متابعات

أبناء وبنات الوطن يعيدون هيكلة سوق العمل

جدة – مهند قحطان

لم يكن دخولهم سوق العمل اختبارا ، بل إرادة أثبتها شباب الوطن من الجنسين مع كل خطوة تفتح لهم مجالات تلو الأخرى في سوق العمل ، فبعد توطين العديد من القطاعات الخاصة وشغل شواغرها بالكفاءات من المواطنين والمواطنات ، اثبتوا الكفاءة في كل مجال دون انتظار لوظيفة حكومية ، وأن الأعمال والمهن والوظائف مهما كانت طبيعتها ، هي مصدر رزق حلال واستقرار وتجارب تثري حياتهم بالخبرة والأفكار ، وهاهم يقومون بها بنجاح واعتزاز في الشركات والمحلات وفي الأسواق والمولات ، ونقل الأجرة عبر التطبيقات الذكية وغيرها من الاعمال .

البلاد رصدت آراء وتجارب العديد من المواطنين وأصحاب وصاحبات تجارب مع الوظيفة وسوق العمل.

عبد الله البحش المسؤول في شركة علاقة الاعلامية قال إن البداية كانت محمّسة جدا لنجاح التوطين في سوق العمل، لذلك على الشاب العمل بإصرار ومثابرة للوصول ليصل إلى الأفضل بالخبرة ، فالشاب السعودي يملك الإمكانيات التي تؤهله لسوق العمل لكن يحتاج البعض إلى التوجيهات المناسبة للاتجاه في المسار الصحيح، خاصة وأن الشاب السعودي طموح جدا ومبدع في كافة مجالاته وسوف يثبت ذلك مع مرور الوقت.

من جهته يؤكد عضو المنظمة العربية للسياحة فهد عليان الحاشدي ،أن الشاب السعودي يعمل منذ زمن طويل في عدة قطاعات سواء في التجارة او القطاع الخاص ، وأنا من هؤلاء الذين دخلوا سوق العمل مبكرا وعملنا وثابرنا حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من الاستقرار الوظيفي والخبرة، واليوم باتت فرص العمل متاحة بعد توطين العديد من القطاعات ليثبت جدارته في العمل ويثبت للجميع أن المواطن قادر على العمل في شتى الوظائف.

وأضاف الحاشدي أن اهم نقطة يجب التركيز عليها هي الاستمرارية في العمل وعدم التوقف عند نقطة معينة ، بل يجب أن يتوسع في تجارته دراسات جدوى ان كان لديه مشروع صغير ، والعمل أكثر وبجدية وطموح ان كان موظفا مهما كانت وظيفته وطبيعة عمله ليصل إلى وضع أفضل في السلم الوظيفي، وهذا الكلام اعني به البعض ممن يتعجلون المكاسب فتجده يعمل لمدة لا تتجاوز الثلاثة اشهر ومن ثم ترك المنشأة وهذا يسبب ثغرة في حياته العملية ، وعليه ان يكون اقوى لأن التجارة والعمل له وليس لغيره، ويجب على الشاب الالتزام ، وإشعار المنشأة قبل النقل الى جهة أخرى اذا وجد فرصة أفضل حتى لايتسبب في ارباك المنسأة في حال مغادرتها إذا لم يناسبه العمل.

بيئة عمل محفزة
من جانبه يقول المحلل الاقتصادي تيسير اليوبي: في ظل توجه وزارة العمل والتنمية الاجتماعية البدء بتوطين منافذ البيع في 12 نشاطا اقتصاديا بقطاع التجزئة بهدف خفض نسبة البطالة التي بلغت 12.9% ، استطاع الكثير من الشباب والشابات الحصول على وظائف تلبي رغباتهم في العمل والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني بالإضافة الى أهمية الحصول على دخل شهري ثابت يحقق لهم الاستقرار المعيشي والاجتماعي وبناء المستقبل.

وأضاف اليوبي نرى الان ان العديد من المؤسسات عملت على اصلاح بيئة العمل مثل خفض ساعات الدوام الى 8 او 7 ساعات واضافة حوافز مالية او معنوية بالإضافة الى وضع سلم وظيفي واضح، كل ذلك حقق استقرارا وظيفيا واضحا ، دفع الشباب الى بذل مزيد من المجهود للحصول على دخل أعلى والترقي داخل المؤسسة ليحصل على وظائف مثل مشرف او مدير معرض بدلاً من البقاء على وظيفة بائع، بل أكثر من ذلك توجه الكثير من الشباب الى تعلم اسرار بعض المهن ليتمكن من الاستفادة من توجه السلطات المعنية لمحاربة التستر ويستطيع امتلاك مشروعه الخاص.

وختم اليوبي حديثه بقوله: على الشاب الراغب في ممارسة التجارة ان يبذل مزيدا من الجهد للتعرف على تفاصيل السلع التي يرغب العمل بها ومصادرها التي يستطيع الحصول عليها والفروقات بين الأسعار ، حتى يحقق أرباحا وينمو نشاطه .

اختلفت نظرة العمل
وحول نظرة الشباب للوظائف ، أكدت الدكتورة نسرين محمد عبد السلام أستاذ مساعد تكنولوجيا وسلامة اغذية في جامعة الملك عبد العزيز : الشباب السعودي كفؤ وقادر على تحمل المسؤولية، وانا افرح جدا حين اراه يعمل في القطاعات التي تم توطينها ، وهذا يؤكد ان مفاهيم العمل المهني واليدوي اختلفت في المجتمع عن السابق ، على عكس الماضي عندما كانت مفاهيم البعض والمجتمع تركز على وجاهة العمل المكتبي او الاداري ولكن الان توسعت نظرة الشباب والشابات لمجالات العمل وأصبح الكثير منهم يرغب وقادرا على العمل في جهات واعمال مختلفة تخرج عن إطار المكتب، وها نحن نرى شباباً جامعيين يعملون في المطاعم وفي جهات خدمية لا تشمل العمل المكتبي التقليدي.

وختمت د. نسرين حديثها بأهمية التدريب والخبرة الميدانية عند البعض ، ومع العمل ومرور الوقت سوف تأتي الخبرة وتتطور النظرة للحياة العملية ومفدرات النجاح ان شاء الله.

جديرون بالثقة
وتتفق المحامية نوف الحاشدي مع الرأي السابق بأن كفاءة الشاب السعودي وارادته في العمل واقع حقيقي وباتت ثقافة العيب من العمل المهني من المفاهيم المغلوطة التي تركها خلف ظهره وصححها بالوعي والتعليم والتعلم وثقافة العمل الصحيحة، وأصبح الشباب السعودي يقبل بالوظائف البسيطة متى أحبها ويتقبلها بكل اعتزاز وفخر متجاوزا قضية العيب الاجتماعي ، حيث تغيرت مفاهيم المجتمع أيضا لدى الشباب من الجنسين بعد ان باتوا في مواقع العمل ويكتسبون الخبرة وبركة الرزق والاستقرار، والاعتزاز بالعمل في كل موقع ، فلا خجل من مهنة ، بل ان بعضهم اكتسب الخبرة ومفاتيح النجاح وأقاموا مشروعات صغيرة في نفس المجال وباتوا من رواد الأعمال ، وأصبح الشاب والفتاة قادرا على اثبات نفسه والتطور والنجاح في مجال عمله، وهذا يثبت أنه متى توفرت بيئة عمل مناسبة فالشاب السعودي كفء ومستعد لها بغض النظر عن المسمى الوظيفي.

واضافت نوف الحاشدي أن النساء والفتيات توفرت لهن العديد من الوظائف في الفترة الأخيرة حتى ذويهم باتوا يتقبلون فكرة عملهم في مختلف المجالات وتشجيعهم من خلال توفير الامكانيات المادية والمعنوية لهم وتشجيعهم على اكمال تعليمهم وبناء شخصية عصامية واثقة قادرة الاعتماد على نفسها وعدم الوقوف امام رغباتهم وطموحاتهم متى كانت الوظيفة مناسبة لهم شرعا ونظاما، ومن هذا المنطلق نرى ان الشاب والشابة السعودية هم صناع القرار وبناة المستقبل وجديرون بالثقة للعمل في اي مجال اسوة بغيرهم.
وأشارت الحاشدي أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وفرت مؤخرا العديد من الوظائف في القطاع الخاص وذلك بعد توطين العديد من منصات العمل لتساعد الشباب والشبات على النهوض والعمل بها،

وما زالت الوزارة تقوم بتوفير العديد من الوظائف وذلك بعد أن وقعت الوزارة مؤخرا بدعم من وزارة الاقتصاد والتخطيط، مذكرة تفاهم مع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، وجمعية المطاعم والمقاهي “قوت”؛ بهدف توطين 50 ألف وظيفة، وتأهيل وتوظيف 3000 يتيم ويتيمة، وتطوير مهارات 70 ألف مواطن في قطاع الأغذية كما نشر من قبل ، كون توطين قطاع المطاعم والمقاهي سيثمر ويمكن المواطنين والمواطنات من الالتحاق بسوق العمل، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم بالعمل سواء في هذا المجال او غيره من المجالات المتنوعة.

من جهته أكد الشاب أحمد با مجلي أن الشاب السعودي طموح وأثبت ذلك في السنوات الماضية القليلة بالكفاءة العالية في التجارة والعمل الحر لكنه يحتاج الى فرص اكثر ليثبت مهارته في السوق السعودي.

وفي الوقت الحاضر يعمل العديد من شباب وشابات الوطن في القطاعات التي تم توطينها ، ومنهم من بدأ مشاريع خاصة وانطلقوا بتجارتهم بتسهيلات ومحفزات من وزارة العمل وغيرها من الجهات المعنية في كافة المناطق، ليثبت الشاب والشابة أن العمل ليس عيبا ، وأننا قادرون على العمل في أي قطاع او أية وظيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *