ملامح صبح

اليوم العالمي للأم

حنان العوفي

القناعات تتغير إذ لا يمكن أن يعيش الإنسان حياته كلها بنفس قناعاته ، وهناك ثوابت مُسلّم بها لا تدخل ضمن دائرة القناعة ، كلنا نعرف أركان الإسلام ولا يمكن لعاقل أن يفاصل بها ، ولا يمكن أن نقول لشخص كان يصوم رمضان ثم ترك الصيام إن قناعاته تغيرت والعكس كذلك ، وحقيقةً أنني لا أريد أن أخوض كثيرا في هذا الأمر، لكن ما ساءني هم تلك الفئة التي تدّعي تطبيق سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذي جاء رحمة للعالمين وهم أبعد ما يكون عن ذلك ،

لم يدعُ الرسول الأمة بالهمز و اللمز والانتقاص من الآخرين ، دعا قوما مشركين تعامل معهم بالتي هي أحسن ، لن أقول عن أولئك الناس أنهم يحتفلون بكل المناسبات ما عدا يوم الأم يُجرّمون فيه المحتفلين ، ولن أسوق أفعالهم التي تنافي الدين وتعاليمه ، ولن أُعيّرهم بأخطائهم ، بل ما يعنيني أنهم يسوقون أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن يطبقوا ذلك على أنفسهم ، فعندما تضع في حساباتك الخاصة كلاما جارحا للآخرين تنتقصهم فيه ، أنت هنا لا تطبق السنة التي تطالب المحتفلين بتطبيقها إنما أنت هنا امرؤ فيك جاهلية ، والعصبية ليست قبلية فقط ، حتى التعصب لنفسك وتقديسها ورؤيتها في مكانة دينية أعلى من الآخرين ،

كان حريًا بأولئك الناس أن ينصحوا بالحسنى ويتركوا تصنيف الناس والد أو معلم أو قائد أو مسؤول لأن المعلم الأول أعطاهم ما يغنيهم عن عباراتهم الجاهلة ، فإنكار المنكر – لو كان منكرا – لا يكون بالشتم على رؤوس الأشهاد ، وقبل أن يخافوا على غرس هؤلاء كان ينبغي أن يخافوا على غرسهم الذي تعلم منهم النيل من الآخرين بأبشع الطرق ، عموما يقول المثل الشعبي : ” الجمل ما يشوف عوج رقبته “.

أما عبارة الأم لها كل الأيام فهي عبارة منتهية الصلاحية ، واُستهلكت كثيرا ، أرى أن من أطلقها يشعر بالغثيان عندما يسمع البشر خرجوا من كينونتهم إلى ببغاوات تردد دون أن تعي ، وبإمكان من يرفض الاحتفال بالأيام العالمية أن يقول ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم: ” دع ما يريبك إلى مالا يربيك ” هذا لو كان الأمر يشعرك بالريبة واترك الآخر الذي لا يرتاب من الأمر وشأنه لأن له رب يحاسبه هو أرحم منّا على أنفسنا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *