المحليات

جدة التاريخية: تراث يتجدد ويرتدي ثوب الترميم بـ50 مليون ريال

جدة ـ ياسر خليل

في المنطقة التاريخية بجدة يتحدث الماضي العريق ويعلن عن نفسه، وهذه المنطقة التي يزيد عمرها التاريخي عن 500 عام عبارة عن متحف مفتوح، يتنسم عبير الأصالة والعراقة، وتزدهي بيوته بالرواشين وبرحاته التي ما زالت تتنفس عبق الماضي حينما كانت ” الاتاريك تضيء الأزقة ويشع نورها حتى مطلع الفجر، وتعد المنطقة التاريخية مهدا للفلكلور والتراث بمبانيها التي لا زالت تتحدى عصف الزمن وتقف شامخة ، وتطل برواشينها وواجهاتها الحجرية تحكي وترسم للأجيال خارطة الماضي العتيق ،

ورغم إيقاع العصر وركضه المحموم، لا زالت برحة نصيف تلقي بظلالها في مدى الحاضر، وتحفظ بين جنباتها تراث الأمس وحفالت الأعياد وتفانين المزمار ، وبسطات رمضان في السنين الخوالي وفي رمضان من كل عام تزدهي المنطقة التاريخية بحي البلد في جدة ، وترسم في ليالي رمضان إيقاعا روحانيا وتراثيا ، وتستعيد ذاكرة الأمس ووهجه ، وإذا قادتك خطواتك خلال أيام هذا الشهر الفضيل إلى منطقة جدة التاريخية حيث حارات ، المظلوم ، والشام ، والبحر واليمن فإنك سوف تلمح متحفا على الهواء الطلق ، حيث بسيطات البليلة والكبدة البلدية وباعة الحلويات بكافة انواعها إضافة إلى السلع التراثية ، ولأن المنطقة التاريخية في جدة بمثابة تاريخ وتراث فإن الدولة تهتم بهذا الزخم التراثي العريق.

وتأكيدا على أهمية هذا التاريخ الشامخ فقد وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بدعم مشروع ترميم 56 مبنى تاريخيا من المباني الآيلة للسقوط بمبلغ 50 مليون ريال .

في منطقة جدة التاريخية تلمح في الأمسيات الرمضانية بعض محبي الفلكلور وهم يرتدون الملابس التراثية مثل الصدير والغبانة ما يجعل المنطقة ترتدي ثوبًا مطرزًا ومنسوجا من الزهو والتألق، وتغازل بيوتها التاريخية الذاكرة والذائقة، فتدعو أهلها لزيارتها وتدعو من لا يعرفها بأن يخوض تجربة الزيارة وهي بحق تشكل مشهدا سياحيا لا يستطيع سائح أو زائر أن ينساه، ففي لياليها يتراقص ضوء من الألوان مع ضجيج لأصوات باعة متجولين.. وكأن البوابة التاريخية فُتحت أمام الجمهور على مشهد من زمن قديم وجميل.

تعتبر جدة التاريخية بهوا تاريخيا مفتوحا ، فهي تحوي التراث الذي يحكي تاريخ جدة بصورة حية، بفضل ذلك حجزت لها مكانة هامة ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو، وتضم مجموعة كبيرة من المواقع التاريخية، من أهم ما يمكنك ملاحظته: سور جدة والحارات التي تحكي قصة سالفة من الزمن الغابر، والمساجد التاريخية والأسواق التي مازال أهل المدينة وزوارها يتوافدون بأعداد كبيرة من الزوار والمصطافين للاستمتاع بالمنطقة التاريخية بمدينة جدة ووسط سوق البلد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *