واشنطن ـ وكالات
شدد الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زادة على إن مزيدا من الدول تبدي اهتماما باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد مليشيا حزب الله اللبناني، مستشهدًا بانضمام بريطانيا لدول مثل الولايات المتحدة وكندا وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في تصنيف المليشيا منظمة إرهابية.
وأشار “زادة”، في مقال نشر في دوريات مختلفة، إلى أن تفرقة بعض قادة العالم بين الجناح العسكري لمليشيا حزب الله والحزب السياسي غير واقعية، نظرًا لحقيقة أن الأنشطة العسكرية والسياسية لحزب الله مترابطة ارتباطًا وثيقًا كما الأذرع العسكرية والسياسية لراعيه الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح زادة أن تصنيف حزب الله منظمة إرهابية طال انتظاره كثيرًا، فمنذ نشأة المليشيا، كان أسلوبها مشابهًا لنهج الحرس الثوري، من حيث كون استخدام الأنشطة الإرهابية لتحقيق الأهداف الأيديولوجية والسياسية هي جوهر عمله.
وقال إن حزب الله كان متورطًا في كثير من الهجمات الإرهابية، من بينها تفجير 1983 الذي استهدف البحرية الأمريكية في بيروت، ومؤامرة 2009 في مصر، وتفجير مرفق السفارة الأمريكية في بيروت عام 1984، وتفجير الحافلة في بلغاريا 2012، وهجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة التي أمرت فيها المحاكم الاتحادية إيران بدفع 7.5 مليار دولار لعائلات الضحايا.
ورأى الباحث أنه في حين تعتبر سياسة تصنيف حزب الله منظمة إرهابية خطوة نحو تعزيز السلام والاستقرار، فعلى بريطانيا إدراك حقيقة أنه طالما إيران ليست واقعة تحت ضغط، فهذه السياسة لن تكون فعالة كما ينبغي.
ومن أجل الضغط على حزب الله، قال إنه يجب قطع سبيل تدفق الأموال من طهران، حيث إن المليشيا الإرهابية اعترفت بأن المال والسلاح لديها بأكملهما من إيران.
وأشار “زادة” إلى أنه رغم أهمية فرض عقوبات على البنوك التي تجري المعاملات المالية لحزب الله وإيران، لكنها غير كافية، لأن تحويل الأموال من إيران لحزب الله لا يمكن رصده بسهولة، فمثل تلك المعاملات على الأرجح لا يتم عبر البنوك.
وبصرف النظر عن هذه الأمور، رأى الباحث الأمريكي أن السياسة الأكثر فاعلية بالنسبة لبريطانيا للتصدي للأنشطة الإرهابية لحزب الله ستكون فرض عقوبات مالية على النظام الإيراني، وقطع تدفق الأموال للقادة الإيرانيين.
لكنه أشار أيضًا إلى أن بريطانيا تواصل اتباع سياسة إرضاء طهران، التي تتضمن الإبقاء على الاتفاق النووي، ومواصلة الأعمال التجارية والاتفاقيات مع الحكومة الإيرانية ومساعدتهم في الالتفاف على العقوبات الأمريكية.
وأوضح أن الإبقاء على الاتفاق النووي يعني أن طهران ستواصل التمتع بشرعية عالمية والعوائد المالية لرعاية مجموعاتها الإرهابية.
وبين أنه حال انضمام بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية إلى الولايات المتحدة في الضغط على النظام الإيراني، ستجد طهران صعوبة بالغة في مواصلة رعاية حزب الله وتسليحه وتمويله، لذا من أجل الضغط على المليشيا يجب إضعاف النظام الإيراني.