المطار .. تلك الايقونة الجميلة ..التي تتجلى فيها صور الابداع الفني والبصري ..والتصميم الداخلي والاعمال الفنية التشكيلية والنحتية التي تزينه .. وتصطبغ ارضياته وحوائطه بازهي الالوان وارقي انواع الرخام وغيرها .. وتزين جنباته احواض الاسماك والاحياء البحرية الضخمة .. والحدائق الداخلية الغنية باندر الزهور والورود والاشجار – والتي ترويها النوافير والامطار الاصطناعية -.وقاعات المطاعم الفخمة والسريعة تقدم اشهي وارقي وافخر الاطعمة العالمية التي تناسب كل الاذواق .. ومن ذلك المكان تستطيع ان تشاهد وتتبضع ارقي الازياء والعطور والماركات العالمية التي تم اختيارها بعناية .
المطار .. تتجلى فيه ارقى واصدق المشاعر الانسانية .. انه ليس محطة اقلاع وهبوط ..او سفر ووصول..او محطة عبور.. بل هو نقطة تماذج البشر والاجناس واللغات والازياء والاذواق .. بل هو ملتقى الاحبة لجمع الشمل .. او للوداع والترحال وربما الافتراق. انه المكان الذي تلتقي وتلتصق فيه الاجساد وتختلط فيه الانفاس بالقبلات والعناق .. انه المكان المريح للنفس والذي يبعث الامل لانطلاقة جديدة في الحياة والعمل.
يا سادة تلك الصورة الرومنسية للمطارات تخفي وراءها خلية هائلة من آلاف البشر الذين يعملون علي مدار الساعة من خلال الاجهزة والمعدات والنظم والخدمات شديدة التعقيد والتي تديرها مئات الشركات التي تعمل من داخل المطار او من خارجه وفق معايير عالمية دقيقة تحكمها الفيمتو ثانية.
يعتبر المطار رافدا اقتصاديا مهما لاية مدينة يخدمها انه الواجهة الحضارية والاقتصادية لاية دولة ..ليس ذلك فحسب .. بل ادركت الكثير من الدول اهمية مطاراتها واعتبرتها قري سياحية .. او مدن اقتصادية صغيرة عالية التقنية وشديدة التعقيد في ادارتها .. فانشأت لها كوادر ادارية شبيهة بالبلديات المستقلة لادارتها بعيدا عن البيروقراطية التقليدية المقيتة .. بل ووفرت لها افضل العقول المبدعة للعناية بها وادارتها وتشغيلها.
ومن هذا المنطلق ..ادرك قطاع الاعمال العالمي اهمية التخصص في ادارة وتشغيل المطارات ..فتكونت شركات ومنظمات تضع الاسس والنظم ..وتوفر الكوادر البشر المؤهلة لادارة المطارات وتشغيلها علي اسس اقتصادية فنية وخدمية وادارية ..
عزيزي القارئ .. يكفي ان اقول لك ان العالم صرف خلال العشر سنوات الاول من القرن 21 مايقارب 100 بليون دولار علي بناء مطارات جديدة او تحديث وتطوير المطارات القديمة وبناء صالات سفر ومهابط للطائرات جديدة وذلك لمواجهة زيادة اعداد المسافرين المهول وتلبية الاحتياجات والتطورات التقنية الحديثة .اضافة الي انشاء وتحديث بنيات تحتية لحركة شحن البضائع المتجهة الي جميع انحاء العالم ..مما يساعد علي انتعاش تجارة التجزئة وتساهم في حل مشكلة البطالة العالمية.
ياسادة .. كل ذلك لن يتأتي ..الا من خلال شركات عالمية متخصصة لادارة وتشغيل المطارات لديها المحاور الخمسة .. التنظيم .. النظم ..الادارة .. التدريب والخدمات الراقية.
هل مطار المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ..قادر على اداء مهامه دون الاستعانة بشركة عالمية متخصصة تقدم خبراتها وفق المعايير العالمية..؟!
انني ادرك ان الفريق العامل في المطار بادارة الاستاذ عصام فؤاد والاستاذ يوسف عطية علي درجة عالية من الكفاءة والخبرة ولكن هناك حتمية وجود المحاور الخمسة للتشغيل وهذا ما ستقدمه شركات تشغيل المطارات. نحتاج الي ارادة وشجاعة لاتخاذ القرار.