الدولية

أزمة إس-400 تتصاعد.. والبنتاغون يوصد باب التنازلات بوجه أنقرة

القاهرة – عمر رأفت

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إرجاء مسالة تشكيل مجموعة عمل مع تركيا، بعد إصرار الأخيرة على شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400، وذلك بعد يوم من اقتراح وزير خارجية تركيا تشكيل مثل هذه المجموعة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون: ان تشكيل المجموعة الفنية في هذه المرحلة ليس ضرورياً، وليس وسيلة تبحثها الولايات المتحدة كحل للخلاف”.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال: إن تركيا اقترحت على الولايات المتحدة تشكيل مجموعة عمل لتحديد إن كانت منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية إس-400 تشكل خطراً على العتاد العسكري للولايات المتحدة، أو حلف شمال الأطلسي.

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد التقي نظيره التركي في واشنطن، على هامش الذكرى السبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي الذي يضم البلدين.

إلى ذلك، أكّد بيان لوزارة الخارجية الأميركية أنّ بومبيو أعرب لنظيره التركي عن “قلقه بشأن احتمال امتلاك تركيا” لنظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400.

وتعمل أنقرة في الوقت نفسه على حيازة طائرات إف-35 الأميركية، لكن الأميركيين يخشون من أن يهدد ذلك بكشف الأسرار التكنولوجية المرتبطة بطائرات إف-35 الهجومية الشديدة التعقيد.

ولهذا السبب علّقت إدارة دونالد ترمب هذا الأسبوع تسليم معدات خاصة بهذه المقاتلات إلى الحكومة التركية.

وبحسب بيان الخارجية الأميركية، فقد دعا بومبيو خلال اجتماع بنظيره التركي إلى “حل سريع لقضايا مرتبطة بمواطنين أميركيين” أو موظفين محليين في البعثات الدبلوماسية الأميركية “احتجزوا ظلما” في تركيا.

وعلى صعيد الداخل التركي، أعلن مرشح حزب المعارضة الرئيس في الانتخابات البلدية التركية بمدينة إسطنبول، تقدمه بفارق 18742 صوتا، بعد اكتمال عملية إعادة فرز الأصوات الباطلة في 17، من أصل 39، دائرة بالمدينة.

وأوضح مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو لتلفزيون فوكس التركي، أنه تم إعادة فرز 119.652 صوتا باطلا، وقد أضيف 2184 صوتا لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، في حين أضيف 785 صوتا لحزب الشعب الجمهوري.

وكان أكرم إمام أوغلو قال في وقت سابق: إن إعادة فرز الأصوات اكتملت جزئيا، وأن الفارق بينه وبين مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم يبلغ 20 ألف صوت تقريبا.

وأضاف إمام أوغلو، في حديث إلى الصحافيين من منطقة غونغوران في إسطنبول، أن عمليات إعادة الفرز اكتملت في 9 أو 10 مقاطعات، وحث اللجنة العليا للانتخابات على احترام اللوائح أثناء عملية الفرز.

لكن نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، علي إحسان ياوز، قال: إن 11 ألفا و109 أصوات إضافية احتسبت لحزب العدالة والتنمية، بعد إعادة فرز 530 صندوقا حتى الآن، بناء على الطعون التي قدمها الحزب للجنة العليا للانتخابات.

وأضاف ياوز: إن عملية إعادة الفرز مستمرة منذ الأول من أبريل الجاري، وأنه أعيد فرز 5857 صندوقا من صناديق الأصوات الباطلة، احتسب منها 1641 صوتا لصالح حزب العدالة والتنمية.

وكان حزب العدالة والتنمية قال إن مرشحه في إسطنبول، رئيس الوزراء السابق، بن علي يلدرم، متقدم بـ4 آلاف صوت.

وأقر يلدرم في وقت لاحق بتقدم منافسه عليه بفارق ضئيل، لكن حزب العدالة عاد وأعلن مرة أخرى فوز يلدرم.

إلا أن النتائج الأولية للانتخابات أظهرت أن حزب الشعب الجمهوري المعارض سيطر بفارق ضئيل على مدينتي إسطنبول و أنقرة، متقدما على حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه أردوغان.

وكان حزب العدالة والتنمية طعن في نتائج الانتخابات التي أظهرت تقدم الحزب المعارض، بـ 25 ألف صوت في إسطنبول، وقال إن ثمة مخالفات وقعت.

واستبق الحزب الحاكم الإعلان النهائي للنتائج، وعلق لافتات ضخمة تشير لفوزه، في شوارع إسطنبول، بينما دان حزب الشعب الجمهوري هذه الخطوة متهما حزب أردوغان بمحاولة سرقة النتيجة.

ورغم الطابع المحلي للانتخابات البلدية في تركيا، إذ يختار المواطنون الأتراك، من حيث المبدأ، من يدير الخدمات في المدن التي يسكنونها، فإن لهذه المحطة الانتخابية أهمية كبرى، بل إن هناك من اعتبرها بمثابة استفتاء حول شعبية حزب العدالة والتنمية الذي يمسك بزمام البلاد منذ سنوات طويلة.

وتكتسب هذه الانتخابات أهميتها من كونها أول اقتراع في ضوء الدستور الجديد الذي جرى عرضه لاستفتاء شعبي في أبريل 2017 وأيده الأتراك حينها، بنسبة ضئيلة لم تتجاوز 51.41 بالمئة.

وفي هذا الأمر، قال تورغوت أوغلو، المعارض التركى، هذه الانتخابات المحلية ليست هامة بالقدر الكافي في تركيا ولكنها هامة بالنسبة للرئيس التركي، رجب طيب اردوغان لاثبات سيطرة حزب العدالة والتنمية على البلاد وثبات شعبيته التي تراجعت في الفترة الماضية.

وأضاف أوغلو في تصريحات خاصة لـ”البلاد” أن الغريب في الانتخابات هو تحقيق المعارضة التركية انتصارات في بلديتين مثل بلدية أنقرة واسطنبول، وهما البلديتين الأكثر أهمية في تركيا بشكل عام ولاردوغان وحزبه المنتمي إليه بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *