المحليات

هذيان أردوغان

شعار صحيفة البلاد

الطب النفسي يتفق أحياناً مع علم السياسة في تشخيص حالات من السلوك السياسي المرضي أبرزها ” الهذيان”. ويقترن الهذيان لدى الطبيب والمحلل بجنوح المريض – خاصة إذا كان سياسياً – إلى إنكار الواقع والهروب من أزماته وتصدير مشكلاته الى الآخر .. والآخر المستهدف غالباً يكون دولة متقدمة او قائداً فذاًً.

حالة الهذيان هذه تتجسد بجلاء في السلوك السياسي للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي تعاني تركيا تحت قيادته من مشكلات حادة وازمات مستعصية ابرزها التردي الاقتصادي والانقلاب على الديمقراطية والعزلة السياسية والفشل الرئاسي الذي دفع ناخبي اسطنبول لاختيار مرشح معارض يتطلع إلى كرسي الرئاسة ويبدو انه قطع خطوته الأولى بنجاح.

تركيا اليوم التي تعاني من الانعزال والسمعة الدولية السيئة وملاحقة شبح العقوبات ومن لم يقتل او يهجر من سياسييها يقبع خلف أسوار معتقلات اردوغان .. وإزاء ذلك بدأت تنتفض متذمرة من نظام رئاسي احتكر صلاحيات واسعة جعلت مؤيديه ينقلبون عليه او ينفضون من حوله.

اردوغان وهذيانه صور له خياله المريض انه لا سبيل أمامه لتجاوز ازماته الا معاودة الثرثرة على قضية مقتل جمال خاشقجي التي حسمتها المملكة بإحالة الجريمة الى قضاء عادل يرفض ان يتدخل في شؤونه أحد، واكدت رسمياً ان الضحية سعودي، والمتهمين سعوديون، والجريمة وقعت على ارض سعودية، والمحاكمة تتم في المملكة طبقاً للمواثيق والقوانين الدولية.

اردوغان الذي عاد يجتر أوهامه في مؤتمر صحفي على هامش قمة العشرين لم يحضره سوى الباحثين عن الإثارة هو نفسه الذي يقتل الأبرياء في معتقلاته وأحدث فضائحه فلسطيني بريء اتهمه النظام التركي ثم ادعى انه انتحر في معتقله بعد ان قتله بدم بارد .. بل ان معتقلاته – بعد الانقلاب الذي اعتبره الكثيرون مزعوماً – تضم الآلاف من المدرسين والقضاة والموظفين ممن لايقبل عقل ولا المنطق ان لهم صلة بالانقلاب.

واذا كان قدر تركيا ان يجثم على صدرها مسؤول مصاب بالهذيان فإن امل كل أشقائها ان يتوقف الفاشل عن ثرثراته التي لن تجديه نفعاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *