واشنطن ــ رويترز / القاهرة – محمد عمر
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن الولايات المتحدة شنت هجمات إلكترونية استهدفت أنظمة حاسوبية وتستخدم لإطلاق الصواريخ، وشبكة تجسس إيرانية، رداً على إسقاط طهران طائرة استطلاع أميركية بدون طيار.
هذا فيما جدد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تأكيده عدم تراجعه عن قراره بشأن ضربة ستنفذها بلاده على طهران بل أرجأ الأمر فقط.
وقال ترمب في تغريدة نشرها عبر تويتر، “لم أتراجع عن الضربة العسكرية ضد إيران أبداً. الناس يتناولون المعلومات بطريقة غير دقيقة، فقط قمت بتأجيل الضربة في الوقت الحالي”.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” وموقع “ياهو نيوز” إن ترمب الذي عدل في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية إلى إيران رداً على إسقاطها الطائرة الأميركية المسيرة أثناء تحليقها فوق مضيق هرمز، أذن سراً للقيادة السيبرانية الأميركية بشن هجمات إلكترونية انتقامية ضد طهران.
ووفقاً للمصدرين فإن أحد هذه الهجمات السيبرانية استهدف أجهزة كمبيوتر تستخدم في إدارة عمليات إطلاق الصواريخ.
وبحسب “ياهو نيوز” فإن هجوماً إلكترونيا اخر استهدف شبكة تجسس إيرانية مكلّفة بمراقبة السفن التي تعبر مضيق هرمز.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الهجمات تم التخطيط لها منذ أسابيع عديدة، وقد اقترح الجيش الأميركي في الأساس شنها ضد هذه الأهداف الإيرانية رداً على الهجمات التي استهدف ناقلات نفط في خليج عمان في منتصف يونيو الجاري.
من جهة أخرى، قال ترمب، إن عقوبات قوية جديدة ستفرض على إيران، وذلك بعد ساعات من تأكيده أنه في حال تخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي فإنه سيكون “أفضل أصدقائهم”.
وكتب ترامب عبر موقع تويتر “سنفرض عقوبات إضافية مشددة على إيران مضيفاً “لا يمكن لإيران أن تملك أسلحة نووية”.
بدوره أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أن تهديدات إيران وسعيها لامتلاك سلاح نووي تجاوز الحدود بعد الاتفاق النووي.
وقال بولتون خلال مؤتمر صحافي أن تهديدات الأمن العالمي في الشرق الأوسط والعالم ارتفعت بسبب إيران.
وتابع أن إيران تستكمل برنامجها النووي، وتهدد بخرق تعهدات الاتفاق النووي بما يؤكد فشله.
وشدد على ان طهران ماضية بدعم المسلحين في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وأفغانستان.
وفى سياق متصل قال الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى أحمد أمير إنه من الواضح أن إيران لا تسعى وراء حرب مترامية الأطراف بل تسعي الى شن هجمات على مستوى منخفض تحقق بها أهداف تكتيكية ولا تتسبب بالضرورة لرد فعل دولي أو إقليمي صارم، وذلك لأنها ترى أمريكا مكتفية بضغوط العقوبات الاقتصادية القاسية التي لا تختلف نتائجها في الأغلب عن حرب كاملة المعايير، فالاقتصاد الإيراني يطوي مسيرة سقوط ويتدهور بمعدل لا يختلف كثيرًا عما إن كانت إيران في حالة حرب عسكرية.
أما عن الأهداف التكتيكية لإيران من تهديد الملاحة البحرية في الخليج العربي وبحر عمان ربما يكون إحداها هو زيادة سعر النفط أو بمعنى أوضح إيران تسعى وراء حرب استنزاف وليس حرب كاملة المعايير، فناقلات النفط يمكن استهدافها بصواريخ صغيرة أو طائرات بدون طيار أو قوارب مفخخة ذات تحكم عن بُعد أو تستطيع إلحاق أضرار جسيمة بها عن طريق الألغام مثلما هي متهمة في ناقلتي النفط ببحر عمان الآونة الأخيرة.