الثقافية

قراءة «حول تاريخ الوطن» للدكتور عبدا لله العثيمين

عرض وتحليل- حمد حميد الرشيدي

يأتي هذا الكتاب ضمن (سلسلة الأعمال المحكمة) التي تقوم المكتبة بإصدارها منذ فترة زمنية طويلة، ومنذ إنشاء هذا البرنامج, وتنفيذ مشروعه الثقافي، التاريخي، التوثيقي الضخم, الذي تجاوز عدد إصدارته حتى الآن مائتين وعشرين عنوانا، تنوعت موضوعاتها ما بين تاريخ الجزيرة العربية، والحرمين الشريفين، وأدب الرحلات، والأدب واللغة العربية, والدراسات الأندلسية، ومجال المكتبات والمعلومات ,وأدب الطفل, وغيرها.

وهذا الكتاب – في الأصل – هو عبارة عن (رسالة دكتوراة) سبق أن تقدم بها المؤلف لجامعة (أدنبرة) عام 1392هـ / الموافق لعام 1972 للميلاد؛ للحصول على هذه الدرجة العلمية، مضافا إليها لاحقا بعض الإضافات والملحوظات والتعقيبات, كما أوضحه المؤلف نفسه في مقدمة الكتاب، إذ يقول:

(قدر الله – سبحانه وتعالى- أن تكون دراستي الجامعية في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، وأن تكون دراستي العليا في ميدان تاريخ الوطن العزيز ، المملكة العربية السعودية. وذلك أن أطروحتي التي نلت بها درجة الدكتوراة من جامعة أدنبرة ، كانت عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأعماله، مشتملة على دراسة الأوضاع في نجد، قبيل ظهور دعوته, ودراسة لحياته وارتباطه بآل سعود , ومكانته في دولتهم الأولى, التي ناصرت تلك الدعوة, وانتصرت بها, وتحليل لما ألفه من كتب ورسائل, وأفكاره هو وأنصاره من جهة, وأفكار معارضيهم من جهة ثانية , حول قضايا دينية في الأصول والفروع).

ويستأنف المؤلف حديثه في المقدمة ذاتها , معرجا ومتحدثا عن الإضافات الجديدة التي ضمنها أطروحته العلمية , كاشفا عن أهمية تلك الإضافات والتعقيبات بالنسبة للقراء , حين يضعها بين أيديهم في كتابه هذا, إذ يقول:

(على أني كتبت كتابات في ميدان تخصصي في أوقات مضت, ولم يسبق أن نشرت في كتاب يضمها بين دفتيه , فاستحسنت جمعها ونشرها. وأكثر هذه الكتابات – كما سيرى القراء الكرام – ملحوظات أو تعقيبات على كتابات لمؤلفين وكتاب أفاضل.على أني استحسنت , أيضا أن أضع قبل إيراد تلك الملحوظات والتعقيبات تلخيصا أشبه بالتمهيد عن أوضاع وسط الجزيرة العربية قبل ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب, وكل ما أرجوه أن يكون في نشرها ما يفيد).انتهى كلامه.

وتأتي أهمية هذا الكتاب القيم من عدة جوانب، أبرزها أنه يتحدث عن مرحلة هامة جدا من تاريخ بلادنا، ألا وهي تأسيس الدولة السعودية الأولى واتحادها وتضامنها مع الدعوة الإصلاحية بنجد منذ انطلاقتها الأولى عام 1157 للهجرة، ودعمها لهذه الدعوة, الهادفة إلى قيام هذه الدولة المجيدة على الشريعة الإسلامية، كما هو معروف.كيف لا؟ والحديث عن وطننا المملكة العربية السعودية , مهد الإسلام , وملتقى الحضارات, ومهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. إنه تاريخ الوطن الذي كتب بمداد من ذهب, التاريخ الذي بدأت فصوله بتأسيس هذا الكيان الشامخ , وتوحيد أرجائه كافة, والذي عده كثير من المؤرخين حدثا بارزا في التاريخ العربي المعاصر, بل في تاريخ العالمين العربي والإسلامي خاصة, والتاريخ العالمي عامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *