الدولية

آخر قلاع داعش تتهاوى .. والعائدون صداع دائم لأوروبا

دمشق ــ وكالات

أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية التي تضيق الخناق على آخر جيب لتنظيم داعش قرب الحدود مع العراق، أن القوات تتوقع “معركة حاسمة” في غضون ساعات بعد التقدم الكبير الذي أحرزته امس الأول.

وقال المتحدث الإعلامي مرفان قامشلو لـ”رويترز” : “نتوقع غدا صباحا أن تكون معركة حاسمة”. وتابع “عناصر داعش لغموا المنطقة بشكل كثيف جدا. آلاف الألغام موجودة على الطرقات في تلك البقعة الصغيرة”.
وأضاف أن الدواعش الباقين معظمهم أجانب يستخدمون الأنفاق للاختباء، ويشنون هجمات مفاجئة ضد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية توغلت، امس الاول في آخر جيب لداعش شرق سوريا وسط قتال شرس، من جبهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بمحافظة دير الزور على الحدود مع العراق.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي، مصطفى بالي، أن “قسد” تتوقع أن تنتهي معركة الباغوز قريباً.

وقال إن “المعارك القوية ما زالت مستمرة منذ ليل الجمعة في الباغوز بين المقاتلين وداعش”، لافتاً إلى أنه “حتى الآن تمكنت القوات الكردية من السيطرة على 6 نقاط كان يتمركز فيها داعش.

بدوره، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إن الإعلان عن انتهاء معركة الباغوز سيتم خلال أقل من أسبوع، مشيراً إلى أن ذلك لن يعني نهاية المعركة مع داعش، لأنها لا تزال معركة طويلة الأمد، وقد تستغرق أشهراً طويلة وربما تمتد لسنوات.

ومع اقتراب الإعلان النهائي للنصر على داعش مع ترقب سقوط آخر جيوب التنظيم الإرهابي شرق سوريا أصبح السؤال عن مصير المئات من عناصره سواء الموقوفة قضية شائكة في ظل مخاوف دول يحملون جنسيتها من استعادتهم.
لكن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بريطانيا وفرنسا وألمانيا لاستعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم داعش دفع القضية لواجهة المشهد السياسي والأمني.

وطالما حذرت تقارير أمنية غربية من قدرة عناصر داعش على استخدام السجون كبؤر لاستقطاب كوادر إرهابية جديدة وتشكيل خلايا نائمة.
وبينما بدأ السؤال يتردد في أروقة الحكومات الغربية لا يزال السؤال نفسه غير مطروح في البلدان العربية التي تواجه الإشكالية نفسها، ليظل مؤجلا يوما بعض الآخر.

ووفقا لبعض الإحصائيات، يشير معهد كويليام البريطاني والمرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عدد عناصر تنظيم داعش الإرهابي بلغ 50 ألف إرهابيا.
بدوره أبدى الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم تخوفه من فكرة فتح الدول العربية أبوابها أمام الدواعش العائدين من الحرب في سوريا والعراق، مستشهدًا بما شهدته دول أوروبية من عمليات إرهابية نفذها عائدون من بؤر الصراع المسلح بالشرق الأوسط.

ووضع مظلوم في تصريحات صحفية حلا بديلا يتمثل في إمكانية استقبال هؤلاء الإرهابيين مع إخضاعهم للمحاكمة؛ لكن مع الوضع في الاعتبار أن من شارك منهم في أعمال قتل للأبرياء أو تفجير للمؤسسات، تصعب إعادة دمجهم في المجتمعات العربية، وما دون ذلك يمكن التفكير في أمرهم.

واستند في حديثه إلى رفض السلطات البريطانية استعادة الفتاة الشهيرة بـ “عروس داعش”، والتي رفضت لندن الاستجابة لعودتها بعد إسقاط الجنسية عنها.
من جانبه، طالب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب المصري، باستمرار ملاحقة الإرهابيين الدواعش على المستوى الدولي، وإخضاعهم لمحاكمات على جرائمهم التي اقترفوها.

غير أن أبا حامد شدد على أن توقف عناصر داعش عن القتال لا يعني التغاضي عما فعلوه، منبهًا إلى أن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بمرور الوقت، ولا يجوز السماح لهم بالعودة إلى أوطانهم دون مساءلة “وكأن شيئا لم يكن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *