الإعلام قوة ويعتبر داعما حقيقيا لأي عمل ناجح، ومن الطبيعي لأي نجاح أن يكون خلفه إعلام داعم وأغلب الذين تحدثوا عن الإعلام اعتبروه رسالة توصل من خلالها ماتريد، وأنا أقول قبل أن يكون الإعلام رسالة فهو أمانة، لابد أن يراعي الإعلامي هذه الأمانة ويعطيها حقها من المهنية والإخلاص في العمل.
ولكن بصراحة أكثر ما شدني لكتابة هذه المقالة هو ظهور مقدم برنامج رياضي في قناة حكومية يهمُز ويلمُز عن لاعب في فريق منافس لميوله بتهكم وسخرية، وأثار ذلك استياء أغلب الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والسؤال.. لماذا يحدث ذلك وفي قناة حكومية ؟ أين الرقابة الإعلامية ؟ ولماذا مدير القناة أو وزير الإعلام لم يكن لهما ردة فعل تجاه ذلك التصرف؟
وماهو دور اتحاد الإعلام نحو ذلك ؟ لماذا يصمت ولماذا لا يضع حداً لذلك المذيع ؟ أتمنى تنبيه ذلك المذيع، الذي كانت عليه ملاحظات كثيرة، وإساءات فلم يراع أنه يعمل في قناة حكومية ومن حق المشاهد عليه أن يكون محايدا ويتعامل مع الأندية بالعدل والمساواة لا أن يُجامل ويتغنى وتتراقص يداه مع كل انتصار لناديه، ويصبح وكأنه مهرج راقص، وعازف بيديه، ملوحاً بها كل ليلة ويُسقط على الأندية الأخرى وخصوصاً المنافسة. لابد أن يراعي الأمانة التي أُعطيت له ومنحت له الفرصة عبر قناة حكومية، وأن يراعي الله قبل ذلك ويحمل على عاتقه تلك الأمانة بكل إخلاص ومهنية ونزاهة، ويترك ميوله جنباً؛ لكي يكسب رضى المشاهد، ورضى ربه قبل ذلك وأن يكون العمل المقدم من قبله يُرضي الكل وهذا من حق المشاهد والمتابع الرياضي عليه،
وهذه من أبسط أبجديات المهنية في الإعلام. عند عدم مراعاة أن الإعلام أمانة ستتحاسب عليها في كل مرة أسأت فيها، أو حاولت دعم ناد سعودي على حساب نادي سعود آخر، أو لم تلتزم بالحياد في قضيةٍ ما ستخسر احترام المتابع الرياضي، وستزيد من التعصب والاحتقان في وسطنا الرياضي، الذي لا ينقصه تعب أو احتقان، ومثل هؤلاء هو من يثيره، ويزيده ولن يحترمه الجميع سيخسر المتابعين ذوي الميول المنافسة لميوله بسبب عدم مهنيته،
وسيخسر المتابعين المتفقين في الميول لأنه ليس محلا للثقة؛ بسبب عدم مهنيته وعدم مراعاته للأمانة التي حُمِل بها لأن الإعلامي سواء كان ضيفا أو مقدما أو مراسلا أو مخرجا أو صحفيا، أو أيا كان في أي من وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية متى ماكان مهنيا، بالدرجة الأولى ويراعي الأمانة الإعلامية وضميره حي، سيكون في محل احترام الجميع ورأيه يكون مهما للجميع، ويُحترم، وسيكسب احترام المشجع الرياضي أيًّا كانت ميوله؛ لأنه احترم نفسه واحترم عمله الإعلامي قبل ذلك.