لن يدرك ملالي ايران خطورة الحال وفداحة المآل وسوء المنقلب، فهموم هؤلاء محصورة بتحقيق احلام يقظة ظلت تعشعش تحت العمم السوداء منذ اربعة عقود مستغلين حكمة العالم وصبر المملكة الذي بدأ ينفد بعد ان طفح الكيل فهل تستطيع ايران هذه المرة فهم واستيعاب الرسائل التي حملتها مضامين البيانات الختامية للقمم الثلاث المعقودة في رحاب مكة المكرمة ؟ ام نضل نردد قول الشاعر ” لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي “.
السؤال لا زال حائرا متأرجحا في خضم تجارب ومحاولات افضت في ما مضى عن لا شيء ذلك أن نظام طهران عودنا على قراءة المواقف الدولية بشكل خاطئ بفعل العنجهية والكراهية والإصرار على بلوغ اهداف تدميرية انطلقت مع انطلاق تجويع الشعب الايراني وتضخم جيوب الملالي بالمليارات.
القمم الثلاث قالت كلمتها الفصل من جوار الكعبة المشرفة لينضم قادة العالم الاسلامي الى بقية الزعامات العالمية المدعومة بكافة الشعوب المحبة للسلام في ادانة الممارسات الايرانية بشكل واضح وصريح فالوضع لا يحتمل المزيد من التأني والصبر بعد اصرار الملالي على تفريخ الميليشيات لتفجير العالم في طريق تنفيذ خطة فاسدة قامت على تقويض الاستقرار في عواصم الدول العربية حتى تباشر المعممون ذات صباح بالاستيلاء على اربع عواصم ضمن مشروع الفوضى لسحق العروبة من جذورها وتحقيق ثارات فارسية قديمة.
النظام في ايران لا يعير الدماء العربية اهتماما يمكن ذكره على الاطلاق بغض النظر عن المذهب والطائفة رغم مسرحيات التمسح بالدين والإسقاطات المذهبية “فالشيطان الاكبر” الشعار المرفوع على سبيل المثال مجرد مخدر عبثي لذر الرماد في العيون وتحقيق تصدير الفوضى فيما يحظى الشيطان بتعامل متميز من تحت الطاولة والعالم العربي مدرك لحجم المؤامرة والتفاهمات الرامية للتفتيت والقضاء على دين انتشر بالحب والوئام والفضيلة.
نجحت القمم الثلاث التي دعا اليها حكيم المسلمين قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والتأم شمل قادة دول العالم الاسلامي بهدف التشاور ولا شيء يثني المملكة العربية السعودية عن تحقيق الانجاز تلو الآخر فقد اضحت منارة الاسلام وايقونة العمل الجاد الصادق الشفاف تستشعر دورها الهام الحيوي وتعمل بنوايا صافية على تحقيق تطلعات ابناء الأمة فتمتد اياديها البيضاء الى مواطن الحاجات وتتفاعل بصدق وإخلاص مع كافة القضايا التي تهم الانسانية ، عندما تقول تفعل بلا وجل ولن يتحقق لأعدائها مبتغى طال الزمن او قصر فالفرق شاسع بين دولة تؤمن بتنمية المكان والانسان وتضحي بالغالي والنفيس لرفعة راية الاسلام واخرى ظلت تعتمد الشعارات البالية لتحقيق مآرب مشبوهة ليست ذات علاقة بالمبدأ القويم والنهج المستقيم, و لعلنا نشير في هذه العجالة لأهمية اعلاء قيمة وشأن منظمة المؤتمر الاسلامي في اعقاب النجاحات المتتالية لرفع تمثيلها على المستوى العالمي على غرار الاتحاد الاوروبي الذي يضم اقل من نصف عدد الدول الاسلامية فالمنظمة الإسلامية جديرة بمزيد من الإهتمام ورفع مستوى التمثيل عالميا .
بالأمس استضافت مكة المكرمة ثلث رؤساء دول العالم ان لم يكن اكثر وبالتزامن استضافت نحو مليوني مسلم لم يفصل بين الاستضافتين دقيقة واحدة ليستشعر الضيوف كل الضيوف على مختلف المشارب والطبقات عظمة وقوة و مكانة المملكة بل قدرتها وحسن نواياها وروعة منهجها الذي تجسد باعتماد التشاور عنوانا للمعرفة والبناء فيما يؤكد متانة الرؤى وطهر المبتغى انطلاقا من ايمان صادق بنهج راسخ لمبادئ ديننا الاسلامي الذي آخى بين المسلمين فحثنا على تلك الممارسات دون سواها.
بالأمس وقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مخاطبا قادة الأمة بشفافية عالية ، مشخصا الداء واصفا الدواء فكان مؤثرا لما تملكه المملكة من مصداقية وما تتحلى به من موثوقية وكانت القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى كما تصفها القيادة السعودية بالأمس واليوم وغدا على رأس الأولويات بل كانت مواقف المملكة في هذا الشأن ثابتة راسخة قوية شفافة لا ترتهن لشعارات بالية ، العمل حيالها يسبق القول بعد ان ضحت المملكة بالغالي والنفيس لحماية القدس على مر الزمن وتوالت المساعدات المالية متبوعة بمواقف سياسية مشرفة لا يدرك تأثيرها سوى الشرفاء فأدت تلك المواقف الصلبة لشيء من الجفوة بين المملكة الصامدة ذات المبدأ الثابت ودول عظمى متعددة.
بالأمس كانت المملكة قوية كما كانت ملء السمع والبصر ولن أنسى ما حييت عبارة أطلقها من جوار الكعبة المشرفة اعلامي عربي حضر بمفهوم خاطئ وعاد متأسفا على وقت اضاعه بين ردهات اعلام كاذب ساقط لا هم له سوى كيل التهم في محاولات يائسة بائسة لتغطية الشمس بالغربال لحاجة في نفس المرتزقة والممولين بدت تتكشف للقاصي والداني.
سنرى واقع مخرجات القمم الثلاث فالعالم كل العالم توحد من جديد لدرء الاخطار وكسر شوكة الارهاب والارهابيين لصيانة ارواح الابرياء وحماية الانسانية من عبث العابثين … فهل وصلت الرسالة ؟.