المحليات

عسير .. تستعيد جمال هويتها العمرانية

أبها- واس

تسعى هيئة تطوير منطقة عسير بالتعاون مع قطاعات حكومية وأهلية لتعزيز هوية المنطقة العمرانية، بما يظهر طابعها المتميز، ثقافياً واجتماعياً وبيئياً،وهو ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير المنطقة في عديد المناسبات التي شرفها، ومنوهاً سموه كذلك بأهمية المحافظة على هوية المنطقة عبر توظيفها عمرانياً في المشروعات المنفذة.

وتتسق خطة المشهد الحضري لمنطقة عسير مع رؤية المملكة 2030 التي يتحقق من خلالها برامج جودة الحياة وسعادة المواطن، وهي تشتمل على إعادة صياغة المشهد الحضري في المنطقة من خلال نماذج مثالية للأحياء والطرق والخدمات ونقاط السياحة وغيرها تشكل مفهوم “أنسنة المدن”، وذلك بحسب ما ذكر معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي خلال مؤتمر إعلان خطة استكمال المشروعات الأساسية لمنطقة عسير.

وبين معاليه أن هذه الخطة تتعاون فيها الوزارة مع هيئة تطوير منطقة عسير وباشراف أمانة منطقة عسير و33 بلدية بالمنطقة لوضع الرؤية الجديدة للمشهد الحضري.

وفي ضوء ذلك قال مدير فرع هيئة السياحة والتراث بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة :” إن المنطقة اكتسبت أهميتها الإستراتيجية في موقعها الجغرافي المميز والتنوع الهائل في المناخ والتضاريس وتضم المنطقة تراثاً معمارياً وعمرانياً فريداً ومتنوعاً ، فيما تحتضن 4275 قرية تراثية يظهر فيها التباين الواضح في الطرز والعناصر المعمارية، وأساليب البناء والمواد المستخدمة.

ويقول المواطن حسين هبيش – 80 عامًا – في حديثه لـ ” واس” : ” إن حياتهم انطلقت من تلك البيوت على التكافل، ومد يد العون وحفظ حقوق الجار وكرم الضيافة ، مضيفاً بأنها قامت أساساتها وهي تحمل أنماطاً للحياة في كل جوانبها ” .

ويروي هبيش قصة البناء لبيوت الطين والحجر ، موضحاً بأن البيت القديم في عسير وفي الجزء الجنوبي بشكل عام يتكون من دورين، وقد يصل إلى خمسة أدوار ، وكان الدور الأرضي في الماضي يستخدم للماشية ولحفظ الحبوب والأدوات الزراعية، أما الدور الثاني فهو للسكن، ويتكون في الغالب من غرفة للجلوس اليومي، ومجلس للضيوف، ومقلط “غرفة الطعام”، وغرف للنوم ، أما ” الملهب” وهو المطبخ يكون في الدور الأعلى لكي لا يؤثر على البيت بدخان الحطب .

وأشار إلى أن الدور الرابع في البعض من المباني يتكون من المسقف وغرفة عبارة عن ملحق مضاف يطل على كافة الساحات المحيطة لمشاهدة كافة جوانب المنزل أو منافذ القرية أو الحي ، مضيفاً أن البيت المتعدد الأدوار يسمى قصراً والصغير درباً، ويستخدم في بنائه المداميك.

وأفاد أن المواد المستخدمة عادة في البناء هي الطين والحجر والخشب المستمد من جذوع الأشجار خصوصاً العرعر.

ومن جانبه أوضح التسعيني سعد بن محمد آل موسى من أهالي قرى آل حسين شمال مدينة أبها : أن البناء في عسير له أنواع تتضمن البناء بالحجر الخالص المأخوذ من جبال المنطقة ويكون الحجر أساسا للبناء، وهو ما يسمى عند أهالي منطقة عسير “الحيود” ثم يوضع فوقه الطين، كما يسمى “الخلب”، وهذا الطين يخلط بالتبن المتبقي من القمح.

وأضاف بأن النوع الأخر من البناء يتمثل في البناء بالطين الخالص ، وهو يستوجب أرضاً صلبة يتم من خلالها الإستغناء عن الأساس الحجري والأسقف في البناء بمنطقة عسير لا تختلف عن بعضها كثيرا، إذ استغلت الموارد البيئية المحيطة في الأسقف، وتتكون من خشب العرعر وحزم من شجر ” الطباق والعرفج” والطين المخلوط بالصمغ .

ولم يغب دور المرأة في قصة حضارة بيوت الطين بمنطقة عسير ، حيث تميزت بجمال الرسم قديما في المنزل الذي يعتبر عالمها الخاص ، فكانت تقوم قديماً برسمه ونقشه والتفنن بجدارياته ، وكان يتدرج على عدد من المراحل منها إعادة طلاء المنزل من الداخل بطبقة من اللبن والجص ومواد أخرى صمغية تشبه البلاط الوقت الراهن ، يلي ذلك كانت تستخدم ” الصهاد أو الصِخار” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *