تحقيق رسالة الاسلام وأهدافه الايمانية وتبيان وسطيته وايضاح سماحته رسالة سامية ومنهج رباني تحدث عنها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس امام وخطيب المسجد الحرام في أول جمعة رمضانية من الشهر الكريم. فقد كانت خطبة فضيلته مؤثرة لاتسامها بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.
تبعاُ لقوله تعالى: “ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” مركزاً على مراجعة النفس واصلاح العمل بما يحمله الشهر الكريم من معان سامية ودروس عظيمة في التسابق في الخيرات والاعمال الصالحة موجهاً تساؤلا غاية في الدقة الحسية والبلاغية قائلاً هل عملت الأمة على الابقاء على الصورة المشرقة التي اتسم بها هذا الدين الاسلامي وفي وسطيته واعتداله ومكافحة الغلو والتطرف والارهاب؟ وهل تصدت لكل ما يفسد على العالم امنه واستقراره وتعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب ونبذ العنصرية والطائفية؟ هل وقفت بحزم امام من يريد هز ثوابتها والنيل من محكماتها والتطاول على معلماتها. مضيفا ان الصيام ترس للمسلم من الخطايا والاوزار. والامة دون التطلخ بالادران والاكدار. وجنة واقية من لهيب النار.
وفي خطبته دلالة على السمو في المعاني والمقاصد وهو يقول “الا فلتجعلوا لجوارحكم زحاماً من العقل والنهي. ورقيباً من الورع والتقى. حفظاً للصيام عن النقص والانثلام. ولا يتحقق ذلك الا بصوم الجوارح على الموبقات والفوادح وعفة اللسان عن اللغو والهذيان، وغض البصر عن الحرام والضراعة الى الله بقلوب وجلة نقية” مضيفاً فضيلته اجعلوا من شهر الصيام شهراً للمبادرات. فما أجمل ان تنطلق الاستعدادات وحسن الاستقبال وتجديد التوبة والاكثار من قراءة القرآن الكريم والتدبر والتسامح والتصافي ونبذ الحسد. والاحقاد وسلامة الصدور والقلوب، ووضع السلاح بين الفرقاء والاجتماع وحسن الظن والصدقة والاحسان واعمال الخير والبر والعناية بالاسرة وصلة الرحم والاهتمام بالشباب والفتيات وحسن التربية لهم ووحدة الامة والبعد عن الخلاف والفرقة وتعزيز الوسطية والاعتدال وتحقيق الامن والسلام والانتماء واللحمة الوطنية ولزوم الجماعة والامامة.
ومما سبق في سياق خطبة فضيلته دلالة على معان سامية وبلاغة في القول وحكمة في الدعوة الى الله في التأسي بمنهج النبوة في التوجيه والارشاد بالحكمة والموعظة الحسنة. ولما جاء في الخطبة من توجيهات رشيدة.رأيت الاشارة اليها بتصرف لا يخل بالهدف الاسمى للخطبة من باب الافادة والاستفادة.
وكل عام والجميع بصحة وسعادة.