لو كان البعض يعتقد بأن السعادة والحب أشياء يمكن أن تشترى فهو مخطئ ، فلن تسعد بقدر ما تنفق
ولن تتمكن من حجز طاولة بأحد الفنادق الفاخرة لتكون على موعد مع السعادة ، البهجة والحب لا تستطيع شراء مقعدها بأى ثمن فكل مقعد منها قد يكون محجوز لمن هم أقل مكانة إجتماعية منك لكنهم أثرياء بالرضا والقناعة ، جيوب فارغة تحت خط الفقر لكن قلوب ثرية
فتش بين أوراقك على نص قد كتبته يوم يجمع داخلك شجاعة تواجه بها هذا الروتين الذى جعلك داخل دائرة مغلقة ، فإذا كنت تعتقد أن الأخرون مطالبون أمامك بالوفاء والحب والإحترام فلن يكون إلا بحساب وفور إنتهاء الحساب سينصرف كلٍ من على مقعدة لتصبح طاولتك فارغة ، وقتها ستدرك أنك لا تملك القدرة على شراء أى شيئ بالرغم من خزائنك المملؤة بالأموال إلا ان قلبك الذى يخفق قد توقف عن الخفق ولن تستطيع إنعاشه
ستتحسر على فنجان قهوة لم ترتشفه مع إمرأة تحبها ، ستقهر على أبيات شعر لطالما حلمت بسماعها ، الحب من الأمور الغير قابلة للجدل فهو يخترق قلوب البشر أياً كان مكانتهم فالكل سواسية أمام الحب ، ولكن هل جنيت مع كل تلك الأموال أبواب مفتوحة على قلوب الأخرين أم ظللت واقف خلف هذا الباب المغلق تتمنى لو يعود بك الزمان للوراء لتصحيح ما فاتك
البحر لم يخلق للسفن والأسماك ، بل خلق لجميع المخلوقات أولها العاشقين المملؤة قلوبهم بالحب فهو يستدرجهم حتى الغرق فخلف تلك الأمواج يخفى حنين وذكريات لا تُنسى فكيف لك أن تبارك موجاته وقد حُرمت من الغرق بداخلها
ستعود وحيداً من حيث أتيت وتقبع خلف ذلك الباب من جديد فهى أشياء لا تشترى ، الحب ، الفرح ، الدموع ستظل صائماً عنهم كثيراً ولن تمنحك الحياة إياهم فهى أشياء يمنحها الله لصفوة عباده ، لن تجدها داخل قلبك أو خزائنك مهما أوتيت من نفوذ أو قوة ، فقوتك ونفوذك ما هى إلا مصادر لشقاؤك فى الحياة عكس ما قد تخدعك الحياة التى تضحك لك وتفتح ذراعيها لإستقبالك