•• مؤسس مدرسة التعليق الرياضي ببلادنا.. المرحوم، بإذن الله، “زاهد إبراهيم قدسي”.
مرت ست عشرة سنة على رحيله، كان هو الآخر
صوتا رخيما “كالطائر الجواب”،
وحنجرة بارعة السلطنة فصيحة “العُرب”، قادرة على الإدهاش !!
لهجة لسانه العذبة في “الوصف والتعليق”. كانت تنبئ غالباً عن شعور عميق وتحليل نغمي، تميز بنبرة تأتلف تنظيما إيقاعياً، دقيقاً لأطوار النفس والحياة..
بيد أن “حضوره كمؤسس لمنهج ومصطلح التعليق الرياضي”.
كان حصيلة ثقافة وعلم ودراسة عززت “التلاقي المعرفي” في أوجه التداخلات المختلفة، التي اجتمعت في موهبة وملكة التعليق تهيأت في التعبير عن مشاعر بعيدة الغور..
••” زاهد قدسي ”
.. رحمه الله..
بحث عن “سمو العاطفة”،
فقرب من الوجدان؛ لأنه خلق لدى السامع “لذة أو تخييلاً أو انفعالاً” استجلب التزاوج بين شخصيته وبين الشعور في تصوير سيناريو الحدث الرياضي بالملعب، وبحيادية المخيلة.. وتهذيب الأنفعال “وعدالة الوصف ” في تلاقي بين:
1- النموذج اللساني الصوتي للتحليل الفني الرياضي..
2- والمعطى الصوتي لواقع لعبة كرة القدم باسترسال ومتابعة ورصد يحمل لغة النور”الأصيلة”.
3- التجسيد الوطني الشعوري الفطري والإنساني العاشق للجمال الكروي، وبالذات حين يعلق لمباريات المنتخب السعودي بفرح وحبور، وإيناس .
•• “زاهد قدسي ”
رحمه الله..
كان عقلاً إنسانياً مصطخباً صادقاً..
وقلباً مليئاً بالحب والعطاء، ممزوجا بالصراحة والوفاء والخير..
قريبا من “التلقائية”، بعيداً عن المداهنة والرياء.. استنطق اللفظ العذب والكلمة الفياضة بعاطفة وروح، وبزاد من الفكر وذخيرة من الشعور..
•• لذا صاغت “عربه الصوتية”.
أيضا ما جاش في صدره و”قلبه الأبيض” وما اعتمل في فكره ووجدانه.. فاستعذب الناس “مقامات طروحاته” وروحه الصافية العذبة فانتشرت محبته، وأسست حبا جارفاً لشخصه وفن تعليقه وسحر معاملته!! و”خصوبة “الخير” بين يديه!!
•• “زاهد قدسي ” أثارت مدرسته نماذج من المعلقين الجدد والشباب بالعواطف القوية في علاقتها بـفنون كرة القدم، فتخرجت من المدرسة
أصواتٌ، كانت صدورها تجيش بنخوة أصالة وطننا ومواهبه، فدشن “المهندس إبراهيم زاهد قدسي”نجل مؤسس المدرسة جائزةً للموهوبين من المعلقين الرياضيين ببلادنا، وبالخليج وبالوطن العربي لتمنح للبارعين والمتفوقين؛ لتأصيل صوت والده وسلطنته..
واعتزازه بإنسانيته وروحه العذبة و”أبعاد الخير” التي كانت متنفساً وأنيساً له فى “غربة الحياة”!!
•• اللهم..
اغفر لعبدك “زاهد قدسي”
مغفرة واسعة لا تغادر ذنبأ ولا تدع كرباً..
“اللهم” اغفر له جميع ما افترضته عليه حياته، وتجاوز عن ذنوبه التي كتبتها عليه.. فقد أطاعك..
“اللهم”
في أحب الاشياء اليك “شهادة أن لا اله أنت وحدك لا شريك لك”.. ولم يعصك “اللهم” في أبغض الأشياء إليك “الشرك بك”.. فاغفر له ما بين ذلك.. فأنت “اللهم” أنس المؤنسين لأوليائك وعبيدك وأحضرهم للمتوكلين عليك..
وأنت، “اللهم” شاهدهم وغائبهم والمطلع على ضمائرهم..
وأنت “اللهم” القائل: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ولم تشرك بي.. آتيك بقرابها مغفرة!!
“أكلف القلب أن يحزن وألزمه
صبرا.. وذلك جمع بين أضداد..”
“إنا لله وانا إليه راجعون”.