الدولية

إيرانيون : النظام يجمع أموال دعم الإرهاب .. ونحن نتغذى من صناديق النفايات

 القاهرة ــ نوهان انور

على وقع التدهور الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر في إيران، يستمر التخبط الحكومي والخلافات داخل النظام الذي بات يواجه خطرا حقيقا من جراء تصاعد الغضب الشعبي في البلاد.

فظاهرة الفقر في إيران آخذت في الارتفاع، ووصل التضخم مستويات قياسية ، ومعدلات الأجور تجبر معظم المواطنين علي أن يحملوا فوق عاتقهم العمل في أكثر من وظيفة لمجرد البقاء على قيد الحياة. كما يفتقر العمال إلى الحق في التنظيم بحرية وفعالية للمطالبة بحقوقهم ورواتبهم المتأخرة. كل هذا يؤدي إلى انفجار الشارع الإيراني وغليان الرأي العام.

وعلى الرغم من هذه الاوضاع المسيئة إلا أننا نلاحظ ظاهرة ــــ ليست وليدة اللحظة ــ تعرف بـ “صندوق التبرعات والصدقات” وهذه الصناديق وظفها الملالي لدعم وتمويل الميليشيات والجيوب الإرهابية في سوريا واليمن ولبنان.

وتعد الصناديق التى تتبع مباشرة الى مايعرف بلجنة” امداد الخميني” أحد أساليب اختراق الدول من باب الامدادات والمساعدات، اذ يوجد منها نحو 38 ألف صندوق في مختلف ولايات البلاد و 450 ألف صندوق فى العاصمة طهران لوحدها, ويقال أن لجنة الامداد هذه تجمع ما يقارب 180 مليار تومان من صندوق الصدقات. والعجيب في الأمر أن هذه الاموال تذهب لدعم الإرهاب بدلاً من مساعدة الشعب الإيراني الذي يعاني من الفقر المدقع, مما أدي إلي ثورة الشعب الإيراني ضد صناديق التبرعات والصدقات وقاموا بتحطيمها وازالتها وحرقها بعد أخذ محتوياتها والتبرع بها لصالح الفقراء من الشعب الإيراني.

ونستنتج من ذلك دعم ايران الواضح للإرهاب في صورة الإمدادات وهذا امر ليس بجديد أيضاً.
وعلى وقع الممارسات اعلاه تدهور الاقتصاد الايراني بشكل كبير ويعاني من ارتفاع التضخم والبطالة وانخفاض العملة المحلية (الريال) وفساد النظام وصرف أموال طائلة على دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة.

وتبع ذلك ارتفاع ومغلاء فى الاسعار وهو الأمر الذي ارهق المواطنين, وعلي سبيل المثال لا الحصر ارتفاع سعر اللحوم والدجاج إلي مستويات غير مسبوقة, حيث تجاوز سعر كيلو اللحم 110 ألف تومان إيراني, وهذه الزيادة كانت باعثاً علي تشكيل صفوف طويلة علي مراكز توزيع اللحم والتي تستغرق ساعات, ومن آراء المواطنين حول غلاء الاسعار ولاسيما سعر اللحوم، يقول المواطن الايراني علي”:” أنا لدي طفلان وللآسف مجبورين أن نأكل أقل من نصف الكمية المعتادة تزامناً مع تضاعف ايجار منزلنا, ولا أعرف ماذا أفعل في مثل هذه الاوضاع”.

بينما يقول مواطن اخري يدعي مهدي” :” ذهبت الأسبوع الماضي إلي سوق الفاكهة والخضروات بطهران وكان يوجد في حدود 20 شخص في طابور اللحم وأنا أيضاً كنت أقف في الطابور, وبسبب غلاء الأسعار أخجل ان أقف في الطابور لعدم امكانيتي الشراء”.
وفى السياق ذات يقول مواطن اخر فضل حجب اسمه:” أنا كنت اعمل منتجا للحوم ولكن للأسف بسبب الزيادة في اسعار العلف وبسبب ظروف القحط وظروف الاستيراد قد اعلنت افلاسي”.

هذا فضلاً عن ارتفاع أسعار الدواء إلي ثلاثة أضعاف لاسيما دواء مرضي السرطان, حيث ازدادت القيمة إلي ضعفين وثلاثة اضعاف, وفي هذه الظروف لا يتمكن المواطن من مسايرة ارتفاع اسعار الدواء, هذا غير المشاكل المتعلقة بتصنيع الدواء حيث قلة الامكانيات الدوائية. وعلي صعيد آخر, فقد وصل معدل التضخم هذا العام إلي 39.6% , ومن شأن هذه النسبة أن ترهق الأسر الإيرانية والتي تعاني من زياده بمتوسط يصل الي 39.6%.

وفى سياق متصل قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن العقوبات التي تفرضها واشنطن تستهدف قادة النظام الإيراني والمؤسسات التابعة لها التي تنتهك حقوق الإنسان في إيران.

وكان بومبيو يتحدث في مقابلة نشرها حساب الخارجية الأميركية على موقع تويتر بالفارسية، للإجابة عن أسئلة الإيرانيين عبر مواقع التواصل حول عدم وضع الحرس الثوري وهيئة الإذاعة والتلفزيون ودورهما في الانتهاكات، سواء من خلال القمع المباشر أو بث اعترافات قسرية متلفزة للمتظاهرين أو المعتقلين السياسيين.

وأكد وزير الخارجية أن واشنطن فرضت بالفعل العديد من العقوبات على مؤسسات النظام، بما فيها أجنحة الحرس الثوري والمؤسسات القيادية للنظام، لكنه شدد على أن أميركا “تريد تنفيذ هذ العقوبات بطريقة لا تضر بالناس العاديين في إيران”.

وقال بومبيو إنه بالدرجة الأولى يجب على قادة النظام الإيراني أن يدافعوا عن حقوق الإنسان لشعوبهم، وإن هذا يزعجه، وكذلك “مئات الملايين من الأميركيين عندما يرون أن قادة إيران لا يصونون حقوق شعبهم”.

وأضاف أن الولايات المتحدة طبقت ما يتوجب عليها بهذا الخصوص، حيث فرضت عقوبات على أكثر من 140 من الأفراد والكيانات الإيرانية المتورطة بالانتهاكات.وكانت الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على قادة بأجهزة استخبارات إيران ومنظمة السجون وقادة بالحرس الثوري وكذلك رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني.

كما فرضت عقوبات على فيلق القدس، الجناح الخارجي للحرس الثوري بسبب دعمه لما وصفتها بـ”الجماعات الإرهابية مثل حزب الله وحماس وطالبان”.

وتابع بومبيو بالقول، إن الولايات المتحدة تريد تطبيق العقوبات بطريقة “لا تؤذي الناس العاديين في إيران، ولكن تستهدف هؤلاء العناصر الشريرة والزعماء الذين قادوا إيران نحو الفشل بعد أربعين عاما من الثورة”، بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *