من الأهداف الأساسية لأكاديميات كرة القدم، أو المدارس الكروية، اكتشاف وصناعة اللاعبين والعمل على تدريبهم وتأهيلهم وتطويرهم كرويآ وتعليميآ في سن مبكرة، وإيصالهم
إلى مراحل النضج الكروي. لكن افتقدت أكاديميات كرة القدم في الأندية هذا الهدف، وأصبح الهدف الأساس هو المنافسة والفوز بالبطولات، والظفر بها بشتى الوسائل المتاحة وغير المتاحة. فتحولت الأكاديميات والمدارس الكروية في الأندية إلى صناعة فرق وليس صناعة لاعبين، فتم تكوين فريق براعم تحت ١٥ سنة وفريق براعم تحت ١٣ سنة للمنافسة على البطولات المحلية، واعتقد أن إدخال هذا الفئة في أجواء المنافسات له آثار سلبية على اللاعبين في هذا السن تحديا؛ لأنها تمثل مرحلة بناء يصقل خلالها كامل شخصية اللاعب.
ومن المفترض أن الحصول على بطولة بالنسبة لأكاديميات الأندية أو بالأصح المدارس الكروية لا يعتبر إنجازا . إنما الإنجاز الحقيقي هو مخرجات المدارس الكروية، من اللاعبين الموهوبين للاستفاده منهم في المستقبل في تغذية أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية . وهذا ماأسست من أجله المدارس الكروية والأكاديميات.
* لم نشاهد في الوقت الراهن أي أكاديمية رياضية لكرة القدم في مفهومها الحقيقي في المملكة متخصصة في تدريب وتأهيل وتطوير الكوادر والعناصر المرتبطة في كرة القدم من فنيين وإداريين وكادر طبي ولاعبين. كل مانشاهده هي مدارس كرة قدم، تهتم باللاعب فقط وبشكل بسيط وباجتهادات وعمل غير منظم من بعض الأندية وبعض مالكي الأكاديميات الخاصة أو المدارس الكروية ويشكرون عليها .
فعلينا أن نفرق من حيث المفهوم والأهداف، بين أكاديمية كرة قدم وبين مدارس كرة القدم لتعليم وتدريب أساسيات كرة القدم.
* ظاهرة انتشار المدربين غير المتخصصين في عالم تدريب النشئ الذين لا يحملون أي مؤهلات تدريبية أو تربوية، علما أن هؤلاء المدربين لايملكون القدرة على التعامل مع النشء والبراعم ولايملكون المقدرة، والكفاءة على إيصال معلومة سلوكية أو مهارة فنية إلى النشء.
إن من أهم الخصائص لتدريب هذة الفئة من البراعم الحصول على مؤهل علمي تربوي.
(فاقد الشيء لا يعطيه ) فنجدهم يقودون النشء والبراعم في بيئة غير جيدة وغير مناسبة أو مهيأة للتدريب. وهدفهم الأساس هو الربح المادي أو المشاركة في البطولات والحصول عليها دون النظر بأهداف الأكاديميات والمدارس الكروية.
* الأكاديميات الخاصة لا حسيب ولا رقيب، والمؤسف أنه انتهى الموسم الرياضي ولم نشاهد ولم نسمع عن تحرك الهيئة العامة للرياضة أو اتحاد القدم واللجنة الفنية لوضع ضوابط وآلية ولوائح ومعايير لترخيص هذه الأكاديميات العشوائية التي أصبح الكثير منها دعائية، هدفها تجاري فقط وهذا حق من حقوقها، إذا كان العمل المقدم احترافيا ويوازي مايدفعه اللاعب من رسوم.
ومن الملفت للنظر أننا نجد إعلانات وتصاميم دعائية جاذبة لهذه الاكاديميات في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الواقع لا نشاهد على أرض الميدان أي برامج تدريبية منظمة يستفيد منها اللاعب في تطويره كرويا، لافتقادها المدربين والإداريين المتخصصين. واذا رجعنا الى حقيقة هذه الأكاديميات فسنجد أن ليس لها أهداف واضحة أو استراتيجيات مدروسة.
إلى متى هذا الاستخفاف بعقول أولياء أمور اللاعبين الذين يأملون أن يشاهدوا أبناءهم مواهب وضمن صفوف الأندية ومنتخباتنا الوطنية.
وفي الجانب الأخر نجد وبنسب بسيطة أكاديميات في الوطن تقدم عملا جيدا ومدروسا، وبالإمكان تطويرها والاهتمام بها ودعمها من قبل الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم والاستفادة منها لتصبح مراكز للمواهب الكروية.