متابعات

المملكة تعزز استراتيجيتها لمنظومة الأمن الغذائي

القاهرة – محمد عمر

فى خطوة تعكس شمولية رؤية المملكة فى استشراف المستقبل ، جاء إعلان الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة عن استحواذها على شركة “بلادجي” التي تمتلك وتدير مزارع مساحتها أكثر من 200 ألف هكتار غرب أستراليا، وتضم 40 ألف رأس من الأغنام، لتنويع المصادر الاقتصادية ، وتوفير المقومات اللازمة لتعزيز ريادتها العالمية وتحقق لها النهضة المنشودة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وبإشراف صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد حفظهما الله ، التي وضعت التميز والتفوق السعودى على رأس أولوياتها.

حول هذه الخطوة يقول الدكتور على عباس الخبير الاقتصادي أن شركة “سالك” بدأت أعمالها في عام 2012، بغرض الاستثمار في مجالات السلع والمنتجات الزراعية، حيث نص نظامها الأساسي على أن يكون نشاطها في مجال الاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني في الدول التي تتمتع بمزايا نسبية، وذلك للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للسعودية بما يسهم في توفير السلع الغذائية واستقرار أسعارها، وتحقيق رؤية المملكة فى الحد من الزراعات توفيرا للمياة مع ضرورة توافر المحاصيل الزراعية ، والانتاج الحيوانى .

وتهدف استراتيجية الشركة إلى التركيز على السلع الأساسية وهي: القمح، الشعير، حبوب الذرة، فول الصويا، الأرز، السكر، الزيوت النباتية، الأعلاف الخضراء، اللحوم الحمراء، مشتقات الحليب، الدواجن والثروة السمكية.

وفى عام 2016 استحوذت الشركة، على حصة شركة المراعي وحصة شركة الحبوب والأعلاف السعودية القابضة في شركة المزارعون المتحدون القابضة (UFHC) بنسبة 66%من رأس المال ، وأصبحت تمتلك شركة المزارعون المتحدون، بالكامل علماً بأنها شركة سعودية تملك أراضي زراعية في غرب أوكرانيا.

وفى اواخر عام 2018 أعلنت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني «سالك»، استحواذها على شركة «مريا أغرو الزراعية الأوكرانية»، وهى تعتبر واحدة من أكبر الشركات الزراعية في أوكرانيا، وتمتلك ما يزيد قليلاً على 200 ألف هكتار (494 ألف فدان)وتعد أوكرانيا أكبر منتج للذرة في أوروبا، والسعودية هي أكبر مشترٍ لها في العالم. وجذبت التربة الخصبة في منطقة البحر الأسود وسهولة الوصول إلى أبرز مستوردي الحبوب والبذور الزيتية في الشرق الأوسط اهتمام سالك .

وأكدت الشركة أهمية هذا الاستحواذ من الناحية الاستراتيجية لها حيث يأتي في سياق تطلعاتها إلى التوسع عالمياً في أسواق جديدة بما يحقق استراتيجيتها لتعزيز الأمن الغذائي للمملكة.

وبينت أن هذا الاستثمار في أستراليا يعد الأول لها في دولة ذات ميزات نسبية في قطاع الزراعة والغذاء، وأنه جرى اختيار الشركة الأسترالية بعد دراسة متكاملة عن القدرة التشغيلية والمكانة التنافسية التي تحظى بها.

وفى عام 2019 استحوذت الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك)، المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، على شركة ”بلادجىالتي تمتلك وتدير مزارع مساحتها أكثر من 200,000 هكتار غربي أستراليا، وتضم 40 ألف رأس من الأغنام.
وترجع أهمية هذا الاستحواذ من الناحية الإستراتيجية للشركة ، ”حيث يأتي في سياق تطلعاتها إلى التوسع عالميًا في أسواق جديدة بما يحقق إستراتيجيتها لتعزيز الأمن الغذائي للمملكة“.

كما إن الاستثمار في أستراليا يعد الأول للشركة في دولة ذات ميزة نسبية في قطاع الزراعة والغذاء“، وجرى اختيار الشركة الأسترالية بعد دراسة متكاملة عن القدرة التشغيلية والمكانة التنافسية التي تحظى بها.

كما قالت شركة سيستيما الروسية، إن الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك) تدرس الاستثمار في شركة روسية لإنتاج الحبوب تمتلكها سيستيما، مما يؤكد سعى شركة سالك لتحقيق رؤية المملكة فى الحد من المزروعات وفى نفس الوقت توفير المحاصيل الزراعية بما يحقق الامن الغذائى للمملكة .

فرص استثمارية واعدة
من جهته قال محمود ياسين عبادي الباحث الاقتصادي وخبير اسواق المال إنه منذ إعلان ( رؤية المملكة 2030) في عام 2016 ، وإعادة هيكلة الصندوق استطاع أن ينجز جزءا كبيرا من أهدافه بعد اقتناصه عديدا من الفرص الاستثمارية الواعدة عالميا ، حيث أعلن ضخ أكثر من 275 مليار ريال ، وأكثر من 73 مليار دولار بعضها على مراحل ، في استثمارات خارجية أثبتت نجاحا كبيرا .

وطبقاً لاستراتيجية المملكة 2030 وتوجيهات سمو ولي العهد لتأمين احتياجات المملكة الحالية والمستقبلية غذائياً يأتي استحواذ ، (سالك) المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة عن استحواذها على شركة “بلادجي” وعندما نذكر بلادجي فهذا يعني امتلاك مزارع مساحتها أكثر من 200 ألف هكتار غرب أستراليا وتضم 40 ألف رأس من الأغنام .

وجرى اختيار الشركة الأسترالية بعد دراسة متكاملة عن القدرة التشغيلية والمكانة التنافسية التي تحظي بها الشركة ويعد هذا اول استثمار باستراليا لما تتمتع به الشركة من ميزات خاصة ،أضف الى ذلك تنوع استثمارات الصندوق السيادي محلياً وعالمياً.

فلو نظرنا على الصعيد المحلي أطلق الصندوق تسع شركات في قطاعات واعدة مثل الترفيه وإعادة التدوير ، ما جعله يوجد قطاعات جديدة في الاقتصاد بالاضافة لإطللاقه ستة مشاريع عملاقة ستسهم بمليارات الريالات في الناتج المحلي وتوفر آلاف الوظائف للسعوديين يتصدرها مشروع “نيوم” ، ثم مشاريع أخرى عملاقة مثل أمالا والبحر الأحمر والقدية .

ويظهر جليا أن القاسم المشترك في استثمارات الصندوق عالميا ومحليا استثماره في المستقبل ، حيث تركز استثماراته العالمية على التكنولوجيا ، إضافة إلى عزمه إطلاق أضخم مشروع للطاقة الشمسية في العالم محليا ، وكذلك عزمه ضخ 500 مليار دولار في مشروع “نيوم”، الذي يعد مشروعا حالما ويركز على قطاعات عدة يحتاج إليها المستقبل وذلك بمشاركة الحكومة السعودية ومستثمرين محليين وعالميين ،وياتي استحواذ استكمالا لاستراتيجية المملكة بشكل عام واستكمالا للاستثمار المحلي والعالمي.

ويعتبر الآن من أكبر صناديق الاستثمار في العالم من ناحية موجودات محفظته وأيضاً تنوعها بحوالى 200 استثمار منها حوالى 20 استثماراً مدرجاً في سوق المال السعودية واري في ادارة الصندوق بشكل احترافي يزيد من فرص واعدة للاستحوا علي شركات عملاقة مستقبلا تصب في نهاية الامر لمصلحة المملكة العربية السعودية بشكل عام وتحقيق مصلحة المواطن السعودي تحت راية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والذي لا يدخر جهداً في البحث عن مصلحة وطنه وشعبه بل وأمته .

استراتيجية الأمن الغذائي
من جانبه قال الباحث الاقتصادي محمد عبدالعزيز جابر إن استحواذ شركة سالك علي شركة بلادجي الاسترالية يعد من اهم الاستثمارات التي ستسهم في توفير الإمدادات الغذائية المستهدفة. وذلك لتنفيذ استراتيجيتها المعتمدة للدخول في شراكات مع الحكومات والشركات والمجتمعات المخصصة في الاستثمار الزراعي.

وتحرص “سالك” على الاستثمار في المشاريع الزراعية القائمة وتنميتها، إضافة إلى متابعة عملية تنفيذ هذه الاتفاقات مع الشركات الزراعية المتخصصة جنبا إلى جنب ومع جميع المستثمرين في سلسلة الإمدادات للاستثمار الزراعي.

بالاضافة إلى أن المملكة عملت خلال السنوات الماضية على توسيع الاستثمار الزراعي الخارجي، عبر الاستحواذ على إنتاج عدد من الشركات الزراعية المتخصصة في إنتاج اللحوم والقمح والذرة، وأنها ماضية في سياسة الاستحواذ على شركات زراعية في الخارج. وتستهدف رؤية ٢٠٣٠ في للاستثمار الزراعي الخارجي سبعة منتجات هي، القمح، الأعلاف، الأرز، الشعير، اللحوم والأسماك، والزيوت النباتية، كما تستهدف الرؤية إيجاد فرص استثمارية خارجية، إذ إن المملكة تتمتع بملاءة مالية كبيرة جداً ولديها عدد من المستثمرين الذين يمتلكون خبرات واسعة سواء في المجال الزراعي أو غيره.

وتمتلك المملكة تقنيات متطورة في المجال الزراعي ليست موجودة في كثير من الدول، إضافة إلى مساهمة المملكة كدولة في زيادة الإنتاج الزراعي على مستوى العالم ككل، وهو متطلب من المنظمات الدولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة.

كما تعمل وزارة “الزراعة” على بحث المعوقات التي تواجه الاستثمار الخارجي للمملكة للقضاء عليها، إذ إن بعض الدول التي تتوافر فيها كميات هائلة من المياه والتربة الخصبة والعمالة قد لا توجد فيها طرق أو سكك حديدية أو موانئ مؤهله لنقل البضائع. ويعد توافر البنية التحتية مطلبا رئيسيا للاستثمار الزراعي، وهذه النقطة قد تكون معوقا في بعض الدول، وفي المقابل، هناك دول أخرى توجد فيها تشريعات معوقة للاستثمار مثل الضرائب المرتفعة، وعدم الحرية في نقل الأموال، ما يعوق الاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، ودور وزارة الزراعة هو التباحث والتفاوض مع نظيراتها في الدول الأخرى لمحاولة إزالة أو التخفيف من المعوقات.

لذلك ستسهم استثمارات سالك بتعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين الفعالية، إضافة إلى تطوير الكفاءات في سلسلة الإمدادات للاستثمار الزراعي. وايضا في توفير الإمدادات الغذائية المستهدفة. وذلك لتنفيذ استراتيجيتها المعتمدة للدخول في شراكات مع الحكومات والشركات والمجتمعات المخصصة في الاستثمار الزراعي و يهدف هذا الاستحواذ إلى تحفيز دور القطاع الخاص في دعم التوجه لإيقاف زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة والمشاركة في إيجاد بدائل استراتيجية عبر الاستثمار الخارجي، وذلك ضمن جهود صندوق التنمية الزراعية الرامية لتحقيق مستهدفات برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 باتجاه المحافظة على الموارد الطبيعية ، بما ينسجم مع استراتيجية التنمية الزراعية ومتطلبات الأمن الغذائي والاستراتيجية الوطنية للمياه.

ويذكر أن الصندوق يعكف في الوقت الراهن على تطوير استراتيجية الاستثمار الزراعي السعودي في الخارج وصياغة خطتها التنفيذية مما يساعد في تحقيق أهداف قرار إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة وإيجاد البدائل الملائمة لها، يذكر أن استراتيجية الاستثمار الزراعي السعودي في الخارج تهدف إلى توفير الدعم الموجّه للقطاع الخاص للمساهمة في توفير احتياجات مربي الماشية من الأعلاف وتوفير الدعم التمويلي اللازم للمشاريع الزراعية الخارجية التي تساهم في توفير بدائل الأعلاف الخضراء، والمساهمة إلى جانب ذلك في زراعة المحاصيل والحبوب الغذائية الأساسية في الدول المستهدفة ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وفق معايير محددة.

ويشار إلى أن صندوق التنمية الزراعية وقع في وقتٍ سابق مذكرة تفاهم مع صندوق التنمية الصناعية السعودي لتمويل صناعة بدائل الأعلاف الخضراء ومدخلاتها الأساسية، ومن المتوقع أن يكون لهذا الاستحواذ الأثر المأمول لإيجاد البدائل الملائمة للأعلاف المنتجة محلياً بالطرق التقليدية المهدرة للمياه إلى جانب ما يتوقع أن يسهم به تنفيذ استراتيجية الاستثمار الزراعي في الخارج في مجالي بدائل الأعلاف والأمن الغذائي الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *