الرياضة

 أندية الشرقية تاهت بين غياب الطموح وانعدام الروح

تقرير- حمودالزهراني

في الوقت الذي نجد فيه أندية الهلال والنصر والشباب من الرياض، والأهلي والاتحاد من جدة أضلاعا أساسية في المنافسات الموسمية على المستوى المحلي، والخليجي، والعربي، والآسيوي، نجد في المقابل، وعلى العكس تماماً، أندية الشرقية” الاتفاق والقادسية والفتح والباطن” للأسف، بلا طموح في المنافسة؛ حتى أندية دوري بطولة الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى” الخليج والنهضة وهجر والعدالة والجيل والنجوم” انتقلت عدوى محدودية الطموح لديهم في المنافسات، فأصبح تقبل الخسائر عاديًا جدًا لديهم .” البلاد” تفتح ملف أندية الشرقية ومعاناتها هذا الموسم، في التقرير التالي:

الاتفاق
فريق الاتفاق، كبير الشرقية، كما يحلو لمحبيه تسميته. لم يكن هذا الموسم كما يتوقعه عشاقه، فلم يظهر بالصورة التي كان يتمناها الجميع. البداية جاءت جدية نوعا ما، وسجل حضورا مميزا ، خاصة أمام الأهلي عندما فاز بسداسية، تغنى بها الاتفاقيون كثيرا، ولكن سرعان ما تراجع الفريق، يفوز في لقاء، ويتعادل في لقاء، ويخسر لقاءين وثلاثة متتالية؛ حتى اختتم الدور الأول في وضع طيب، ومع بداية الدور الثاني تغير حال الفريق وتراجعت المستويات والنتائج، حتى اضطرت الإدارة إلى تغيير المدرب راموس، ووصل الأمر في الفريق أن يخسر5 لقاءات متالية.

فلم يكن وضع الفريق النقطي في أحسن حال بالإضافة لعدم الاستقرار الفني، وعدم الثبات على تشكيلة أساسية في أغلب اللقاءات، وهو الأمر الذي أثر على الفريق كثيرًا، ورغم وجود محترفين أجانب مميزين لم يكن ترتيب الفريق جيدًا ، فتأرجح ترتيبه من الثامن إلى التاسع والعاشر، وهو المركز الذي لم يعجب الاتفاقيين؛ حتى استقر الفريق في المركز العاشر برصيد 33 نقطة، ولايزال الفريق في مرمى خطر الهبوط للدرجة الأولى؛ خاصة أنه يتبقى له مبارتان غاية في الصعوبة أمام الهلال والأهلي.

فشل راموس وبيرناس
تعاقب على تدريب الاتفاق منذ بداية الموسم حتى اليوم 3 مدربين؛ حيث لم ينجح راموس وبيرناس، وأخيراً تولى البرتغالي هيلدر كريستوفاو، الذي يعقد عليه الاتفاقيون الأمال في تحسين صورة الفريق في المواجهتين المهمتين القادمتين مع الهلال والأهلي، حيث يحتاج الاتفاق لنقطة واحدة لضمان البقاء، والابتعاد عن الحسابات المعقدة.

الأجانب مميزون ولكن..
يمتلك فارس الهناء هذا الموسم لاعبين مميزين في جميع الخطوط.. مثل إمبولحي في الحراسة، وأحمد السيد وأليمار، وكيش، وعكايشي، وفخر الدين بن يوسف، وجوانكا، ولكن الإصابات والإيقافات أثرت بشدة على الفريق، خاصة إمبولحي والسيد و فخر الدين، وكان تأثير غيابهم واضحا على الفريق بشكل مباشر.

القادسية..
أما فريق القادسية” تنشد عن الحال، هذا هو الحال” فلم يكن أفضل حالاً من جارة الاتفاق، والحال نفس الحال، ولكن وضع القدساويين أخطر، بعد الخسائر المتتالية والمؤلمة للفريق، والتي كان آخرها أمام الباطن على أرضه، وبين جماهيره، والمؤسف أن فريق القادسية لم يحقق الفوز في الدور الثاني سوى في لقاءين، والبقية خسائر ، وتعادل. الفريق رصيده 27 نقطة، ويتبقى له لقاءان أمام الحزم في مواجهة تهم الفريقين في صراع البقاء، ثم الوحدة في اللقاء الأخير. ويتعين الفوز بالست نقاط، لأن خسارة أي نقطة تعني الخطر المحدق، ويثق القدساويون كثيرا في لاعبيهم وأجهزتهم حتى آخر لحظة.. فهل سينجو بنو قادس من خطر الهبوط؟

4 مدربين
4 مدربين تعاقبوا على تدريب القادسية هذا الموسم بداية بالمدرب نجوفيتش، ومروراً بالبلغاري بيتفيا، والوطني بندر باصريح، وأخيرا ناصيف البياوي الذي تعاقد معه القدساويون لإنقاذ مايمكن إنقاذه، وهو المدرب الذي يعرف القادسية، وسبق أن دربهم الموسم الماضي، ويسعى المدرب لتصحيح ماأفسده من سبقه في القادسية، ويعقد عليه القدساويون آمالا كبيرة لإنقاذ الفريق.

تراجع مستوى إلتون وبيسمارك
من الواضح جدا التراجع الذي سجله أجانب القادسية في الأسابيع الأخيرة؛ خاصة إلتون جوزيه وبيسمارك، وهو الأمر الذي أثر على مستوى الفريق بشكل عام، بالإضافة الى المستويات المتوسطة لبقية الأجانب، الذين لم يستطيعوا إضافة أي شيء للفريق، ما جعل الفريق يتراجع في المستويات والنتائج، فكان الثمن غاليا، حتى اليوم، ولايزال الأمل موجودًا لبني قادس.
الفتح
فريق الفتح هو الفريق الأبرز والأميز هذا الموسم بين أندية الشرقية، فقد سجل مستويات ونتائج طيبة خلال الموسم. حقق 34 نقطة، فابتعد عن الخطر بنسبة كبيرة، ولكن الطموح لم يكن موجودا للمنافسة مثله مثل أندية الاتفاق والقادسية ، والدليل المراكز المتقاربة في سلم الترتيب، والنقطي الذي لم يعجب محبيه وعشاقه؛ حيث تراجع الفريق بشكل واضح في الأسابيع الاخيرة في المستويات والنتائج، والدليل خماسية النصر الأخيرة التي لم يتوقعها أنصاره ومحبوه

.الباطن
فريق الباطن لم يكن أفضل حالاً من أندية الاتفاق والقادسية والفتح، الذي سجل مستويات ونتائج متأرجحة. كان يقف نداً قوياً لمنافسيه على أرضه وبين جماهيره، ولكن النتائج كانت تخذله في نهاية كل مباراة، وقد أحرج الكثير من الأندية، أبرزها الأهلي والهلال والاتحاد والاتفاق، وفي آخر لقاءاته حقق فوزا مهما على القادسية، ولايزال أمام الفريق ست نقاط، سيسعى للحصول عليها، لعل وعسى، أن تخدمه نتائج الآخرين.الباطن في أغلب لقاءاته هذا الموسم، قدم مستويات مميزة ولكن غابت عنه النتائج وهو الأهم!!

الخسائر بالأربعة والخمسة..
استقبلت شباك الاتفاق والقادسية والفتح والباطن هذا الموسم أهداف كثيرة وبالجملة، حيث تعرضوا لخسائر ثقيلة، سجلت بالخمسة والأربعة والثلاثة، والتي كان أبرزها خماسية الأهلي، والنصر في الفتح، وخماسية التعاون، وخماسية ورباعية الفيصلي، ورباعية الوحدة والهلال في الاتفاق، ورباعية النصر، والهلال في القادسية، كما هو الحال لفريق الباطن الذي تعرض أيضاً لخسائر بالخمسة والأربعة أثرت على مسيرته في الدوري.

مابين الطموح وانعدام الروح..
للأسف الشديد.. أندية الشرقية” الاتفاق والقادسية والفتح والباطن” ورغم ماقدموه خلال الموسم إلا أنهم ضاعوا بين قلة الطموح وانعدام الروح، فلو نظرنا للطموح في المنافسة هذا الموسم على البطولات فسنجد أن هذا الطموح يكاد يكون منعدمًا، والدليل المستويات والنتائج والمراكز التي تحتلها أندية المنطقة حتى قبل نهاية الموسم بجولتين، وكيف هو وضعهم بجدول الترتيب. فأندية الشرقية بلا استثناء تلعب بلا حافز ولا روح ، وهو الأمر الذي أثر عليهم خلال الموسم؛ عكس أندية مثل التعاون، والفيصلي؛ حيث الروح و الطموح .

أندية الأولى وإثبات الوجود..
أندية المنطقة الشرقية التي تخوض منافساتها في بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى للمحترفين، سبعة أندية، هي: الخليج والنهضة والعدالة وهجر والجيل والنجوم والقيصومة، بعضها يقدم مستويات ونتائج لا بأس بها حتى اليوم، ويعتبر الخليج، والعدالة أبرز المنافسين على إحدى بطاقات الصعود لدوري الكبار ولكن الحسابات في الأسابيع الأخيرة، حدث تراجع نسبي، وعندها اتسع الفارق النقطي بينهما وبين أبها وضمك صاحبي المركزين الأول والثاني، ولكن لايزال للتنافس بقية خلال الجولات القادمة؛ بشرط الفوز وحصد النقاط. أما أندية النهضة والجيل وهجر والنجوم والقصيومة، فنتائجهم متأرجحة” حبة فوق وحبة تحت” والمستويات التي يقدمونها لاتؤهلهم للمنافسة على الصعود لدوري الكبار. بل خطر الهبوط ما زال يهدد القيصومة وهجر.

الثقبة للأولى
يعتبرصعود فريق الثقبة لكرة القدم إلى مصاف دوري الدرجة الأولى إضافة لهذا الدوري بشكل عام، وإضافة تنافسية لأندية الشرقية بشكل خاص، وذلك بعدما قدم الفريق منافسة حقيقية خلال دوري الثانية حتى صعودة للأولى بجدارة واستحقاق، بعد جهود كبيرة بذلها رئيس النادي خالد الصياح ومعاونوه في المجلس، والدعم الشرفي المادي والمعنوي، بالإضافة للجهود التي بذلها اللاعبون والجهازان الفني والإداري، والتي توجوها في نهاية المطاف بالصعود، وهي الثمرة التي أهداها الثقبة للجماهير الشرقاوية عامة.

استياء وغضب الجماهير
بالرغم من الاستياء والغضب بين جماهير أندية الشرقية على إثر التراجع والسقوط المرير والوضع الذي تعيشه هذه الأندية والخسائر المتكررة خلال الموسم، التي وضعتهم في موقف محرج ، لايحسدون عليه؛ حتى إن أغلب الجماهير تقول: ملينا من أسطوانات التعويض، وخيرها في غيرها.

محاسبة المقصرين
من الواضح أن رؤساء الأندية لم يتعاملوا هذا الموسم بواقعية مع أجهزة القدم واللاعبين؛ خاصة إنه لم تكن هناك أية محاسبة للمقصرين في جميع المباريات، بالرغم من كثرة الاجتماعات والجلوس مع اللاعبين والأجهزة الفنية، بعد كل مباراة والأهم من ذلك عدم الاستفادة من الدروس والأخطاء والسلبيات، التي لم يتم تصحيحها كما يجب، وهو الأمر الذي زاد الطين بلة.

محدودية الدعم الشرفي
الحال الذي وصلت إليه أندية الشرقية محزن ومؤسف؛ من حيث العزوف الشرفي وقلة الدعم المادي والتحفيز المعنوي، وهو الأمر الذي يعانيه ويشكو منه رؤساء أندية الشرقية، حتى إن أغلب أعضاء الشرف، لم يكلفوا أنفسهم حتى بالحضور؛ سواء في التدريبات أو المباريات، خاصة أن حضورهم مهم جدًا؛ لتحفيز اللاعبين وزيادة حماسهم وعطائهم الميداني، وهو الأمر الذي ساهم بدرجة ما في المآل، والحال الذي وصلت إليه أندية المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *