رائع جدا ما حققه نادي الباحة لذوي الاحتياجات الخاصة من إنجاز رياضي جميل .. بتحقيق بطولة المملكة للدرجة الأولى وتأهل فريق كرة الهدف لمصاف أندية الدرجة الممتازة رغم حداثة الفريق .
ولم تكن تلك النجاحات لتتحقق لولا الله ثم الجهود المباركة والتخطيط الجيد والمتابعة الدؤوبة من أعضاء مجلس إدارة النادي ، وفي مقدمتهم الأستاذ علي بن صالح الشيخ رئيس النادي وكذلك الطاقم الفني وأعضاء الفريق الذين يقدمون هذا الفوز المستحق لمنطقتهم بكل جدارة . وقبل ذلك دعم وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة الباحة الذي استقبلهم في مكتبه تقديرا وتشجيعا لهم .. والذي أعرب عن بالغ فخره واعتزازه بما حققوه مشيدا بهممهم العالية ومستوياتهم الجيدة مثمنا لهم هذه الإنجازات على مستوى المملكة مقدما لهم الدعم المادي والمعنوي . وهو بهذا يمثل الأنموذج الذي يحتذى ويقدم الصورة الناصعة لما يجب نحو هذه الفئة التي تحتاج إلى اهتمام مجتمعي مضاعف .
ولعل هذا التأهل يعطينا ملمحا لما حققه أبناؤنا الأبطال أفراد المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة من بطولات عالمية في كرة القدم بحصولهم على كأس العالم للمرة الرابعة والذي لم يقابل بما يجب سواء من الإعلام أو من أفراد المجتمع مع الأسف .
فنحن لا نهدأ عندما يفوز فريق ناد على آخر داخل المملكة ، ونجد الاهتمام والمتابعة والتشجيع ، فيما لا نسمع شيئا من ذلك عن إنجازات الأبطال ذوي الاحتياجات الخاصة ، مع أنها بطولات دولية . وقد نعتبره جانبا من الإهمال مع الأسف . فالمجتمع الذي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة مجتمع يعي مسؤولياته نحو كافة أبنائه مما يجعله يشق طريقه نحو التقدم والريادة ، فبناء الأفراد ومتابعة اهتماماتهم الممكنة والاستفادة طاقاتهم واستثمار قدراتهم أمر غاية في الأهمية لأي مجتمع .
فهذه الفئة إجمالا تحتاج المزيد من العناية التي تحسسهم بأهميتهم كأعضاء في المجتمع ومساعدتهم على التعبير عن وجودهم وإثبات إمكانياتهم للتخفيف من معاناتهم . وذلك بتقديم التسهيلات وإعطاء فرص التدريب والتأهيل ويسبقها تهيئة وتجهيز المواقع والملاعب لمختلف الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية والذهنية …وتظل من المطالب الأساسية للممارسات الترويحية والرياضية والاجتماعية والاحترافية .
ومن المطلوب أيضا تأصيل ثقافة التمكين بإكسابهم مختلف المعارف والاتجاهات والقيم والمهارات التي تؤهلهم للمشاركة الإيجابية في مختلف جوانب الحياة الأساسية إلى أقصى حد تؤهله لهم إمكاناتهم وقدراتهم وتغيير نظرة المجتمع عموما من ثقافة التهميش إلى ثقافة التمكين .