كلمة سحرية تجعلنا نحاول أن لا نفوّت الفرصة على أنفسنا مهما كان ما تحمله هذه الفرصة، إن كانت خصومات هائلة، أو منتجات نادرة، أو حضور مهرجان، أو لقاء لشخصية مؤثرة يهمنا مشاهدتها، المهم هي فرصة وتعلمنا من خلال تجاربنا في الحياة أن الفرص إن مضت لا تعود، فما بالنا لو أن هذه الفرصة هي التي تأتي إلينا طوعاً، وتزورنا في أماكن وجودنا وكأنها تقول: “لا تتعب نفسك بالبحث عني فأنا أتيك في كل عام، فإن لم تكن أحسنت التعامل معي.. فها أنا ذا أتيت إليك من جديد لعلك تحسن استقبالي”.
إنه رمضان بكل مافيه من فرص لا تعوّض.. إن أردت أن تحسّن من أخلاقك فهو مربٍ لمكارم الأخلاق، وإن أردت أن توصل رحمك فهو شهر الترابط العائلي والزيارات الحميمية، وإن أردت أن تحسن لجوارك فما أجمل اللقاء بعد العشاء في جو روحاني، إذا أردت أن تدخل السرور لقلب يائس فهو شهر العطاء والإحسان، لن تجد عرض بهذه القوة مهما تجوّلت بعقلك بين العروض، لأن مقدم العرض ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لكل من شعر بالظلم أو القهر رمضان ملطّف لأصحاب القلوب المغبونة، رمضان مشفى لكل قلب عليل فقد عزيز بحرمان أو وفاة..
تخيل أنه أيضاً فرصة لمن أراد أن ينهال بوافر الدعاء على أبدان أناس آخرين، تسببوا في تعكير صفو حياته، إنما لأن من صفات هذا الشهر الرحمة والغفران والعفو عند المقدرة.. فالأحرى بنا أن نسخر جهدنا في الدعاء لما نرجوه من أحلام، فلا نستنزف منه ما يذهب سداً، فلا فائدة سأرجوها من الاستجابة لدعوة بهلاك من حولي وقد سنحت لي الفرصة لأنعم برجاء يتحقق، يجعل مني شخص سعيد ممتن بما كسبت.
جدد النية وضع مخططات التغيير فليس هناك أجمل من التغيير بين نسمات الرحمة وصفاء الروح، وتجارب الآخرين تخبرنا بذلك بل نستطيع أن نجزم من خلالها بأن التغيير في رمضان مختلف فهي دعوة لمن أراد أن يخرج بعد ثلاثين يوماً إنسان جديد.
لا تدع الفرصة تفوتك.. فلا تعلم هل ستتاح لك من جديد أو أنه آخر العهد به..؟
للتواصل على تويتر وفيس بوكeman yahya bajunaid