جدة- محمود العوضي
شكلت هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بإنشاء مدينة رياضية متكاملة في مدينة بغداد، على أحدث طراز عالمي، وبتكلفة إجمالية مليار دولار، شكلت نقطة فارقة للرياضيين، والشباب العراقيين؛ حيث سيتمكن هؤلاء الشباب والشابات من ممارسة هواياتهم الرياضية، فضلا عن الحضور والتشجيع لمنتخبات وأندية العراق في المحافل كافة، على ملاعب وصالات تنافس مثيلاتها في العالم أجمع.
وقد أعلن وكيل وزير الشباب والرياضة العراقي، عصام الديوان، أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين، لبناء مدينة رياضية سيكون لها أثر عظيم، في إحداث نقلة كبيرة ليس لكرة القدم العراقية فحسب، بل على مستوى الشباب والرياضة العراقية بشكل عام، حيث إن المخطط أن تكون مدينة رياضية متكاملة تحوي ملعب كرة قدم، يسع (70) ألف متفرج، بالإضافة إلى صالات رياضية تمارس فيها الألعاب الأخرى؛ مثل كرة السلة واليد والطائرة وصالات متعددة الاستخدامات ومسابح، وكذلك عيادة رياضية وغيرها من المحتويات التي يمكن الاستفادة منها، وأكد عصام الديوان أن الجانب السعودي كان مرنا للغاية، حيث أكد الوفد، أن ما يحتاج إليه الأشقاء العراقيون سينفذ، وهذا شيء غير مستغرب».
وأضاف: «كانت هناك أفكار أخرى أن يتم إنشاء استاد لكرة القدم يسع 120 ألف مقعد؛ ليكون الأكبر على مستوى الشرق الأوسط لكن تم التوصل في نهاية الأمر أن يكون استادا رياضيا يكون الأكبر في العراق، ومن أكبر الاستادات الرياضية في المنطقة العربية، وكذلك يتم الاستفادة من المساحات المتبقية لإنشاء ملاعب وصالات رياضية لمختلف الألعاب الأخرى ومسابح وغيرها من الإنشاءات الرياضية.
توقيع اتفاقية المشروع
وقد وقع الجانبان السعودي والعراقي “محضر الشروع في العمل” لإنشاء المدينة الرياضية المهداة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للشعب العراقي الشقيق، وقد تم تحديد موقع المشروع الرياضي الكبير في منطقة اليوسفية جنوبي بغداد.
وقالت وزارة الشباب والرياضة العراقية في بيان : إن “اللجنة التنسيقية في وزارة الشباب والرياضة وقعت مع نظيرتها السعودية محضر الشروع بالعمل في المدينة الرياضية المهداة من خادم الحرمين الشريفين للشباب والرياضيين العراقيين”، مبينة أن “الجانب العراقي تألف من وكيل الوزارة عصام ثامر ورئيس اللجنة شاكر محمد عودة والمنسق العام أمد عودة زامل، فيما تكون الوفد السعودي من مدير المشروع عبد الرحمن الحركان، ومدير المشاريع في هيئة الشباب والرياضة السعودية ممدوح ناصر الشنبري فضلا عن ممثل وزارة المالية السعودية عيد الحربي”.
ونقل البيان عن رئيس اللجنة المشرفة على المشروع عبد الرحمن الحركان، قوله، ان “الزيارات المتكررة التي قامت بها اللجنة المشرفة لتنفيذ هدية خادم الحرمين الشريفين، للشباب العراقي الى المواقع التي تم تحديدها، وتم وضع معايير محددة؛ منها الطرق وسعتها لعدد السيارات فضلا عن قربها من مطار بغداد الدولي وتم تحديد دائرة تبلغ 30 كيلو متر ومعرفة ما يتوفر فيها من فنادق والمستشفيات فضلا عن الماء والكهرباء وغيرها من الأمور، وتم إخضاع المواقع الثلاثة التي تم زيارتها بمعية الجانب العراقي في، مناطق بسماية، وعلوة الرشيد، واليوسفية لهذه المعايير”. كما أوضح أنه “تم اللقاء باللجان الفنية التي تم تشكيلها لتنفيد الأعمال المناطة بها؛ ومنها الأمور الجيولوجية ونوع التربة المناسبة لإقامة هذا المشروع”.
وتابع قائلا “خلال اليومين الماضيين تم عقد لقاءات مكثفة بين الجانبين العراقي والسعودي، وتم الاتفاق على تحديد موقع اليوسفية لإقامة المشروع لملاءمته وموافقته للمتطلبات والمعايير التي تم وضعها”. وأردف : إن “الجانب السعودي استجاب مشكورا، لمقترح وزير الشباب والرياضة العراقي أحمد رياض أن تكون الهدية السعودية هي مدينة رياضية، وليس ملعبا فقط وتم وضع مكونات وعناصر هذا المقترح بعد دراسته بشكل مستفيض، وأعلن معالي ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي رئيس الجانب التنسيقي السعودي مع العراق الموافقة على الطلب العراقي وستكون هدية خادم الحرمين الشريفين عبارة عن مدينة رياضية متكاملة ”.
وأكد أن “توقيع محضر اللجنة التنسيقية السعودية العراقية، وميثاق حوكمة وتنفيذ آليات الشروع بتنفيذ المشروع سيكون على مرحلتين؛ أولهما التصميم وطريقة تطويره فضلا عن دور المقاولين العراقيين والسعوديين والمواد المستخدمة والوثيقة التي تم توقيعها تؤطر خطوات العمل التي سنقوم بها والحرص على سير العمل بتوقيتات معلومة وبوتيرة ثابتة، وثانيهما ستتضمن إكمال الأمور الإدارية وملكية الأرض، وإذا ما اكتملت سيتم الشروع بالعمل”.
المملكة ورفع الحظر عن ملاعب العراق
وكانت العلاقات السعودية العراقية، قد شهدت منعطفاً مهماً بنكهة رياضية – سياسية، مع استضافة محافظة البصرة العراقية مباراة ودية بين منتخبي البلدين، حيث حل منتخبنا الوطني السعودي، ضيفاً، على نظيره العراقي، في ملعب “جذع النخلة” بالبصرة ، في لقاء كروي ودي، والذي دعت إليه الهيئة العامة للرياضة السعودية برئاسة معالي تركي آل الشيخ – حينذاك- دعماً لترسيخ العلاقات بين الشعبين العربيين الشقيقين، ولرفع الحظر الدولي المفروض من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على العراق. وجاءت المباراة التي حضرها 65 ألف متفرج، على الرغم من ازدحام الرزنامة السعودية بالمشاركات سواء في الدوري المحلي أو المباريات الودية التي يخوضها الأخضر في تحضيره لمونديال كأس العالم 2018 والذي أقيم في روسيا.
وكانت هذه أول زيارة لـ “الأخضر” السعودي إلى بلاد الرافدين منذ نحو 40 عاماً. حيث كانت آخر مباراة للمنتخب السعودي على الأرض العراقية الى العام 1979، عندما شارك في بطولة كأس الخليج، التي استضافتها بغداد. وعول العراق بشكل أساسي على الدعم الخليجي، لا سيما السعودي، لرفع الحظر عن استضافة الملاعب العراقية للمباريات الدولية الرسمية، وقد أكد وقتها، وزير الشباب والرياضة العراقي عبد الحسين عبطان أن “السياسة لا تغيب في أي مجال، وللمملكة العربية السعودية ثقل سياسي كبير، وحضوره إلى العراق يعني الكثير لنا”.
وأضاف: “هذا سيفتح شهية المنتخبات والدول الأخرى لزيارة العراق، ومساندة ملفه المطالب برفع الحظر الكلي عن ملاعبه”. وهو ما تحقق بالفعل ، حيث كان للجهود السعودية المثمرة أثرها في تحقيق رفع الحظر عن ملعبي كربلاء الدولي وملعب مدينة أربيل؛ وأصبح المنتخب العراقي والفرق العراقية الأخرى تستضيف مبارياتها الدولية داخل العراق.