سياسة مقالات الكتاب

بين الافتئات والوهم

منذ عقود والقيادات السعودية المتعاقبة تمد حبل الصبر طويلاً مع المسيئين الناقمين وعملت المستحيل من أجل الحفاظ على شعرة معاوية، حتى لا تنفصم عُرَى العائلة الخليجية الواحدة مع قطر، قبل عُرَى الأخوة والجيرة والمصالح المشتركة والمصير الواحد؛ إدراكاً من قيادتنا الرشيدة لأهمية رسالتها في الحياة ودورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي. ولهذا صبرت علّ نظام الدوحة يعود إلى رشده.

لكن للأسف الشديد، تمادى هذا النظام، وجاهر بالعداء حين أسست (قناة الفتنة) لتكون بوقاً يثير الأحقاد من خلال النبش في أعراض الناس، والتشكيك في ذمتهم، واتهامهم بالخيانة لأوطانهم، وإثارة النعرات، وإشعال فتيل الفتنة والخلافات، إلى أن حققت غايتها بخدمة مشروع أعداء الأمة بما عرف بـ (الجحيم العربي)، الذي أدى لأفول نجم أكثر من دولة عربية، وترك فيها جرحاً غائراً سيظل ينزف طويلاً، فتبقى كل قطرة دم بريئة تلعن صناع الفتنة إلى يوم الحساب.

وللأسف الشديد أيضاً لم يكن هذا كله كافياً لإشباع نهم نظام الفتنة في الخراب والدمار الذي راح ضحيته أبرياء عزَّل من نساء وأطفال وكبار سن.
لقد تخصصت (قناة الفتنة) لدق إسفين شرها في بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين، حرز الإسلام وبيت العرب الكبير؛ دونما مراعاة لرسالتها ودورها في رعاية شؤون الأمة، الأمر الذي كان يفرض على قيادة قطر التعاون بصدق وإخلاص ومؤازرة، وأضعف الإيمان أن تكف شرَّها.

وقد سبق لـ (قناة الفتنة) أن بثَّت كثيراً مما تطلق عليه (مجازاً) (أفلاماً ).. كلها افتئات وكذب وتلفيق وأوهام وشهادات زور مدفوعة الأجر بسخاء للمرتزقة، للنيل من المملكة حتى أضحت قناة بلا هوية ولا مهنية لا هدف لها سوى اسقاط العروبة.

وقد أثبتت القناة ان زراعتها في جسد الأمة العربية جاء لاهداف تدميرية كونها محسوبة على منظمات ارهابية والوحيدة القادرة على الوصول الى مخابئ ومغارات تورا بورا بحكم العلاقات الوثيقة الراسخة.
وأخيراً فإن القيادة السعودية أحرص من كل متطفل على مواطنيها وعلى إحقاق الحق والعدالة، وليست في حاجة لأحد لكي يذكرها بدورها وما ينبغي عليها فعله.

لكن يبدو أن قيادة قطر سائرة في غيها، عازمة على حرق مراكب العودة كلها بخلاف ما كنَّا نظن.. وعلى كل حال، أنصحها قبل أن تبحر بعيداً إلى حيث ألاَّ إمكانية لعودة مطلقاً، أن تفكر عشر مرات إن كانت تستطيع فعلاً العيش كالجسم الغريب الخبيث وسط المنظومة الخليجية التي يعد ارتباطها بها وتعاونها معها حتمياً لبقائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *