استطاعت دكتور هناء أبو القاسم إستشارى أمراض النساء والتوليد إجراء عملية الولادة في الماء لأول مرة في مصر والشرق الاوسط ،وتعد الولادة تحت الماء تقنية جديدة في عالم الطب الحديث التي تجعل الأب والأم يشاركان في إنتظار مولودهما في أصعب رحلة في حياته وهى قدومه إلى الحياة ..ولقد إلتقينا بها لنعرف منها المزيد…
تقول دكتور هناء بدأت فكرة الولادة تحت الماء منذ أكثر من 60 سنة فى 90 دولة أوروبية ،فهى الاكثر شيوعا في مستشفيات إنجلترا و ظهرت منذ 6 سنوات فقط في مصر بمحافظة الاسكندرية.
وعن إيجابيات الولادة في الماء قالت أبو القاسم أن الأبحاث العلمية أثبتت أن الولادة تحت الماء تساعد الأم على السرعة في عملية الولادة بالاضافة إلى إنخفاض إحساس المرأة بالالم بنسبة 60% الى 70% وذلك لتحفيز هرمونى الاوكيوسين والاندرفين بالاضافة الى الاسترخاء والخصوصية وسهولة الحركة.
كما أضافت أبو القاسم أنه لا يوجد أى مخاطر على المولود تحت الماء فالطفل يكون أمناً و واعياً ويؤخذ في حضن الأم مباشرة ويستطيع الرضاعة فور ولادته ،وقد تكون الولادة تحت الماء هى الأكثر أمانا لأنها تحمي الطفل من أمراض كثيرة قد تصيب الأطفال عند الولادة مثل الصفرا .
اما عن السلبيات فقالت دكتورة هناء أنها قد تكون موجودة اذا كان الطبيب الذي يقوم بالولادة في الماء غير متخصص بها فهذه النوعية من الولادة تحتاج الى متخصص بها يكون ملماً بكل جوانبها،ولذلك فهى لم تننشر في مصر والشرق الاوسط لعدم وجود متخصصين بها ،كما أن الكثير من الامهات يلجأن إلى الولادة الطبيعية او القيصرية.
و أوضحت دكتورة هناء كيف تتم الولادة في الماء، إذ تجلس الأم في حمام أو حوض مخصص لذلك وبدرجة حرارة معينة تتراوح من 37 الى 39 درجة مئوية ويوجد بهذا الحوض كرسى مخصص يسمح بحرية الحركة وبه غلاف خاص لكل استخدام حتى لاتحدث عدوى بالاضافة الى انه مزود بجهاز لمتابعة نبض الجنين تحت الماء وضوء وجميع الادوات الأمنة لمتابعة المرأة والطفل في الماء.
ولاتنصح ابو القاسم بالولادة في الماء للأم التي تعانى من أمراض مصاحبة للحمل مثل السكري أو الضغط، أما عن تكاليف الولادة، فقالت أبو القاسم انها أعلى سعرا من الولادة الطبيعية وذلك لعدم توافرها في جميع المستشفيات ولكن عندما تتوفر في أكثر من مشفى ستكون تكاليفها في نفس مستوى الولادة الطبيعية.
وأكدت دكتورة هناء أيضا أن هذه النوعية من الولادة مناسبة جداً لولادة التوأمين ولاتوجد أية مشاكل بالنسبة لها،بالاضافة أيضا إلى أنها أكثر اماناً وافضل من الولادة الطبيعية والقيصرية للأم التي قامت بإجراء ولادة قيصرية من قبل،و أوضحت أيضا أن الولادة تحت الماء تستغرق إلى حد ما وقت طويلا مثل الولادة الطبيعية بالضبط ولكن يختلف الوقت بالنسبة لكل أم عن الاخرى فلا تسطيع تحديد وقت زمنى محدد فالكل سيدة حالتها التي تختلف عن غيرها فالمسألة نسبية.
وفي النهاية تتمنى دكتور هناء أبو القاسم أن تصبح الولادة في الماء مثل الولادة القيصرية والطبيعية وأن يتغير مفهوم الولادة من عمل طبي جراحي تتدخل فيه المعدات والعقاقير والتخدير الى عمل فسيولوجى، يشارك فيه جميع أفراد العائلة الأب والأم بالاضافة الى ان يشاهد الأب جميع مراحل الولادة فهناك دراسات أثبتت أنه عندما يحضر الزوج ولادة زوجته فذلك يساعدها على الولادة بشكل أفضل ويسهل عليها مراحل المخاض وآلامه، بالاضافة الى ان الولادة تحت الماء تسمح للأم بإحتضان المولود بمجرد ولادته وعدم فصله عن أمه مثلما يحدث في الولادة القيصرية بسبب التخدير الذي تتناوله الأم، قبل إجراء العملية ،فالولادة تحت الماء تجعل الأم تشعر بكل اللحظات التي تمر بها ومن أهمها مشاهدة طفلها في لحظاته الأولى بالحياة.