الثقافية

المبدعون يصنعون التاريخ

عرض وتحليل :-حمد حميد الرشيدي

عن (دار الأدب العربي) للنشر والتوزيع بالدمام، صدر كتاب يحمل عنوان (ملهمون) لمؤلفه الأستاذ صالح بن محمد الخزيم, بطبعته السادسة والأربعين خلال العام الماضي 2018 م , علما أن الطبعة الأولى للكتاب نفسه كانت عام 2014م.

ويضم هذا الكتاب مجموعة كبيرة من الأسماء اللامعة المعروفة في العالم لعلماء ومخترعين وسياسيين ورجال أعمال وأدباء وشعراء وكتاب وفنانين ورياضيين عالميين, مع استعراض موجز لسيرهم الشخصية , وكيف أصروا على انتهاج طريق النجاح والتفوق والتميز في حياتهم الخاصة والعامة؛ حتى حققوا شهرة واسعة وحظوا بما لم يحظ به غيرهم من سائر الناس , من حب وتقدير واحترام, سجلوا من خلاله أسماءهم بماء الذهب في ذاكرة الناس, وسطروا صفحات التاريخ البشري الذين دان لهم بالكثير بأروع ما وصلت اليه حضارة الانسان منذ القدم على الأرض حتى العصر الحالي، من مكتشفات ومخترعات ومنجزات علمية وثقافية وفنية وإنسانية شتى.

ويجد القارئ للكتاب تنوعا في مادته، وتوسعا في الكم والكيف؛ حيث لم يركز مؤلفه على شريحة أو فئة معينة من الناس أو الشخصيات التي ضمها كتابه، ولم يستثن زمانا أو مكانا محددا لتلك النماذج التي اختارها، وانما كان الموضوع شاملا لعدد كبير من الشخصيات العالمية البارزة في مجالها؛ سواء كانوا عربا أو أجانب، أو مسلمين، أو غيرهم من الأعراق والأجناس والديانات الأخرى، بجميع أنحاء العالم.

لكن السمة الغالبة على توجه الكاتب والتي انصب عليها اهتمام معظم صفحات الكتاب هي تناوله لأبرز الشخصيات التي تكبدت عناء النجاح والتفوق والتميز رغم ما كانت تعانيه من مصاعب وعوائق في طريقها نحو تلمس طريق الحياة والإصرار على إثبات الذات وتحدي ما يعترضها في سبيله، حتى ضربوا أروع الأمثلة في علو الهمة, وتوهج الذات وقوة الارادة وسمو الهدف وتحدي الصعاب وتذليلها والتغلب عليها؛ سواء كانت هذه العوائق خلقية أو طبيعية، مثل كون بعضهم من أصحاب العاهات أو الإعاقات العضوية, أو كانت (سببية) ناتجة عن تعرض بعض هؤلاء في بداية حياتهم الأولى للفشل في مجال العمل, أو ما يواجهونه في حياتهم الخاصة من صدمات نفسية عنيفة أو شعور بالبؤس وفقدان الأمل , كردة فعل سلبية تجاه المجتمع المحيط بهم, ونتيجة الظروف القاسية التي مروا بها في مراحل حياتهم المختلفة.

ويشير الكاتب الى شيء من ذلك في ( الصفحة رقم10) من مقدمة الكتاب , بقوله:
“…لقد آمنت دائما أن التعلم من خبرات الآخرين, والقراءة في تجارب العظماء والناجحين الذين استغلوا الفشل وحققوا النجاح، هو أحد المحفزات لتصل إلى عالم النجاح, سواء كان هذا النجاح اختراعا أو ثراء أو منصبا أو شهرة.

ولن ينجح أحد دون أن يذوق طعم الفشل.

وعلى مر العصور القديمة والحديثة، وجد عظماء وعصاميون ناجحون لم يأتهم النجاح مصادفة ولم يحصلوا عليه مجاملة، بل بلغوا منازله بإرادتهم الصلبة، وهمتهم العظيمة، وكافحوا حتى سجلت أسماؤهم في سجلات التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *