المحليات

ملاهي البلد تعطر عيد جدة بذكريات زمان

جدة – مهند قحطان

مازالت ملاهي العيدروس الشعبية بالمنطقة التاريخية بجدة تنتشر خلال أيام العيد في كل عام ولأكثر من 7 عقود، دون ان تتأثر بمدن الترفيه المعاصرة لزمننا الحاضر ولتحافظ العيدروس على طبيعتها المختلفة، ويتجه عدد كبير من المواطنين والمقيمين اول أيام العيد الى جدة التاريخية ليتمكن أطفالهم من اللعب بألعاب ابائهم القديمة. وتعتمد اغلب العاب العيدروس بشكل مباشر على الدفع اليدوي من قبل بعض العمال، وترتفع أصوات أهازيج الأطفال وهم يهتفون بأغاني واناشيد العيد.

يقول احمد البدر: في بـرحة العيدروس تكثر العائلات والأطفال لتصبح البرحة ممتلئة عن آخرها في صباحات العيد النقية، فتجد الحارات تضج بها الحياة، ويرتفع الصخب حيث توجد عربـة تبيع المأكولات الشعبية هنا، وأخرى تقدم الألعاب لأطفال صغار هناك، حين تنطلق شمس الصباح إلى السماء معلنة قدوم العيد وبهجته، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يعود إلى أيام العيد السابقة والتي حينها لم نكن نعرف الجولات ومدن الألعاب المتطورة والتي تقف بما يقارب ساعة او ساعتين لتتمكن من العب.

وأضاف أن المظاهر الشعبية والاجتماعات التي يقوم بها مختلف القاطنين في الشوارع المحيطة ببرحة العيدروس تمثـل أهمية بالغة تشي بوضوح لإبراز القيمة الكبيرة، وربما اختلفت اهتمامات الأطفال فأصبح جيل التقنية لا يصعد المرجيحة ولا يتلاعب في الرمال كثيرا، إلا أن الجميع يدركون فرصة الاتصال معا لزيادة أواصر المحبة، لافتا إلى أنه يأتيك شعور وأنت تمـر عبـر هذه الأمكنة بمعنى أن تكون العائلات والأسر إلى جوار بعضها حيث تتلاصق القلوب كتلاصق جدران تلك البنايات التي مـر على بنائها زمـن طويل فأيام العيد بالبرحة لا تنسى ولها طعم آخر مختلف عما سواها.

وختم البدر حديثه حيث أنه تجد علاقة حب قوية وارتباط قديم يربط أهالي مدينة جدة بـ ملاهي العيدروس” الشعبية، فعلى الرغم من قدمها وتصنيفها من أقدم الأماكن الترفيهية، إلا أنها ما زالت تحقق أرقاماً قياسياً في عدد زوارها سنوياً طيلة أيام عيد الفطر المبارك، خصوصاً أنها تعتبر من المناطق التي يحرص عليها الناس لارتباطها بطفولتهم وذكرى أعيادهم البريئة.

•• ألعاب وأهازيج ••
من جهته يقول نواف خالد إن من أكثر ما يلفت انتباه زوار الملاهي أنها تعتمد بشكل كبير في تشغيل الألعاب على القوة البشرية من غير وجود أثر للطاقة الكهربائية الا نادرا مقارنة بكبريات الملاهي المنتشرة على أطراف مدينة جدة وشواطئها، وأشار نواف انه يقف على كل لعبة صاحبها ومساعد له يقومون بتحريكها لفترة لا تتجاوز الخمس دقائق، إضافة إلى بعض الأهازيج التي يرددها أحدهم فيما يتفاعل معهم الأطفال بالغناء ممّا يضفي على المكان أجواء حماسية تجعل للعبة طابعًا مغايرًا.


وأضاف نواف استطاعت ملاهي العيدروس الشعبية أن تجذب العديد من سكان جدة، خلال عيد الفطر المبارك على الرغم من بساطتها كونها تقع في منطقة مفتوحة فلم يعد الحرص على زيارتها مقتصرًا على الأطفال فحسب، بل تجاوزه إلى الآباء، وذلك لارتباطها بطفولتهم وذكرى أعيادهم البريئة حيث تتفرد ملاهي العيدروس بالألعاب اليدوية، التي قاومت التقنية، حيث تعلق الزينة وأنوار الإضاءة معلنة الاستعداد التام لاستقبال محبي التاريخ من كل مكان، وختم نواف حديثه بأنه تجد على امتداد جنبات الموقع تتدفق الكثير من العوائل مصطحبة معها أطفالها إلى تلك الملاهي البسيطة والتي تتراوح ألعابها ما بين (الشقلبة) و(المراجيح).

من جهته أكد أحد العاملين عن الألعاب أنه ومع كل عيد تتزين البرحة بالألعاب البسيطة ذات الرسوم الرمزية، حيث تتدفق الكثير من الأسر إلينا لتسلية الأطفال والاستمتاع بتلك الألعاب في الهواء الطلق بعيدًا عن زحام المواقع الاخرى.

وعن رسوم الألعاب يؤكد العامل أنها لا تتجاوز 5 ريالات للعبة الواحدة، إذ لا يستطيع أصحاب اغلب الأطفال الذهاب للملاهي الحديثة نظرًا بسبب ازدحام الألعاب هناك، وقد لا يتمتع أطفالهم بأكثر من لعبتين، فيما يتمكن الأطفال عند زيارة العيدروس من الاستمتاع بأغلب الألعاب بمبلغ قد لا يتجاوز العشرين ريالا للشخص الواحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *