المدينة المنورة ــ خالد باحكم
وسط المسجد النبوي الشريف توجد جنة الله في الأرض التي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم- “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”, ذلك المكان الذي شهد صلاة المصطفى ركوعه وسجوده وخطبه في الناس ومقابلته للوفود، يشهد في أيام وليالي شهر رمضان المبارك ازدحاماً من المصلين والزوار, للظفر بصلاة في جنة الله في الأرض ،ويكتظ المصلون والزوار في الروضة الشريفة على مختلف ثقافاتهم وتنوع أجناسهم وعلى كامل مساحة الروضة ومدار الساعة رُكعاً سجدا متضرعين خاشعين بالدعاء تالين لكتاب الله.
وجاء في فضل الروضة الشريفة وبيان منزلتها قوله -صلى الله عليه وسلم-, “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”, وفسر العلماء هذا الحديث على ثلاثة أقوال, الأول: أي كروضة من رياض الجنة في حصول السعادة ونزول الرحمة وذلك بملازمة العبادة فيها, والثاني: أن العبادة فيها طريق موصل لدخول الجنة, أما الثالث: أن هذه البقعة بعينها هي جزء من الجنة وستنقل يوم القيامة إليها.
وتقع الروضة الشريفة غربي الحجرة النبوية مباشرة وتمتد إلى المنبر, وتبلغ مساحتها نحو 330 متراً مربعاً, وتبلغ أبعادها 22 متراً من الشرق إلى الغرب, و 15 متراً من الشمال إلى الجنوب, وتضم الروضة المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي.
ويحد الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان “رضوان الله عليهما”, أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد، ويميز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريباً. كما يحد الروضة الشريفة من الشرق حجرة أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – ومن الغرب المنبر الشريف ، ومن الجنوب جدار المسجد الذي فيه محراب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومن الشمال الخط المار شرقاً من نهاية بيت عائشة – رضي الله عنها – إلى المنبر غرباً.
وتضم الروضة على أطرافها معالم عدة منها الحجرة الشريفة التي ضمت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – ومحرابه عليه السلام الذي وُضع في وسط جدارها القبلي ومنبره ، وتتخللها عدد من الأعمدة المميزة عن سائر أساطين المسجد بما كسيت به من الرخام, وفي الجهة القبلية من الروضة حاجز نحاسي جميل يفصل بين مقدمة المسجد والروضة بارتفاع متر أقيم عليه مدخلان يكتنفان المحراب النبوي.
وتتوزع في الروضة الأساطين التي وضعت عليها خطوط مذهبة تميزها عن غيرها من أساطين المسجد, وتقوم المكبرية التي يرفع من عليها النداء في أوقات الصلوات وترديد التكبيرات في العيدين وسط الروضة، حيث يرتفع بنائها لتمكين المصلين من استغلال المساحة أسفلها.