في ضربات استباقية تمكنت أجهزتنا الأمنية بمملكتنا الآمنة من صد اعتداء إرهابي، أقدمت عليه مجموعة إرهابية تدل على ما تُضمره أنفسهم من خسة وغدر وحقد وإجرام متأصل، ليس للإسلام علاقة بأفعالهم المُشينة للإنسانية وبراءتها، يقُودهم في ذلك فكر مريض جعل منهم مطايا لتنظيمات ظلامية، لا تؤمن إلا بسفك الدماء، وإزهاق الأرواح البريئة، والعيش إفساداً للبشرية، وهو ما كانت تهدف إليه العناصر الإرهابية من خلال هذه العملية إلا أن عناية الله عز وجل ثم يقظة رجال الأمن حالت دون ذلك فخاب مسعاهم وباؤوا بخسران مبين وسَلِمَ الناس من شرورهم.
والسؤال هو كيف استطاعت جماعة محلية تنفيذ مثل هذه الهجمات بدعم دولي؟. لقد جاء تقرير معهد الاقتصاديات والسلام عن مؤشر الإرهاب العالمي 2018م، به انخفضت الوفيات بنسبة 27% مقارنةً بعام 2017، ووفيات هجمات «داعش» بنسبة 52%، لتبقى هذه المنظمات الضالة في أرهبة العالم ومجتمعاتها، يُقابله في ذات التقرير تحسُّن أوضاع 94 بلداً، وهو أعلى معدل منذ عام 2004م مما عكس زيادة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم، لتأتي المملكة العربية السعودية ضمن أكثر 30 دولة قد تأثَّرت بالأعمال الإرهابية، حيث جاء ترتيبها في المركز 29 بعد فرنسا، وقبل المملكة المتحدة، فالعالم كله يقف ضد الإرهاب ويسعى للقضاء على الإرهابيين.
لقد كانت المملكة سباقة منذ عام 2005م إلى استضافة أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في الرياض، ودعت المجتمع الدولي لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وفي عام 2006م اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة -بتوافق الآراء- إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وفي عام 2011م أنشئ مركز الأمم المتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب ودعم الدول الأعضاء في تنفيذ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب.. ليستحق تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وأول جيش في العالم، خطوة قطعت نصف المسافة للقضاء على جذور الإرهاب العالمي.
وقفة: إن «تزاوج الأدوات الإيرانية والمال القطري والقدرات التركية، ولد داعش وأخواته في المنطقة، مما يؤكد أن المملكة العربية السعودية بل والعالم أجمع خاصة العربي والإسلامي يتعرضون لتكالب إرهابي مُتشابك المصالح بهدف الأضرار بعالمنا والإساءة له أمنيًا وسياسيًا. ولكننا غير.. مؤكدين مراراً وتكراراً وبكل عزيمة وإصرار في التصدي لهذه المخططات الإجرامية، وكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد معتمدين على الله عز وجل، ودعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين – يحفظهما الله – وتعاون المواطنين والمُقيمين الشرفاء مع أجهزتنا الأمنية. والله الهادي إلى سواء السبيل.