المتابع للأحداث الميدانية يدرك مدى حيوية الشوارع والأسواق في رمضان، ويستشعر بالرغم من الإزدحام وما يترتب عليه من ضياع الوقت بغرض الوصول إلى تحقيق هدف الخروج من المنزل..
إلا أن هذه الأحداث تدغدغ القلب وتنبئه بأن رمضان مختلف، ونهار رمضان مختلف، وليالي رمضان غير، فيكاد لا يخلو سوق تجاري ولا حتى شعبي من وجود العديد من الأشخاص فيه، وكل معرض من المعارض يستبشر بأن الخير على وجوه القادمين، فهو يعلم بخبرته السابقة أنها مهما ضاقت في الشهور الماضية.. فرمضان شهر الخير، خاصة لمن يسعى لنيل هذا الخير، فهو خير في كل شيء.. في الأرزاق وفي الطاعات وفي جمع الحسنات، وهو فرصة ثمينة لمن أراد أن يذهب عن كاهله قطيعة مضت، أو ضيق مر، أو غل كان قابعاً في جنبات القلب، فالوقت قد حان للعيش بصفاء ينعش دواخلنا.
اعتدنا في هذا الشهر أن نسمع صوت المدافع مرتين في اليوم، وننتظر سماعه بابتسامة سعيدة تعود بنا إلى ذكريات الطفولة، إنما وعلى غير العادة كان هناك صوت ثالث يفوق تلك التي كان يسمعها أهل الطائف وجدة كعادتهم، فقد دوت السماء في الساعات الأولى من يوم الاثنين الماضي بصوت ملأ الأرجاء، وأيقظ النائمين، ليظن البعض منهم أنه صوت رعد أو مفرقعات في غير وقتها، إلا انه لم يكن كذلك.. بل كان صوت نصر من عند الله،
وعلى مرأى من عباده، يخبر القاصي والداني أننا بفضله سبحانه ثم بإصرار من قبل أناس اختارت أن تبذل كل ما يمكن أن يبذل في سبيل حماية هذه الأرض الطاهرة من كيد الكائدين وحقد الطامعين نستطيع أن نصد عنها ونصنع من أنفسنا درع حماية، ليصبح خبر تلك الليلة قصة من قصص البطولات نحكيها لأبنائنا ونشد بها من عزمهم كما فعل أبائنا، ولنكون على يقين أننا وبنعمة من الله آمنين، نمارس نشاطاتنا اليومية، ونتحرك في شوارعنا لقضاء حوائجنا دون الشعور بالخوف أو القلق، ثم نعود في آخر اليوم إلى ذلك السرب الذي فارقناه قبل ساعات، نتدثر في أسرتنا مستودعين نفوسنا لنصبح في اليوم التالي نحمد الله أن أحيانا بعدما أماتنا.. وكأنها رسالة من إخواننا على الحدود مضمونها: « نم هانئاً في سربك.. واذكرني في دعائك».
للتواصل على تويتر وفيس بوك.
eman yahya bajunaid