هناك أشخاص يطلقون على شهر رمضان الكريم، والذى تفصلنا أيام عنه “موسم العبادة” فى إشارة منهم إلى أن شهر رمضان شهر مخصص للعبادات، والتقرب من الله، وهذا صحيح، ولكن لا يعني الغفلة بقية العام، فرب رمضان، هو رب كل الشهور والأعوام !!
التناقض فى الشخصيات، لا أجد له تفسيرًا، فالنفس المؤمنة تُقبل على طاعة الله فى كل وقتٍ وحين.
تعمُد بعض الأشخاص إلى قصر العبادة على شهر رمضان فقط، أمر غير مقبول، فهم ملتزمون بالعبادة والتقرب إلى الله فى هذا الشهر، ثم ينطلقون بعد إنتهائه إلى الرجوع للمخالفات.
التضرع لله، عز وجل، والإكثار من العبادة مطلوب في رمضان، دون إهمالها، بعد وقبل رمضان وأكل أموال الناس بالباطل والإقدام على ظلم الغير، والغيبة والنميمة، كلها أمور ليست من الدين.
ترك المخالفات والإقبال على رمضان بعمل طيب ورغبة فى التقرب من الله، لا يستقيم، طالما الإنسان من داخله ينوى العودة للمعاصى فور انتهائه.
لن تنفع الطاعات طالما من داخلنا نفتح الأبواب للمعاصى، فعلى نياتكم ترزقون. إن الأعمال يحصيها الله طوال العام للبشر، فمخطئ من يعتقد أن الله لا يتقبل منه عمله إلا فى رمضان، فلا يجوز أن يكون الإنسان مُفطرا على الحرام طوال العام وصائما شهرا واحدا فقط عن المعاصي ! الصيام عن المعاصى ، والحسد ، والغيبة ، والفُحش، هو الخُلق الصحيح للمسلم وليس لأيام معدودة فقط.
من بين النماذج المتناقضة، الأشخاص الذين لا يؤدون فريضة الصلاة إلا فى شهر رمضان إيماناً منهم أن الصلاة تُكمل الصيام ، وماذا عن باقى الشهور؟ البعض لا يصلون أو حتى لا يعرفون للمساجد طريقا.
وهنا يجب أن أذكرهم بالآية الكريمة (( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ))
أيضاً فى بعض الدول العربية تنتشر ظاهرة بين الفتيات، وهى ارتداء الحجاب فى شهر رمضان فقط؛ حتى يكتمل الصيام ! أو ارتداء ملابس فضفاضة واسعة لا تلفت الأنظار..
عزيزتى المرأة: الدين لا يُجزأ ، فالله، عز وجل، يشهد على ما تفعلين كل الأوقات.. ما الجدوى من التزامك بالطاعات فى شهر واحد، وباقى العام لا تكترثي حتى للأمر.
إذا لم تقتنعى بالحجاب لا ترتديه، فلستِ مضطرة إلى ارتدائه؛ خوفاً من “كلام الناس” أو الانتقادات، فما تؤمنين به لن يتغير بارتدائك حجابا أو ملابس ساترة، وأنتِ داخلك تشعرين بتناقض، أو أن الحجاب والصلاة والملابس أمور روتينية، يجب اتباعها لهذا الشهر فقط.
الإيمان ينبع من داخلنا؛ مهما تظاهرنا به، كما أن الله، عز وجل، لا ينظر الى صورنا، بل لما يحويه القلب وعند الحساب لن ينفع إلا العمل الصالح.