ملامح صبح

عنصري يرفض العنصرية!

حنان العوفي

شحدث أن طلبت معلمة من طالباتها في المرحلة الابتدائية كتابة موضوع عن الفقر ، توقفت المعلمة مليًا عند ماكتبته إحدى الطالبات ، ولم تجد تعليقًا مناسبًا تكتبه لهذه الطالبة التي جاء في موضوعها : كانت هناك طفلة فقيرة تسكن في قصر فقراء وكانت خادمتهم فقيرة وسائقهم فقيرًا ، أكملت تلك الطفلة وصف الفقراء بالرفاهية التي ترى من خلالها الأشياء ، وهذا ما نفعله نحن حيال الأمور من حولنا إذ إننا نراها من زاويتنا ، فعندما تحكم على آخر أنه عنصري وتسوق الأدلة والبراهين التي تثبت عنصريته تكون في بعض الأحيان شريكًا له في تلك العنصرية ،

خاصةً عندما تلفت نظر العالم من حولك لما حدث ، ربما لو سكتَّ لكان خيرا ولما شعر الشخص بأنه أقل ، أنت من قال له أنهم أفضل منه بسبب اختلاف لون البشرة أو أي أمرٍ آخر ، كان بإمكان من يرفض التمايز بين البشر أن يُنَبِّه المُخطئ دون أن يصل الكلام لمسامع الطرف الثاني حتى لا يقع عليه الضرر مرتين ، لكن كيف يمكن لشخص أن يحصد إعجاب أكبر عدد ممكن من الناس دون أن يبهرهم برفض ما هو مرفوض شرعًا وعرفًا ؟!

مؤسف جدا أن تمضي وقتًا طويلا في البناء والتعمير ، ثم يأتي تافه كل ما يفعله هو تناقل مواقع الأفلام والمسلسلات والمقاطع الساخرة التي تدل على الفراغ الذي يعاني منه صاحبه ،ثم يشتم رجلا يعمل ويقدم مجهودًا جبارًا لينقل لنا ما يفعله رجال الوطن المخلصون ، ونحن ننام في طمأنينة وأمن بفضل الله – عز وجل – ثم ما يقدمه هؤلاء ، الشهداء لا يحتاجون مدائحنا فقد أعلى الله شأنهم ، وأبناؤهم هم في رعايته عز وجل ، ثم في رعاية أيدٍ أمينة ، وتناقل صورهم على أنهم قد ظُلموا بسبب التصوير ما هي إلا محاولة أقزام فاشلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *