قد نبقى لفترة طويلة من الزمن معاً، تصحبني وأصحبك، ترافقني في أموري، وأمر على أمورك باختلافها، قد نتشارك أفراحاً عدة وأحزاناً أخرى، ثم يأتي علينا وقت.. يسألني عنك الغير فأجزم أني أعرفك، لأقابل بابتسامة صفراء تنبئني بعكس تصوري، فأبتسم ابتسامتي الساخرة وأقول في نفسي: “ويحكم كم تجهلون”
هل تتوقع أكون ما أعرفك..؟
إذا كنت أنا نفسي ما أعرفها..
ماقصدت بهذا المفهوم..
كلها تصب في مفهوم واحد..
أعرفك تختلف عن ما أعرف نفسي..
خلينا نتقابل بعد عشرة سنين ونشوف حتعرفيني بعدها ولا لا.
بعد عشرة سنين من الآن أقولك أكيد حأكون أعرفك أكثر من نفسك.
تكوني غلطانة.
ربما نكون على خطأ عندما نعتقد أننا نعرف من حولنا جيداً، وربما لا تكفي كل المواقف لتعلّمنا ما تخبئ نفوسنا، فعندما تأخذنا الحماسة في الدفاع عن البعض بحجة معرفتنا الحقيقية بهم، وأننا على يقين من أنه من المستحيل أن يصدر من جانبهم تصرف خاطئ.. فنحن نعبّر عما يصدر منهم تجاهنا نحن وليس الآخرين، وفي ذلك اختلاف كبير، ليس بالضرورة أن ما يقدّم لنا من تعامل من المقربين هو نفسه ما يرسل لغيرنا، وقد نفاجئ بردود أفعالهم التي يتعاملون بها مع المحيطين بهم، ونعتقد للوهلة الأولى أنهم غير أولئيك الأشخاص الذين كنّا نبصم بالعشر أننا نعرفهم حق المعرفة، قد نغيّر تصورنا عنهم وننظر إليهم بنظرة الاستنكار والرفض، قد نعيد حساباتنا في مقدار قربنا حتى لا تدور الدائرة علينا في يوم من الأيام.
لن تكون حياة سهلة تلك التي وضعنا فيها كل من حولنا تحت بند التصنيفات بعد اختبارات الاجتياز، لعله من الأسلم أن نعترف بأنهم بشر مثلنا، وأن كل واحد منّا يحمل في داخله الخير، فإن تنازعه شر عارض.. لا يعني ذلك أنه أصبح شريراً بل هو مجرد عارض لا أكثر، حتماً سيمر علينا نحن أيضاً.
حتى نبقي كفتي الميزان في توازن.. يجب أن نتنّبه لإجاباتنا عندما يسألنا أحدهم هل تعرف فلان..؟ فلا نتسرع في الإجابة بنعم، ونكتفي بقولنا أعرفه في أغلب الأحيان أو بعضها.
للتواصل على تويتر وفيس بوك
eman yahya bajunaid