الرياضة

الاتحاديون .. لعبوا دور البطولة في موسم الهبوط

جدة- عبدالعزيز عركوك

على مدار 92 عاما، منذ تأسيس نادي الاتحاد في 1927م، والذي مر بالكثير من الأزمات والصدمات والإنجازات، لم يشهد الكيان الاتحادي إخفاقًا للفريق الكروي أكثر من الموسم الحالي 2018م في تاريخ النادي، والذي يعد الأسوأ على مر تاريخ النادي، بعد منافسة الفريق على الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى،

وبلا شك، كان خلف ذلك الكثير من العوامل والأسباب التي قادت النادي لهذه الانتكاسة التي سيدونها التاريخ لمن يحمل 47 بطولة رسمية في تاريخه؛ أبرزها 3 ألقاب آسيوية، و8 دوري، و9 بطولات في كأس الملك. وتحقيق رابع العالم في كأس العالم للأندية، وقد تمثلت نقاط التحول التي قلبت الموازين في التالي:

بداية خاطئة
يتفق جميع الاتحاديين، وكذلك مختلف النقاد والمحللين على البداية الخطأ للفريق الكروي الأول، بعد تولي رئيس النادي السابق نواف المقيرن القيادة برفقة نائبه المهندس فراس التركي، والمشرف على كرة القدم خميس الزهراني، الذين بحثوا عن إنجاز شخصي، وبناء اتحاد جديد ومختلف بشكل كامل عن الفريق الذي كان مستقرًا من الجانب الفني على مدار موسمين سابقين، ففضلوا في بداية الأمر الاستغناء عن المدرب التشيلي لويس سييرا، رغم تحقيقه لبطولتين سابقتين، وهي كأس ولي العهد أمام النصر، وكأس الملك في مواجهة الفيصلي، كما تم تسريح أكثر من 14 لاعبًا على مستوى المحليين، والأجانب، ويأتي أبرزهم قائد الفريق عدنان فلاتة، والثلاثي الأجنبي المصري محمود كهربا، والكويتي فهد الأنصاري، والتونسي أحمد العكايشي، فلم يتم الحفاظ على شكل وهيئة وشخصية الفريق البطل.

الروح لا تشترى
تركيبة نادي الاتحاد تختلف عن أي فريق في العالم؛ حيث تعد الروح هي المحرك الأساس للفريق والمنبعثة من مدرجه المؤثر جدًا، فمن يلجأ لتغيير الجهاز الفني بالتعاقد مع الأرجنتيني دياز، ويتم دعم الفريق ب 7 لاعبين أجانب، هم البرازيليون” كارلتو وجوناس وفالديفيا ورومارينهو” والمغربي كريم الأحمدي، والأسترالي جورمان، والصربي بيزيتش. والمحليين حسن معاذ ومنصور الحربي وتغيير المدرب بتكليف بندر باصريح، ثم التعاقد مع الكرواتي بيليتش فهم جميعا بحاجة كبيرة ووقت أطول لمعرفة سر الروح الاتحادية، وقيمة النادي لدى جماهيره ومكانته، عطفا على مستوياتهم الفنية؛ لذلك كانت محصلة فترة الدور الأول في الدوري 12 خسارة، وتعادلين وفوز وحيد، واستقرار الفريق في المركز الأخير بجدول ترتيب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.

مطاردة الجماهير
تعد الجماهير الصفراء، من أكثر جماهير الأندية تفاعلا ومطاردة للاعبي الفريق في كل مكان وزمان؛ لمعرفة كل صغيرة وكبيرة، وما يدار خلف الكواليس والتدريبات المغلقة وتشكيلة الفريق قبل المباراة بأيام، ومعرفة الغيابات والإصابات كما نشاهد الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو المنتشرة للاعبين قبل المواجهات الحاسمة؛ حتى في المواقع الخاصة والعامة، مما يؤكد على أهمية معرفة شخصية اللاعب قبل التعاقد معه؛ نظرًا لتفرد نادي الاتحاد بشخصية مختلفة.

الإدارة والإرادة
بعد استقالة الرئيس نواف المقيرن، وقدوم المهندس لؤي ناظر، ونائبه حمد الصنيع. استطاع الثنائي إنقاذ مايمكن إنقاذه لاستمرار الفريق في الدوري وعدم هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى وذلك بالتعاقد مع المدرب السابق لويس سييرا ، الذي يعلم خبايا النادي وقيمته الفنية والجماهيرية، إضافة إلى التعاقد مع لاعبين أجانب مميزيين استطاعوا التأقلم سريعا، مع زملائهم الآخرين، وكذلك الاستفادة من الثنائي رومارينهو، وجوناس بعد تعايشهما لفترة أطول وانصهارهما مع الفريق؛ ليرتقي الفريق الاتحادي إلى المركز الحادي عشر دوريا، بعد توالي الانتصارات، مع إمكانية الصعود للمركز الثامن خلال الجولتين المتبقيتين.

سقف الطموح
في الوقت الذي كان فيه الاتحاديون يصارعون على المراكز المتأخرة والهبوط في الدوري، شاءت الأقدار- أولاً- ثم العمل الإداري والفني والحظوظ في المباريات التي واجهها النادي أن يصل الفريق إلى نهائي كأس الملك، بعد مقابلة الجبيل ثم الوشم والتقدم والباطن ليصل إلى نصف النهائي أمام النصر، والذي كان يعاني من غيابات بعض لاعبيه المؤثرين؛ بالإضافة لتفكيره في لقب الدوري بشكل أكبر ليرتفع سقف الطموح لدى الاتحاديين من فريق مهدد بالهبوط إلى متفائل بدرجة كبيرة، وتقمص دور البطل، وأنه حالة استثنائية، ففي موسم 2013 تحقق كأس الملك أمام الشباب في ظرف شهرين بعد مرحلة الإحلال التي حدثت في منتصف الموسم، بالاستغناء عن لاعبي الخبرة، يتقدمهم حمد المنتشري، ومحمد نور، ثم حقق النادي في 2016 كأس ولي العهد أمام النصر، وفي 2018 حقق كأس الملك أمام الفيصلي في فترة الديون الكبيرة وعقوبات الفيفا، ومنها خصم النقاط والمنع مع التعاقد وتسجيل اللاعبين، في الوقت الذي كانت فيه الأندية تستعين بـ 7 لاعبين أجانب، مقابل 4 للاتحاد.

المبالغة في التفاؤل
في مواجهة النهائي الأخيرة أمام التعاون ، شاهدنا احتفالات كبيرة للاتحاديين، منذ معرفة طرفي النهائي عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتواصل مع اللاعبين ورفع راية التحدي، إضافة إلى مافعله الجمهور من توديع اللاعبين في جدة واستقبالهم بمدينة الرياض وترديد الأهازيج في الباصات والطائرات والطرقات والمجمعات التجارية قبل بداية اللقاء، مما أشغل اللاعبين والجماهير عن التركيز في حجم وقيمة التعاون الفنية، والذي يمتلك فريقا وإدارة وجهازا فنيا مستقرا ومتكاملا ومنظما وقويا،والملاحظ أن التعاون ولاعبيه ومدربه احترموا الاتحاد كثيرا، ومن أجل زيادة التركيز للاعبيه، اختفى تماما عن المشهد الإعلامي، واكتفى بالظهور في ملعب المباراة.

الخطة المستقبلية
حتى يستمر العمل الناجح، يجب أن يتم وضع خطط مستقبلية وطويلة المدى، عنوانها الاستقرار، مع معرفة الأخطاء لتداركها وتصحيحها للموسم القادم؛ لذا يجب على الاتحاديين المطالبة باستمرار الإدارة الحالية والمدير الفني سييرا، للمحافظة على التوازن ومنح كافة الصلاحيات للمدرب للعمل المبكر على تحقيق بطولة الدوري المحلي، التي غابت عن النادي منذ 2009 م قبل التفكير في أي لقب آخر محليًا وخارجيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *