الدولية

بطلها الحرس الثوري .. الكشف عن أكبر قضية اختلاس في تاريخ إيران

واشنطن ــ رويترز

ثمة دلائل تشير الى تداعي اركان النظام الإيراني، سيما بعد توافر تطورات داخلية غاية في الخطورة علاوة على الضغوط الدولية، في وقت لم يعد بوسع النظام تعليل مواقفه مما يحدث في الداخل أو في الخارج، خاصة مع تواصل الكشف عن الفضائح المالية الضخمة في البلاد والتي سجلت أعلى معدلات فساد في العالم، بحسب منظمات الشفافية الدولية، وآخر فضيحة تقدر بـ 38 مليار دولار، وتورط فيها 14 شخصا بينهم قادة بالحرس الثوري.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، كشفت التحقيقات لدى المحكمة الاقتصادية بأن المدير السابق لمصرف سرماية وسيدة من الحرس الثوري الإيراني هما المتهمان الأساسيان في قضية غسيل الأموال.

وفي بيان رسمي اتهمت المحكمة الاقتصادية 14 شخصاً بينهم قادة بالحرس الثوري باختلاس ما يزيد عن سبعة مليارات دولار، في أكبر فضيحة اختلاس شهدها العالم بحسب خبراء اقتصاد. وكانت امرأة تدعى مرجان شيخ الإسلامي قد زورت هويات مختلفة لأكثر من عشرين دولة ولاذت بالفرار إلى خارج إيران قبل ستة أشهر بعد أن أصبحت من أشهر تجار العقارات في كندا وبريطانيا، حيث أكدت تقارير أن تلك السيدة استطاعت من خلال علاقاتها بشخصيات سياسية عالية المستوى العمل في تبييض أموال النفط الإيراني في الأسواق الدولية.

أما المدير السابق لمصرف “سرماية، فقد فتح عشرات الحسابات في مصارف ودول مختلفة بأسماء مغايرة بإشراف الحرس الثوري، وكان يقوم بنقل الأموال إلى إيران عبر هذه الحسابات.

ونقلت وسائل اعلام إيرانية عن مصدر مطلع إن السلطات القضائية بدأت مراقبة رئيس بنك”سرمايه”، وجرى اعتقاله خلال محاولته الهرب من البلاد، موضحاً أن تحقيقات النيابة العامة وأجهزة الاستخبارات كشفت أن هناك، إضافة إلى 7 مليارت يورو التي جرى اختلاسها، ما يزيد على 38 ملياراً، مازالت عالقة لدى أشخاص اعتمدتهم الحكومة الإيرانية ووزارة البترول لبيع المنتجات وتبييض الأموال وإعادتها إلى البلاد.

وأضاف المصدر أن هؤلاء الأشخاص لا يزالون خارج البلاد، وأن مقر خاتم الأنبياء، التابع للحرس الثوري والذي يقوم بتنفيذ مشاريع الحرس في داخل إيران وخارجها، متورط كذلك في هذه الصفقات، وهو الذي قدم المرأة المتورطة (مرجان شيخ الإسلامي) على أنها من عناصره، مؤكداً أن هناك تحقيقات جارية عن مدى تورط بعض ضباط هذا المركز في هذه العملية.

وتعد إيران حسب التصنيف السنوي الاخير لمنظمة “الشفافية الدولية” في المرتبة 146 بين 178 دولة قيد المراقبة، وقد وجهت المنظمة تحذيرا لإيران بهذا الخصوص.

وطالب بيان التحذير البرلمان الإيراني بإقرار تشريعات مرتبطة بالشفافية تحت طائلة العقوبات التي من شأنها منع التعاون المصرفي مع الاتحاد الأوروبي.

وفى سياق منفصل اكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: عزم بلاده على خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر حالما تسمح الظروف في السوق بذلك”.

وأضاف بومبيو في كلمة أمام كبار المسؤولين التنفيذيين في أكبر شركات النفط في العالم وزراء النفط في هيوستون “ينبغي أن نشمر عن ساعدينا وننافس من خلال تسهيل الاستثمار وتشجيع الشركاء على الشراء منا ومعاقبة من يسيئون التصرف”.

في الوقت نفسه حث وزير الخارجية الأمريكي قطاع النفط في بلاده على العمل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز مصالح السياسة الخارجية الأمريكية لاسيما في آسيا وأوروبا ومعاقبة من وصفهم بأنهم “يسيئون التصرف” على الساحة العالمية.
وقال بومبيو إن ثروة الغاز الطبيعي والنفط الصخري المكتشفة حديثا في البلاد: “عززت موقفنا في السياسة الخارجية”.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية في الشهور الأخيرة على اثنين من أكبر منتجي النفط في العالم، هما فنزويلا وإيران.
وذكر بومبيو أمام مؤتمر أسبوع سيرا، الذي تنظمه آي.إتش.إس ماركت في هيوستون، أن واشنطن ستستغل جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة لها للتعامل مع الوضع في فنزويلا التي تعاني من أزمة اقتصادية منذ سنوات ويتشبث فيها الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو بالسلطة رغم سحب الولايات المتحدة ونحو 50 دولة أخرى اعترافها به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *