الدولية

طهران (المأزومة) تهرب إلى الأمام وتقترح معاهدة عدم الاعتداء

طوكيو ــ رويترز

شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ان النظام الإيراني يسعي لعقد اتفاق مع الولايات المتحدة.
وقال خلال مؤتمر صحافي في طوكيو مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: ان بلاده لاتسعى إلى تغيير النظام، بل تسعى إلى زوال الأسلحة النووية”، وكرر انتقاداته لـ”الاتفاق الإيراني الفظيع،” لكنه قال إنه منفتح على مفاوضات جديدة.

وكان ترمب هدد سابقاً إيران برد حازم وموجع إن تحركت أو أقدمت على أي عمل عدائي تجاه القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة أو حلفاء الولايات المتحدة، وذلك في ظل التوتر المتصاعد بين البلدين، لا سيما بعد إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات صواريخ الأسبوع الماضي، في ما قالت إنه رداً على معلومات تؤكد وجود مخاطر وتهديدات إيرانية.

وقال في مؤتمر صحفي عقده اؤخر الأسبوع الماضي ان إيران دولة ترعى الإرهاب وسياستها خطيرة في الشرق الأوسط”.
وشدد على ان طهران تقف وراء كل المشاكل والاضطرابات في الشرق الأوسط”، موضحا انها خلف أكثر من 14 هجوما”.
الى ذلك وفي تناقض واضح مع سياساتها الخارجية، اقترحت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، توقيع معاهدة عدم اعتداء مع الدول الخليجية، مشيرة إلى أنها “تتطلع لبناء علاقات متوازنة معها”.

يشار الى ان معاهدة عدم الاعتداء، ميثاق توقعه دولتان أو أكثر، يضمن عدم الاعتداء المباشر في الحروب والصراعات المسلحة، كما تنص مثل هذه المعاهدات في العادة، على تجنب الموقعين عليها للحرب بالوكالة.

وجاءت دعوة طهران بينما يخالف نظامها الحاكم طبيعة معاهدات عدم الاعتداء، من خلال مسؤوليتها عن اعتداءات طالت بلدانا عدة في المنطقة على مدار العقود الماضية، وتدخلات عابثة في شئون دول المنطقة.

فهي تستخدم ميليشيات الحوثي في اليمن منذ سنوات أداة لاستهداف المدنيين والمقدسات الإسلامية في المملكة، وقد زودتهم بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، لتنفيذ اعتداءات في المنطقة.

كما بعثت خبراء لمساعدة الميليشيات الحوثية، وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني للتدريب والقيادة الميدانية، وذلك في انتهاك صريح لسيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين.

وليس ببعيد عن ذلك فقد حمل الجيش الأميركي الحرس الثوري الإيراني مسؤولية الهجمات التي استهدفت 4 سفن تجارية في خليج عمان قبلة إمارة الفجيرة في الإمارات.

كما تؤوي إيران عشرات الإرهابيين المطلوبين إلى مملكة البحرين، ومنذ التسعينات وحتى الآن أحبطت المنامة عشرات الهجمات، وفككت تنظيمات عدة تدعمها إيران وتسعى لزعزعة أمن البلاد.
وخلال السنوات القليلة الماضية شنت تلك التنظيمات المدعومة من إيران، هجمات استهدفت الشرطة ومباني حكومية في البحرين، في محاولة لخلق الفوضى في البلاد، إلا أن قوى الأمن كانت لها بالمرصاد.

وفي الكويت، ثبت ضلوع إيران وميلشياتها المسلحة، في مخططات وعمليات عدة استهدفت البلد، إذ كشفت الكويت عددا من الخلايا التابعة لطهران أو ميليشيات حزب الله اللبناني.وفضلا عن ذلك، تنتشر الميليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا ولبنان، بما يهدد أمن واستقرار المنطقة.

وفى سياق جملة التناقضات التي تحفل بها طهران كشفت صور أقمار اصطناعية جديدة أن إيران تقوم ببناء معبر حدودي على الحدود السورية العراقية، ما سيفتح طريقا بريا إلى لبنان لتسهيل تهريب الأسلحة إلى أذرعها وحلفائها الإقليمين مثل مليشيا “حزب الله”.
وتظهر الصور التي التقطتها وكالة استخبارات “إيمدج سات إنترناشيونال” (آي إس آي)، أن عمليات بناء بنية تحتية تمتد بطول 2.6 كم، غرب معبر البوكمال-القائم الحدودي بين البلدين.

وأشارت الوكالة في تقرير إلى أن المعبر الحدودي لم يكن نشطا، لكن المنطقة تخضع لسيطرة مليشيات طائفية موالية لإيران يقودها “فيلق القدس” التابع لقوات “الحرس الثوري” الإيراني.
وتظهر إحدى الصور مربعا عريضا مساحته 270 مترا في 165 مترا، كان قيد الإنشاء على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، وربما يكون الغرض من المبنى هو تخزين المركبات والمعدات والأسلحة.

تم بناء هيكل مجاور في نهاية عام 2018، ومن المحتمل أن تستخدم بنى تحتية جديدة أخرى، عبر الحدود، لنقل المعدات، المدنية والعسكرية، مثل الأسلحة، وفي صورة أخرى، شوهد موقع يمتد داخل مجمع ربما تسيطر عليه مليشيات طائفية موالية لإيران.


ومنذ قصف الموقع في 18 يونيو 2018، تمت إزالة الحطام، وبعد أسبوعين، قام وفد من الاستخبارات الإيرانية، ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي”، الطائفية بالعراق جمال جعفر الإبراهيمي، المعروف بـ”أبومهدي المهندس”، بزيارة الموقع.

ووفقا لتقييم وكالة (آي إس آي)، “بدون إشراف سوري، يحصل حلفاء إيران في لبنان وسوريا مثل حزب الله على قناة لوجستية تديرها المليشيات الطائفية وإيران”، وهو ما يأتي “في إطار الجهد الإيراني لإنشاء جسر بري بطول 1200 كيلومتر من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *