الدولية

العقوبات تجبر حزب الله على الانسحاب من سوريا

جدة ــ وكالات

لم تعد أزمة حزب الله المالية أسيرة الأوراق الحزبية والسياسية، حيث صارت تداعياتها معلومة للجميع، بخلاف ضاحية بيروت الجنوبية وكل المدن والقرى التي تشكل بيئة حاضنة له.
فبعد صدور حزمة العقوبات الأمريكية الاخيرة على طهران ومليشيا حزب الله تخيم ريبة وقلق على أجواء العاملين في الهيكلية الحزبية خوفا على مصيرهم ومستقبل حزب يواجه حاليا أصعب أزمة مالية في تاريخه.

إذ أظهرت معلومات نشرتها قناتا “العربية والحدث” وصفت بالخاصة، شروع المليشيا الإرهابية في تنفيذ انسحاب تدريجي من مناطق المواجهة المتبقية في سوريا، باستثناء كفرنبل والزهراء، نتيجة الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها على مدى السنوات الـ8 المنصرمة، والازمة المالية التي تضرب الحزب جراء العقوبات الامريكية.

كما يأتي انسحاب المليشيا لغياب الدعم الجوي من القوات الروسية وحجب الإحداثيات عنه، ما جعل قواعده العسكرية مكشوفة أمام الغارات الإسرائيلية وبعض ضربات قوى المعارضة.
وبحسب المعلومات فإن الثقل الروسي في سوريا، لاسيما في المجال الجوي السوري، يأتي على حساب “الحليف المفترض” الإيراني وميليشياته الشيعية و”حزب الله” الذي بات وجوده العسكري هناك محصوراً ببعض الجبهات في ريف حلب ومنطقتي نبل والزهراء.

وكانت معلومات استخباراتية قد تحدثت عن أن روسيا طلبت من “حزب الله” والميليشيات المدعومة من إيران إخلاء مواقعها في ريفي حمص الغربي والجنوبي.

ونقل موقع “العربية نت” عن مصادر مطلعة إن هناك انكفاء إيرانياً في سوريا بسبب الضغط الأميركي أكثر منه الروسي، وهم يحاولون من خلاله “إرسال” رسالة إيجابية إلى واشنطن”. وبحسب المصادر ذاتها ظهرت هذه المرونة في لبنان أيضاً، عبر التراجع الذي أبداه “حزب الله” تجاه ما حمله نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد لفض النزاع الحدودي البحري بين بيروت وتل أبيب.

ووفقاً للمصادر كان “حزب الله” متساهلاً في الموافقة على الوساطة الأميركية والرعاية الأممية لمفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل لحل النزاع البحري، بعدما كان يتعاطى “بتصلّب” مع هذه المسألة سابقا، والسبب “إيران” على ما يبدو.

إلا أن المصادر نفسها لفتت في المقابل إلى “أن هذا الانكفاء الإيراني “تكتيكي” من دون أن يعني تراجعاً نهائياً، لإظهار حسن نية تجاه واشنطن من أجل تخفيف الضغط على طهران”. وبين سطور الرسائل الإيرانية لواشنطن يبرز حجم تأثير العقوبات الأميركية على “حزب الله”، لا سيما أن حوالي 700 مليون دولار من عائدات النفط كان ينفقها النظام الإيراني سنوياً عليه باتت الآن “في خبر كان” نتيجة استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة تجاه إيران بتصفير النفط. وساهمت العقوبات بتقليص عدد مقاتلي حزب الله على الجبهات السورية، خصوصاً في المناطق التي لا يعتبرها استراتيجية، وذلك بسبب ارتفاع التكاليف المترتبة عليه، كونه يدفع رواتب عالية ويوفّر الرعاية الصحية للمقاتلين في سوريا.

وفي مشهد يعكس مدى الآثار السلبية للعقوبات على حزب الله ونشاطاته في لبنان، أشارت المصادر إلى “أن مظاهر الاحتفال غابت عن ذكرى التحرير هذا العام (25 مايو) التي يعتبرها “حزب الله” أهم ذكرى في روزنامة نشاطاته الحزبية”.

ففي العادة كان “حزب الله” يُنظّم احتفالاً مركزياً إما في منطقة بنت جبيل في الجنوب أو مدينة بعلبك في البقاع أو في الضاحية الجنوبية يحضره حشد كبير من مناصري الحزب، إضافةً إلى احتفالات ونشاطات في أكثر من منطقة لبنانية مع رفع لافتات وصور تُذكّر بإنجاز التحرير في 25 مايو 2000 إلا أن الاحتفال المركزي هذا العام لم يحصل كما الإعلانات واللافتات، لأنها تحتاج إلى تمويل ضخم. حتى إن “يوم القدس” الذي ينظّمه الحزب في احتفالين تم حصره بواحد نتيجة كلفته المالية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *