تابعها – عبدالعزيز عركوك
“محاكمة” اخترناه عنوانًا لهذه الصفحة، التي نحاكم فيها إدارات أندية دوري المحترفين والدرجة الأولى، وكذلك بعض البرامج الرياضية المثيرة للجدل؛ ليتضح للقارئ والمتابع، ما لهذه الإدارات والبرامج وما عليها.
قُضاتنا مجموعة من الخبراء والمختصين، يمتلك كلٌ منهم تاريخًا كبيرًا، يؤهله ليكون قاضيًا في مجاله.
يقدمون تحليلاً وتقييماً شاملاً لعمل كل إدارة وبرنامج؛ سواء بالسلب أو الإيجاب، وذلك بشفافية مطلقة.
اليوم نحاكم الإدارة السابقة لنادي الهلال برئاسة محمد بن فيصل، و التي قدم فريقها موسمًا جيدا رغم الإخفاق في بطولتي دوري المحترفين أمام النصر، وفي كأس الملك أمام التعاون.. فإلى التفاصيل:
إدارياً :
أكد رئيس نادي الأهلي الأسبق عبدالعزيز عبدالعال، أن الفريق الهلالي في الموسم الماضي، يعد من أكثر الأندية تنظيما في مختلف الجوانب، فهو نادٍ يسير وفق استراتيجية عالية و واضحة منذ سنوات سابقة، ولكن حدثت في الهلال الموسم الماضية نقلة غريبة أسهمت في زعزعة الفريق، خاصة حين وقت الحصاد، وفي نهاية الموسم، بعد أن بدأ الفريق بشكل منظم وكان منافسًا على جميع البطولات، حدث ماهو غير متوقع بالخروج من أغلب المسابقات
ويأتي سبب ذلك لأسباب تتعلق بقرارات إدارية، ربما بتغيير المدير الفني خورخي خيسوس، وأخرى فنية فيما يتعلق بدور المدرب واللاعبين داخل الملعب، وظروف الإصابات والتي جعلت النادي يفتقد التركيز في العمل الإداري، بعد أن انتقلت العدوى إلى الفريق الهلالي برفع الصوت وأداء المظلومية من حكام المباريات، وتقنية الفار.
كل ذلك أثر بشكل سلبي إداريا على الفريق، وذكر عبدالعال أن ابتعاد الرئيس سامي الجابر وتكليف الأمير محمد بن فيصل لم يؤثر على أداء الفريق إداريا، وذلك لأن سامي يعتبر لاعبا مميزا استطاع تطوير نفسه، في المقابل الأمير محمد لديه خبرات إدارية سابقة أكدت نجاحه.
فنيا :
قال المدرب الوطني خليل المصري : إن فريق الهلال من أكثر وأفضل الأندية التي تمتلك لاعبين مميزين في الفريق الأساسي والاحتياطي على مستوى المحليين والأجانب، وكان هو أبرز المرشحين لتحقيق أغلب البطولات في الموسم المنصرم؛ لذلك شاهدنا الفريق قد بدأ بداية قوية، وجمع أكبر قدر من النقاط، ولكن للأسف كانت نهايته في الرمق الأخير ضعيفة جدا بأغلب البطولات، فبعد تحقيق كأس السوبر،
وتصدر الدوري وجدنا هناك أمورا خارجية تؤثر بشدة على الفريق؛ أبرزها كثرة الإصابات في الفريق خاصة بالعناصر والركائز الأساسية والثابتة، إضافة إلى تغيير الجهاز الفني بقيادة خيسوس في فترة غير متوقعة، ولأسباب غير معروفة .
كل ذلك أثر على النتائج بالخروج من كأس الملك والبطولة العربية وخسارة الدوري في آخر جولتين بعد موسم استثنائي، ولعل السبب الجوهري في الإخفاق هو ضعف الجانب اللياقي، في ظل الإصابات الكثيرة وإصرار الإدارة والمدرب والجماهير بالتركيز على جميع البطولات، جعلت الفريق يفقد كل شيء، ماعدا التأهل لدور الستة عشر آسيويا، وتحقيق لقب السوبر.
إعلاميا :
الإعلامي عبيد كعدور ذكر أن نادي الهلال يمتلك شعبية كبيرة، ومتابعين كثر، بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إعلاميين داعمين، ما يجعل أي إدارة قادرة على قيادة الجانب الإعلامي بشكل منظم ومميز، ولكن للأسف لم نشاهد إعلاما هادفا يصب في المصلحة العامة، وكان التوجه يميل إلى تأجيج الرأي العام وإثارة الجماهير لخلق نوع من التنافس بينها من خلال العديد من التغريدات والخروج في مختلف القنوات الرياضية بإطلاق تصريحات التحدي والتقليل من شأن بعض الخصوم، ما تسبب في الوقوع بمخالفات عديدة للجماهير الهلالية من قبل لجنة الانضباط .
كل ذلك كان له تأثير سلبي في خسارة الفريق والخروج من ٣ بطولات في الموسم الماضي، وهي الدوري وكأس الملك وكأس زايد للأندية العربية.
قانونيا :
أوضح المستشار القانوني الدكتور عمر الخولي أن القضايا التي تعرض لها نادي الهلال في الموسم الماضي، وأبرزها الذهاب إلى مركز التحكيم في الفيفا المتعلق بقضية لاعب الوحدة محمد القرني، يعد إجراء احترافيا، أكثر منه قانونيا، ولكن كان يجب على المستشار القانوني تقديم النصح للإدارة بعدم التوجه لجهات خارجية وفق اللائحة المحددة، كما أن الديون والمبالغ الكبيرة التي أعلن عنها الرئيس الأسبق سامي الجابر والتي تصل إلى 170 مليونا، تعتبر مزيجا بين القصور في العمل المالي والقانوني، وبحاجة إلى مدقق ومحاسب قانوني لإزالة الغموض حول تلك الديون غير المعروفة في وقتها السابق، وذكر بأنه يجب العمل في جميع الإدارات بتطبيق وتثبيت عناصر العمل القانوني للمحافظة على الاستقرار وضمان نجاح العمل.