متابعات

مسابقات الفضائيات ضجيج بلا طحين !

جدة – إبراهيم المدني

انتقد عدد من المختصين والتربويين، المحتوى الذي تقدمه بعض برامج المسابقات الثقافية على الفضائيات ، وخاصة الأسئلة التي يلقيها مقدمو هذه البرامج على المشاركين من الشباب والفتيات، حيث أكد المتابعون لها على أنها خالية من المضمون وتفتقد للمهنية ، واعتبر عدد من المتابعين أن هذه المسابقات مضيعة للوقت وهدرا للأموال ، وطالبوا وزارة الإعلام بالتدخل ووضع ضوابط لهذه المسابقات لكى تلزم مقدميها بتقديم أسئلة تعود بالفائدة على المشاركين وتهتم بالتراث الوطني والإسلامي والعالمي وتبتعد عن السطحية والمعلومات التي لا تفيد المشاركين ولا تضيف لرصيدهم الثقافي والمعلوماتي أي جديد.

بداية يؤكد الدكتور معيض بن محمد الحارثي الاستشاري في طب الأسرة أن التراث الوطني والعربي والإسلامي غني بالمعلومات التى يمكن مناقشة المشاركين في المسابقات بها ، وطرح الأسئلة عليهم ويتم اختيارها من قبل أشخاص لديهم المعرفة بالجوانب المهمة في التراث الوطنى والتي يجب التركيز عليها وإبرازها في مثل هذه المناسبات.

وأضاف الحارثى أن المستفيد ليس فقط المشارك في المسابقة سواء كان شاباً أو فتاة بل كل المتابعين على نحو سواء ، مطالباً فى الوقت ذاته الجهات المعنية بوزارة الإعلام وضع ضوابط للمسابقات التي تقدم عبر وسائل الإعلام المرئية وإلزام مقدمي هذه المسابقات باختيار الأسئلة المناسبة وعدم السطحية بأي شكل من الأشكال واحترام عقول المشاركين وأعمارهم إضافة للاهتمام بالمتابعين لهذه المسابقات من خلف الشاشات.

الارتقاء بفكر الشباب والفتيات
ومن جهته ، قال الخبير التربوي الأستاذ متعب القحطاني إنه مما لاشك فيه أن الإعلام بكافة وسائله يُعد من أخطر وسائل التأثير في تفكير أفراد المجتمع كافة صغاراً وكباراً ، وخاصة البرامج التى تعتمد مادتها التلفزيونية على المسابقات ، مستدلاً بنصحية د. جيفري جونسون الأستاذ بمعهد الطب النفسي بنيويورك انه يتوجب على الآباء أن يتجنبوا السماح لأبناءهم مشاهدة التلفاز أكثر من ساعة يومياً، حيث أصبحت البرامج متعددة وكثيرة لكثرة القنوات وسهولة وصولها إلى كافة فئات المجتمع وشرائحه وخاصة الشباب مما تؤثر على العقول والنفوس والسلوكيات .

وأكد “القحطانى” على أن برامج المسابقات التلفزيونية غير الهادفة أحياناً والتي تأتي بأسئلة على غير صلة بعاداتنا وعقيدتنا تؤثر بالسلب على المجتمع وعلى أبنائنا مما يترتب عليها تقديم قدوات مجتمعية زائفة مصطنعة غير حقيقة ،و تصنع أبطال ونجوم لا حقيقة لهم على أرض الواقع ، وإعطاءهم شهرة لا يستحقونها على حساب أعلام الإسلام وأبطال الوطن الأوفياء ، فأصبحوا أولئك هم الشجعان والأكثر حضوراَ وشهرة في أذهان فئات المجتمع فى حين يتم تغييب بطولات الصحابة والتابعين وأبطال الوطن من العسكريين وغيرهم من الأدباء والمفكرين والمخترعين ووجهاء المجتمع .

ولفت القحطانى إلى أن برامج المسابقات أسهمت في هبوط الحصيلة المعلوماتية والذوق العام للمشاهد وهدًمت القيم التي نشأ عليها أبناء هذا البلد المعطاء انطلاقا من قول الشاعر “:متى يبلغ البنيان يوماً تمامه.. إن كنت تبنيه وغيرك يهدم.. لو ألف بأن خلفهم هادم كفى.. فكيف ببان خلفه الف هادم”.

وتابع أنه ينبغى على هذه البرامج أن يكون لها أهداف عُليا و سامية تترقى بعقول أفراد المجتمع بكافة أطيافه ، بخطط واضحة وسليمة فالتخطيط مطلب ويكون جُل هدفها الأساسي أن تسهم هذه البرامج في تكوين الحياة في كافة أبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وتعزيز الانتماء الوطني والوظيفي والفداء للوطن ومعرفة حضارة وماضي الوطن ونشأته وتاريخه وفرسانه وكيف تم توحيده بعد الشتات ، وما يحتويه من أماكن مقدسة وأماكن أثرية .

وأضاف أنه ينبغى أيضا أن تنمى هذه البرامج التمسك بمبادئ الدين الحنيف وتسهم في تبادل التطوير وتعلم ما يصب فى مصلحة الوطن وأبناءه والسير في درب نموه وتطويره وتحقيق أحلامه وطموحاته وجعل كل ذلك هدف عام أساسي لا تنازل عنه .

اختلاط المفاهيم
من جهته قال المهندس حسن الزهراني إن الوجه الاجتماعي المعروف أفضل من ثقافة التسطيح التي تمارسها بعض البرامج التلفزيونية تجاه الأبناء ، طارحاً تساؤلا :”هل يستشعر أولئك الذين يفرغون الثقافة من مضامينها الأثر السلبي على جيل كامل فأي ثقافة تربط الجيل بما يضعف القيم لديه فلا يغرس قيما ولا يؤصل انتماءً للوطن”، مضيفاً إنها أمانة جيل يتحملها أولئك الذين يبحثون عن الشهرة والمال فحسب المهم لديهم كثرة المتابعين وفقط غير مبالين بالمحتوى.

وطالب الزهرانى الجهات المختصة بالتدخل قائلا:” لابد أن تتضافر الجهود لحماية جيل نحن مستأمنون عليه قبل أن نعض أصابع الندم” ، مقترحاً أن يتم ربط هذا الجيل بقيمه من خلال عدد من القدوات الحية لها أدوار بارزة في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لبلدنا الحبيب وتركيز الإعلام على قدوات ناجحة وإبراز دورها من خلال حوارات شبابية مناسبة لهذا الجيل واختيار عدد من الناجحين الشباب على مدار تاريخنا الإسلامي فالمبدعون في أمتنا كثر بالإضافة إلى التركيز على المتميزين من شباب هذا الوطن وفتياته الذين اختاروا طريق الإنجاز ليكونوا قدوات حية للشباب ولدينا أعداد كبيرة بحمد الله من شباب هذا البلد من الجادين الذين يمكن ان تستثمر طاقاتهم الإبداعية في مجالات عدة ليطرحوا البدائل المناسبة لجيل اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *