متابعات

خادم الحرمين سطّر فصلا جديدا في الحكمة والثوابت السعودية

القاهرة – محمد عمر – عمر رأفت

حظيت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر ، ومشاركته وكلمته الضافية – حفظه الله – في القمة العربية الأوروبية ، باهتمام بالغ على كافة المستويات والذي يعكس الثقل السياسي والاقتصادي للمملكة ، والتقدير لمكانتها وقيادتها الرشيدة ودورها الريادي تجاه دعم تضامن وقوة الأمة وقضاياها الرئيسية وحماية مقدراتها، ومواجهة التحديات ، حيث أكد الخطاب على موقف المملكة الثابت والراسخ في دعم الاستقرار.

البلاد ” رصدت وحللت أهمية كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز من خلال آراء الخبراء والمراقبين الذين تناولوا بالقراءة المتعمقة مضامين الكلمة الملكية في القمة بشأن القضايا والأحداث والتحديات.

البداية مع محمد مهدي عبد رب النبي مستشار اسواق المال العالمية ، الذي قال إن الاقتصاد العالمي يعرف مدى ثقل المملكة وتأثيرها داخل منظومته و أهمية نمو تأثيرها الكبير على محركات الاحداث على الساحة العالمية ، وشهدت القمة العربية الأوروبية التي انعقدت في شرم الشيخ عكست ثلاث دوائر تؤكد دور المملكة الفعال في قضايا العالم .

أولا التعاون الاقتصادى بين المملكة و مصر والتبادل التجارى بين البلدين الشقيفين بلغ فى عام 2018 نحو 8 مليارات دولار امريكى مع توقعات بزيادة حجم التبادل الى ما يفوق 10 مليارات دولار بحلول 2020 ، ونحو 5338 شركة سعودية عاملة فى مصر باستثمارات مهمة تبلغ نحو 10 مليارات دولار تسهم بفاعلية فى رفع معدلات التوظيف المصرية و على جانب اخر يسهم نحو 1.8 مليون مصرى يعملون بالسعودية فى ازدهار اقتصاد المملكة ، وتشكل السياحة السعودية نحو 20 % من السياحة العربية الوافدة لمصر ، كما يقيم أكثر من نصف مليون سعودى فى بلدهم الثانى مصر.

ثانيا دور المملكة في الاستقرار المالي العربي والعالمي حيث أشار خادم الحرمين الشريفين في كلمته بالقمة العربية الأوروبية الى مدى مساهمة المملكة الانسانية فى قضايا العالم حيث قدمت بلاد الحرمين مساعدات بنحو 35 مليار دولار الى نحو 80 دولة حول العالم انطلاقا من الثوابت الاسلامية و العربية ، ونحو 10 مليارات دولار يرصدها صندوق الاستثمارات العامة السعودية للمشاركة فى اعادة اعمار ليبيا و اليمن ، و هذا يعكس جزءا مهما من توجه المملكة الاقتصادى الخارجى لمكافحة الارهاب بالبناء والتنمية ،ولابد من الاشارة الى دعم المملكة واشقائها الخليجيين للعديد من الدول فى الوقت المناسب خلال أزمات سابقة كادت ان تعصف باقتصادها.

•• محاور اساسية ••
من جهته قال حسام الغايش الخبير الاقتصادى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – فى القمة العربية الأوروبية ركزت على ثلاثة محاور رئيسية المحور الأول هو القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 والتأكيد على حل شامل وعادل للقضية الاهم من الجانب العربى والمحور الثانى هو الوضع فى اليمن الشقيق والتأكيد على التدخل السافر فى شؤون الدول من إيران ومساعدتها للميلشيات الحوثية والتأكيد على التزام المملكة بتأمين الممر الملاحى الهام والحيوى للعالم أجمع وهو مضيق باب المندب والمحور الثالث التأكيد على محاربة المملكة الفساد وغسل الأموال ودورها الحيوى فى المساعدات الانسانية والتنموية والتى تجاوزت ال35 مليار دولار كمساعدات إنسانية وتنموية لأكثر من 80 دولة.

إن الاستثمارات السعودية في مصر بلغت أكثر من 6 مليارات دولار في أكثر من 3400 مشروع استثماري، بينما بلغت الاستثمارات المصرية في السعودية 2.5 مليار دولار، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.6 مليار دولار منها 1.6 مليار دولار صادرات مصرية، كما أن الاستثمارات السعودية في مصر تحتل المرتبة الأولى عربيا من خلال 2900 مشروع.

ولقد جاءت الاستثمارات السعودية للسوق المصرى خاصة في ظل التغيرات الإيجابية التي لحقت بمناخ الأعمال والاستثمار في مصر عقب السياسات الإصلاحية التي اتبعتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية ، وتحتل الاستثمارات السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية ، خاصة وان المجلس التنسيق الحكومي المشترك بين البلدين يسير في طريق موازٍ مع القطاع الخاص لتعزيز التعاون بين البلدين، ويعد صندوق الاستثمارات السعودية سيكون الجواد الرابح للقطاع الخاص السعودي في الاستثمارات السعودية في مجالات “الطاقة – التعدين – الصحة – الخدمات اللوجيستية”.

كما أن المملكة مهتمة كثيرا في الوقت الحالي بتطوير حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والقارة الإفريقية، ودول إفريقيا غنية في الثروة التعدينية، لكن جزءا كبيرا منها يحتاج إلى استثمار وأعتقد أنها فرصة للشركات السعودية والمصرية الدخول في تلك الاستثمارات التعدينية ، وتتركز أهم الاستثمارات السعودية في القطاعات الخدمية التي تضم خدمات النقل اللوجيستيات والصحة والتعليم والاستشارات .

•• مبادئ ثابتة ومواقف حازمة ••
من جانبه قال الدكتور أحمد على إنه فى إطار مشاركة المملكة فى القمة العربية الأوروبية ، فإن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله أكدت أن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لميليشيات الحوثي وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته التخريبية في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستى .

كما أن المملكة تؤكد على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216، كما تؤكد على أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع ، مشددا على أن المملكة بذلت في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهوداً كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة وتحميل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن ، وهو ما جعل المملكه تجدد الدعوة للحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض دولنا العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، ومثمنا الجهود الأوروبية الداعمة لذلك .

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية في القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة والتي سميت بقمة القدس، وهو مايوضح وبقوة موقف المملكة الثابت تجاه استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بملف مكافحة الارهاب فإن المملكة عانت شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية، مؤكدا على أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.

وقال هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز _حفظه الله ورعاه_ تعكس محورية القضية الفلسطينية في العقل والقلب السعودي، باعتبارها القضية الأم لكل العرب وأن حل القضية الفلسطينية مهم لاستقرار الشرق الأوسط، غير أن الموقف السعودي تاريخياً مدفوع برعاية ودعم صادق من المملكة،

وتتجلى المواقف من خلال ما تقوم به السعودية من تبني القضية في المحافل الدولية ومن تقديم المساعدات والعون للفلسطينييين، وليس أدل على ذلك من إطلاق اسم “القدس” على القمة العربية التي استضافتها السعودية في 2018.

وأضاف سليمان في تصريحات لـ”البلاد” أن كلمة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز _حفظه الله ورعاه_ قد حملت، بجانب القضية الفلسطينية، عدداً من المحاور والرسائل الهامة للإقليم ودول العالم، عكست في مجملها ذكاء سياسيا كبيرا لطرح قضايا ملحة ومحل اهتمام للأمن القومي السعودي والعربي؛ وأبرزت بؤر اهتمامات المملكة وإدراكها للتحديات والقضايا الدولية؛ أهمها التأكيد على الممارسات السلبية الإيرانية وفضح سياساتها التدخلية في الشأن العربي، وهي رسالة هامة في وقت تعاني فيه طهران من العزلة الدولية، مما يسهم في مزيد من تعريتها أمام الدول الأوروبية.

وأوضح سليمان أن الكلمة الضافية أكدت أيضاً على دعم المملكة وتأكيدها على أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفق القرار ألأممي 2216، وما تم الاتفاق علية في السويد. وحملت الكلمة أيضاً إدانة الحوثيين لإطلاق الصواريخ تجاه السعودية، التي بلغ عددها أكثر من 200 صاروخ، بدعم إيراني ومطالبة الملك سلمان بموقف دولي للضغط على إيران لمنعها من التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، ودعا للحل للسياسي لمشاكل المنطقة ، مشيرا إلى أن هذه الكلمة جاءت متكاملة من حيث التنوع وقوة المضمون بالتركيز على قضايا ذات اهتمام مشترك عربي أوروبي، من خلال التأكيد على أهمية العمل العربي المشترك لمحاربة الإرهاب، وكذلك مواصلة المملكة دورها الريادي في العمل على مكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.

كما عكست الكلمة قضايا الاهتمام المشترك مع أوروبا من خلال التأكيد على أن قضية اللاجئين التي تعاني منها أوروبا على رأس القضايا الإنسانية الملحة بالنسبة للمملكة ، وأنها لا تتأخر بأداء واجبها تجاه القضايا الإنسانية، من خلال مساعدات تجاوزت قيمتها الـ35 مليار دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية.

وقال سليمان: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت حاسمة ومتوازنة وذكية للغاية؛ من خلال طرحها لقضايا المنطقة وكشف الدول المتدخلة وبيان سبل الحل السلمي للأزمات وخاصة الأزمة اليمنية وتأكيدها على رعايتها لقرارات المجتمع الدولي، علاوة على أنها عكست قضايا اهتمام مشترك مثل اللاجئين وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وهي قضايا ذات أبعاد إقليمية ونوعية.

•• القضية الفلسطينية ••
من جانبه قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن المملكة العربية السعودية تعتبر الملف الفلسطيني أولوية بالنسبة لها، خاصة في ظل إلتزام المملكة بالدعم المتواصل للقضية بشكل كبير من الناحية المالية والسياسية.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ”البلاد” إن المملكة التزمت خلال سنوات طوال بدعم القضية الفلسطينية حتى قبل وجود كيان يمثل السلطة الفلسطينية، فكانت المملكة تدعم القضية بالأموال اللازمة خاصة للفلسطنيين.

وأوضح الرقب أن الملف الفلسطيني أولوية كبرى بالنسبة للفلسطنيين، وكان هناك التزام واضح، وكانت دائمًا تنادي بضرورة توفير كل الدعم والجهد العربي لدعم هذه القضية بشكل مكثف من اجل ضمان الحقوق الفلسطينية.

وأشار إلى أن بداية دعم القضية الفلسطينية كانت من المملكة خاصة بعد طرح مبادرة الملك فهد في عام 1978، وفي عام 2002، وعندما تولى الملك عبدالله، كانت هناك مبادرة من المملكة وهي إقامة دولة فلسطينية، وهي المبادرة التي وضعت خطوطًا حمراء لقيام دولة فلسطين على أساس معاهدة عام 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وكان الرد السعودي قويًا لأي تجاوزات بخصوص هذ الملف.

وأكد الرقب أن المملكة كانت تلتزم بمساعدة فلسطين منذ انطلاق الكفاح الفلسطيني ، كما كان للمملكة موقف واضح في قمة سرت في ليبيا عندما اقترحت إنشاء صندوق مالي لدعم القدس والشعب الفلسطيني، وهو نصف مليار دولار لدعم القدس.

كما أشار إلى الدور السعودي في إنشاء منظمة التعاون الإسلامي في عام 1969 بمبادرة من الملك فيصل ، وكان له دور في جمع التبرعات بعد حرق المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي يحسب للمملكة.

وأضاف الرقب أن الدعم السعودي لم يقتصر فقط على الشق السياسي والشق المالي، فكان دورًا كبيرًا في لم شمل الفلسطنيين، وتحقيق مصالحة فلسطينية فلسطينية وشارك فيها كل من فتح وحماس، وهو ما تم الاتفاق عليه في عام 2006 في الرياض وتم تشكيل حكومة موحدة في ذلك الوقت، ولكن اختلفوا لاحقًا، ولكن التاريخ اعترف بالدور السعودي في هذا الأمر.

كما أشار الرقب إلى الدور السعودي في المؤتمر العربي الأوروبي الأول، والموقف السعودي القوي، خاصة على لسان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز _حفظه الله ورعاه_، والذي قال إن المملكة لن تقبل بدولة غير التي تم الاتفاق عليها بناء على حدود عام 1967.

وأكد الرقب أن الشعب الفلسطيني يكن كل الاحترام والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز _حفظه الله ورعاه_ والمملكة وهذا هو كرم المملكة وأهل العرب بشكل عام وهذا يسجل إيجابيًا في تاريخ المملكة.

وأنهى الرقب حديثه قائلًأ: “المملكة العربية السعودية لم تكن أبدًا تسعى من وراء مساندتها القضية الفلسطينية لإبراز دورها السياسي ولكنها كانت تسعى دائمًا إلى أن تكون قراراتها لصالح القضية الفلسطينية ويهمها فقط أن يتم إيجاد حلول للقضية وأن يتم حفظ حقوق الشعب الفلسطيني، دون النظر إلى تحقيق أي إنجازات ، فكل ما يهم المملكة هو القضية الفلسطينية فقط دون أي شئ أخر.

من جهته قال الدكتور كريم عادل رئيس مؤسسة العدل الدولية للدراسات القضائية والدبلوماسية أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بالقمة العربية الأوروبية، جاءت توثيقاً لمدى قوة العلاقات السعودية المصرية ، وما تتسم به هذه العلاقات من قوة واستمرارية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والاسلامية والدولية، فالبلدين هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، كما أن التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدى إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والاسلامية .

كما تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بالقمة العربية الأوروبية مدى حرص المملكة على القضايا العربية والإقليمية ومساندتها لها ، وهي مواقف ليست بجديدة على المملكة فهي مواقف تحسب لها منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – يرحمه الله – إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله –.

ولعل ما يعزز موقف المملكة تجاه أشقائها العرب هو تواجدها ضمن قائمة أكبر عشر دول في العالم تحرص على مد جسور الدعم والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، حتى أضحت في مقدمة الداعمين للعمل الإنساني والتنموي دون أي تمييز على أساس دين أو عرق أو بلد، وذلك وفق ما تشير إليه إحصاءات المنظمات الأممية للعمل الإغاثي والإنساني.

فالمملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي تقدم مساعدات إنسانية وتنموية وخيرية إلى مختلف الدول، في شكل منح إنسانية وخيرية وقروض ميسرة لتشجيع التنمية في الدول النامية.

إضافة إلى ما تقدمه من مساعدات إنسانية وإغاثية في حالات الطوارئ، التعليم، المياه، الصحة العامة، النقل، الأعمال الخيرية الدينية والاجتماعية، توليد الطاقة وإمدادها، الزراعة، إضافة إلى قطاعات أخرى متنوعة.

فالمملكة لها العديد من الأدوار التاريخية في خدمة القضايا العربية، لا سيما في ظل ما يعانيه عدد من الدول العربية، من تحديات خلال السنوات الأخيرة، فكلما تعاظمت هذه التحديات، تعاظم معها الدعم والعطاء من قبل المملكة، واللافت أنه خلال السنوات الأخيرة، لم يتوقف الأمر عند حدود زيادة الاستثمارات السعودية مع أشقائها العرب، بل امتد إلى مختلف الميادين، وظهر ذلك بجلاء في العديد من الأزمات في المنطقة التي تدخلت المملكة لحلها وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح سواء في دعم شرعية أو مواجهة عمليات إرهابية .

فالمملكة تُعَد صمام أمان لمختلف دول المنطقة في مواجهة أعتى الأزمات والمؤامرات التي تُحاك للدول العربية سواء سياسية أو اقتصادية أواجتماعية ، حيث ساهم الدور السعودي في دعم ومساندة مختلف دول المنطقة، وكان له عظيم الأثر، وساهم بصورة كبيرة في إنقاذ العديد من الدول العربية .

وأهم ما يؤكد حرص المملكة على دعم ومساندة دول المنطقة وانشغالها الدائم بأمور المنطقة العربية هو اتخاذها لمجموعة من الخطوات تؤكد على اعتبارها ” رؤية 2030 ” هي رؤية عربية اقليمية مشتركة ، فإن كانت هذه الرؤية ساهمت في العديد من التطورات الهائلة داخل المملكة في الوقت الراهن، في شتى النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن سيكون لها التأثير الإيجابي الواسع في المنطقة على الأصعدة كافة، فالدور الذي تقوم به المملكة سياسياً وأمنياً واقتصادياً في دعم ومساندة دول المنطقة، له عظيم الأثر في المنطقة بشكل عام.

وأضاف : إننا نلمس انشغال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بسلامة الأمة والتصدي لكل ما يهدد المنطقة العربية وما يواجهها من تحديات ، فليست المملكة وحدها التي تعيش في قلبه -، بل كافة الدول العربية والإسلامية تعيش في وجدانه وقلبه، فقد تعودت كل الدول العربية وشعوبها أن ترى في مواقف ملوك السعودية اليد الحانية، والقلب العطوف،

وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لترسخ نهج المملكة الثابت أمام القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ ، بل في مواقفه كافة ومواقف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- فكل وقفات المملكة إلى جانب أشقائها، تنطلق من رغبتها في المساهمة في حماية أمنهم، ودعم اقتصاداتهم، وهو في النهاية دعم لجهود الأمن والاقتصاد بشكل عام في منطقتنا العربية، ويشهد التاريخ وسيظل يشهد بدور المملكة في مساندة دول المنطقة العربية والمحافظة على استقرار شعوبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *