لن تكون صعبة ولا مستحيلة على إدارة مساعد الزامل، فهو متميز في هذا المجال، وأصبح عنده خبرة كافية في تلافي الأخطاء، ويبقى القادسية فريقا متمرسا، وقادرا على العودة من جديد.
قانونيا :
قال المستشار القانوني عبدالله بخيت آل شايع : في الواقع أجد أن نادي القادسية من الأندية المميزة في الانضباط والتقيد باللوائح، ورغم أن النادي قد تعرض لعدد 4 عقوبات انضباطية كلفت خزينة النادي مبلغا وقدره 60 ألف ريال .. إلا أننا نجد أن تلك العقوبات وقعت نتيجة مخالفات داخل المستطيل الأخضر، وفي مجملها بسيطة ولا تحتاج تسليط الضوء عليها.. وعلى الصعيد ذاته، نجد أنه لم تصدر أي عقوبات ضد إدارة الفريق أو جهازه الفني .. وهذا ينم عن احترافية الفريق الإداري والفني في النادي..
ولكن يجب تسليط الضوء على عدد 3 احتجاجات رفضت جميعها، وهو ما يستوجب تثبت الإدارة القانونية في النادي من الاحتجاجات التي يتم تقديمها، وعدم المجازفة يتقديم احتجاجات يتم رفضها قبل صدور قرار لجنة الانضباط، ومن ثم يتم خسارة الرسوم المقدرة بـ 10 آلاف ريال عن كل احتجاج
إضافة إلى مايترتب على ذلك من خسائر أخرى؛ مادية ومعنوية.. فعلى سبيل المثال احتجاج النادي ضد مشاركة محمد الفهيد لاعب الفتح، والاحتجاج ضد مشاركة لاعب الحزم مسعود بخيت..
فمن وجهة نظري أن كلا المشاركتين كانتا نظامية، وأن قرارات الانضباط صحيحة في رفض الاحتجاجين، فلم يكن هناك مبرر لتقديمهما.. يبقى هناك احتجاج ثالث وعلى الرغم من توقع عدم كسبه ضد مشاركة لاعب النصر الغنام، إلا أنه احتجاج يستحق المجازفة، ضد تطبيق لجنة الانضباط لمبدأ التدابير الوقتية في غير ما وضعت لأجله، وتمطيطها؛ لدرجة أصبحت تشمل أعذار المدربين بضيق الوقت في تعديل خطة الفريق!