القاهرة – محمد عمر
جدة – ياسر يوسف
أكد مسؤولون وخبراء اقتصاديون أن انضمام المملكة لمجموعة العمل المالي (فاتف) يمثّل تتويجاً للخطوات الملموسة التي اتخذتها المملكة ممثلةً في مؤسسة النقد العربي السعودي واللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال في تنفيذ تشريعات وإجراءات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتنفيذها على جميع الأصعدة في المؤسسات الحكومية والقطاعات ذات العلاقة في المملكة،
مشيراً إلى أن ذلك يعد مؤشراً قوياً على صحة الخطوات وفاعلية الإجراءات التي اتخذتها المملكة التي أسهمت في توفير قاعدة قوية لنمو الخدمات المالية في المملكة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح.
ورفع وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية – حفظهما الله -، بمناسبة منح المملكة مقعد عضو بالمجموعة الدولية (فاتف) مثمنا الدعم اللامحود من القيادة ،
مؤكداً أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، حيث تقوم المملكة بدور رئيسي في تعزيز الجهود العالمية المشتركة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، التي تتعاون فيها مع شركائها وحلفائها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
دور رئيسي
من جهته قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبد الرحمن أحمد الجبيري إن انضمام المملكة لمجموعة العمل المالي (فاتف) كأول دولة عربية ، يأتي انعكاساً لدورها الفاعل والرئيسي في محاربة الإرهاب وتمويله وغسيل الاموال برقابة صارمة ضمن معايير تنفيذية كأحد اهم المتطلبات الرئيسية للحصول على العضوية والتي سبقها عمليات التقييم المتبادل والذي يعني أهمية تحقيق الكثير من التوصيات ضمن اطار منهجي يتعلق بالأدوات والأساليب الخاصة بإجراءات المكافحة ومن ذلك قيام المقيِّمين بفحص ومراجعة جميع القوانين والضوابط الحالية ، والتأكد من كافة الإجراءات التصحيحية مثل العمل على تقييم الأنظمة الحالية للمكافحة والحد من اي مخاطر ووضع تدابيرها الوقائية التنفيذية بكل شفافية.
وأشار الجبيري إلى ما تحقق فعلياً في هذا الاتجاه من إنجازات مالية ضمن دوائر الرقابة والمتابعة وكفاءة الإجراءات التي تستهدفها المجموعة ومنها مكافحة غسيل الاموال كأحد ابرز التحديات التي تواجه دول العالم مؤكدا أن هذا الانضمام يعد خطوة عظيمة نحو الأمام وإضافة مهمة للعمل والتعاون الدولي بما سيعزز هذه الأدوار من نجاح ثمرة هذا التعاون الى المزيد من الاستقرار الاقتصادي العالمي وانعكاساته الآمنة على برامج التنمية الازدهار لكافة الدول الاعضاء والتخلص من تبعات الإرهاب وغسيل الاموال، مؤكدا أن التوصيات التي ستتمخض من خلال العمل المشترك في قادم الأيام من شأنه ان يسهم في خلق تضافر للجهود الدولية المشتركة بفاعلية اوسع.
ومن القاهرة قال الدكتور كريم عادل رئيس مؤسسة العدل الدولية للدراسات القضائية والدبلوماسية والاقتصادية أن حصول المملكة على عضوية كاملة في مجموعة العمل المالي (فاتف) يؤكد سير المملكة بخطوات ثابتة على طريق الإصلاح الاقتصادي نحو تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المواطنين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ولعل أهم الإيجابيات التي ستحققها المملكة من الانضمام تتمثل في تعزيز القدرة التفاوضية للمملكة فيما يتعلق بالشؤون التجارية على مستوى العالم؛ لأن الدول تخضع لأنظمة محدّدة من منظمة التجارة العالمية، إضافة إلى الاتفاقيات الثنائية التي تزيد من حركة التجارة بين الدول، وتسهل الحركة التجارية بين المملكة ومختلف الدول.
من ناحيته تحدث الدكتور أيمن رمضان الزيني ، استاذ القانون بالجامعات المصرية حول الفائدة التي ستعود على المملكة من انضمامها لمجموعة العمل المالي فاتف: أولاً أن هناك فائدة كبيرة تدور في عدة محاور اولها القدرة على مواجهة الفساد عبر اتخاذ حزمة من الاجراءات الرادعة لمحاربة الفساد ، وذلك بتقنين حركات رؤوس الاموال من وإلى المملكة .
ثانيا : تجفيف منابع الارهاب والقضاء على التمويلات المالية للعناصر الارهابية ، مما يساهم بشكل فاعل في القضاء على الارهاب في المنطقة. وثالثا : القضاء على عمليات غسيل وذلك بوضع معايير تتسم بالشفافية لتدفق رؤوس الاموال للمملكة ، رابعا : تحسين الوضع الاقتصادي للمملكة وذلك بالحد من عمليات تهريب العملات الاجنبية ،والمساهمة في تطبيق نظام الشمول المالي والحوكمة في المملكة والذي سيؤدي لقفزات هائلة في معدلات النمو الاقتصادي.
